Tuesday, 17 September 2024 03:31 GMT



قمر الحصادين العملاق ينير سماء الأردن في حدث فلكي مميز

(MENAFN- Alghad Newspaper) ينير قمر الحصادين سماء الأردن في حدث فلكي مميز لهذا العام، مساء الثلاثاء، ويظهر في أبهى حلة مكتملا في طور البدر العملاق، حيث يضيف هذا المشهد رونقا خاصا يجمع بين الجمال والفائدة العملية لعشاق الفلك والزراعة.
ويتسم قمر الحصادين بشروقه المبكر وغروبه المتأخر مقارنة بأطوار البدر الأخرى خلال العام، مما يوفر ساعات إضافية من الإضاءة الطبيعية.
مدير الشؤون العلمية والتدريب في المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء في غرب آسيا الدكتور حنا صابات، أشار إلى أن قمر الحصادين، يعرف بمسميات أخرى، مثل "قمر الحصاد" و"قمر الشعير" و"قمر الذرة الكاملة"، وهو القمر البدر الأقرب زمنيا إلى موعد الاعتدال الخريفي، الذي يحدث ما بين 22 و23 من شهر أيلول في النصف الشمالي للكرة الأرضية، لذا يمكن أن يحدث قمر الحصادين في أي وقت خلال أسبوعين قبل أو بعد تاريخ الاعتدال الخريفي، وهو أقرب قمر بدر إلى موعد الاعتدال الخريفي.
صابات، وهو الرئيس الأسبق للجمعية الفلكية الأردنية والعميد السابق لمعهد الفلك وعلوم الفضاء في جامعة آل البيت، أوضح أن قمر الحصادين لهذا العام سيظهر في سماء الأردن مساء اليوم الثلاثاء 17 أيلول.
وأشار إلى أنه في طور القمر البدر، يكون القمر مقابلا تماما للشمس، ومن منظور الراصد على الأرض، يشرق البدر لحظة غروب الشمس، ويبقى مضيئا طيلة الليل، ثم يغرب لحظة شروق الشمس في اليوم التالي. وفسر سبب ظهور قمر الحصادين قائلا:"عند خطوط العرض المعتدلة شمال خط الاستواء (كما هو الحال في أميركا الشمالية) يتقلص تأخر موعد شروق القمر البدر بين يومين متتاليين عند الاعتدال الخريفي من نحو 50 دقيقة إلى نحو 30 دقيقة، مما يجعل مواعيد شروق القمر ثابتة تقريبا (وهو في طور البدر أو نحو ذلك) لثلاثة أيام متتالية، وذلك لأسباب تتعلق بميل محور الأرض الدوراني وبالميل المداري للقمر نسبة إلى مدار الأرض "المستوى الكسوفي"، وكل ذلك جعل للقمر البدر القريب من الاعتدال الخريفي "أي لقمر الحصادين" مكانة مميزة".
وتابع؛ يستغرق الشهر القمري الاقتراني "من محاق إلى المحاق التالي أو من بدر إلى البدر التالي" نحو 29.5 يوم، وتعرف السنة القمرية، "مثل السنة الهجرية" على أنها 12 شهرا قمريا اقترانيا أي أنها تعادل نحو 354 يوما، وبالتالي، فالسنة القمرية أقصر من السنة الشمسية بنحو 11 يوما، وهذا يجعل المواعيد التي تحدث فيها أطوار القمر البدر تتغير من سنة شمسية إلى أخرى.
وأوضح، أنه في عصور ما قبل تكنولوجيا الإضاءة الكهربائية، كان القمر البدر "قمر الحصاد أو الحصادين" بمثابة المنقذ لاستكمال عملهم في الحصاد وجني المحاصيل الزراعية، خصوصا بالنسبة للشعوب التي يكون فيها موسم الحصاد متزامنا مع الاعتدال الخريفي.
الأستاذ المشارك في كلية الزراعة بالجامعة الأردنية الدكتور ميشيل راهبة، قال إن أهمية قمر الحصادين تظهر بشكل واضح في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية أي المناطق التي يتزامن موعد الحصاد فيها مع ظهور قمر الحصادين في نهاية أيلول وبداية تشرين الأول، ذلك أن إضاءة القمر تمنح المزارعين وقتا إضافيا لاستكمال عمل الحصاد، مشيرا إلى أن مواعيد حصاد المحاصيل الحقلية في بلادنا يكون في نهاية الربيع وبداية الصيف، ولا يتزامن مع موعد ظهور قمر الحصادين، وبالتالي فإن ذلك غير مرتبط تقليديا بالممارسات الزراعية في الأردن.
أما بالنسبة لتأثير مراحل ظهور القمر، فلفت إلى أن استخدام المراحل القمرية في الزراعة يعد ممارسة متجذرة في التقاليد القديمة، وفي وقتنا الحالي يعتبر جزءا من الزراعة الحيوية، حيث يوائم المزارعون زراعتهم وحصادهم وأنشطتهم الزراعية الأخرى مع دورة القمر، وتتضمن الدورة القمرية أربع مراحل رئيسية: القمر الجديد، والربع الأول، والقمر الكامل، والربع الأخير، وتستمر كل منها نحو أسبوع.
وأشار إلى أنه من الجانب التاريخي، فإن العديد من الثقافات كالبابلية والمصرية لاحظت أن هذه المراحل يمكن أن تؤثر في نمو النبات، فعلى سبيل المثال، غالبا ما يوصى بالزراعة خلال القمر الجديد عندما يعتقد أن رطوبة التربة أعلى بسبب جاذبية القمر، والتي يعتقد أنها تعزز إنبات البذور وتطور الجذور، وعلى العكس، يعتقد أن الحصاد أثناء اكتمال القمر يؤدي إلى إنتاجية أفضل، حيث يعتقد أن زيادة محتوى الضوء وعصارة النبات يفيد جودة المحاصيل.
وأضاف: يقترح البعض أن القمر الشمعي "القمر الجديد إلى البدر"، هو الأمثل للزراعة والتسميد، بسبب ظروف النمو المواتية، في حين أن القمر المتضائل "اكتمال القمر إلى القمر الجديد" هو الأنسب للحصاد وإدارة الآفات.
وبين، أن الدليل العلمي للزراعة الحيوية ما يزال محدودا، فلا توجد أدلة علمية كافية تربط بين مراحل القمر وفسيولوجبة النباتات وأن النتائج الإيجابية للزراعة اعتمادا على دورة القمر تكون مرتبطة على الأغلب بمتغيرات الطقس والمناخ.
خبير التراث الشعبي الدكتور أحمد شريف الزعبي، قال:"يظهر قمر الحصادين في شهر أيلول من كل عام، ويكون قمر الحصادين أكثر إشراقا من باقي أيام السنة، كما يشترط لظهوره أن تكون السماء صافية من الغيوم".
وأشار إلى أن بعض المناطق في أميركا الجنوبية يكون الجو فيها مناسبا لحراثة أرضهم وقت ظهور القمر، فيكسبون وقتا إضافيا للحراثة؛ لتهيئة الأرض من أجل الزراعة. وفي مناطق أخرى من أوروبا يكون موسم حصاد، فظهور القمر لعدة أيام يعطيهم وقتا إضافيا لحصاد مزروعاتهم.
أما في منطقتنا، فإن ذلك دلالة أخرى للفلاحين "بعد ظهور نجم سهيل" بأن يهيئوا عدة الحراثة، بتفقد عود الحراثة الخشبي، فيصلحون ما تلف منه في الموسم الماضي، أو إذا لزم الأمر فإنهم يصنعون عودا جديدا لحراثة أرضهم في تشارين التي أصبحت على الأبواب، بحسب الزعبي. -(بشرى نيروخ- بترا)

MENAFN16092024000072011014ID1108679634


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار