Friday, 13 September 2024 10:19 GMT



نتنياهو يقتحم الأغوار لتكريس مخطط ضمها وتفريغها من سكانها

(MENAFN- Alghad Newspaper) نادية سعد الدين عمان- يأتي اقتحام رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، للأغوار الفلسطينية في إطار مخطط السيطرة على المنطقة وتفريغها من سكانها الأصليين، وضم الضفة الغربية وتفجير أوضاعها، على غرار تصعيد عدوانه أمس لعدد من المدن والبلدات الفلسطينية وقصفها وحصارها.
ولطالما شكلت الأغوار، التي تضم قرابة 65 ألف فلسطيني بالإضافة إلى 11 ألف مستوطن، هدفاً استعمارياً استراتيجياً بالنسبة للكيان المُحتل، بسبب موقعها الاستراتيجي على امتداد نهر الأردن، وامتدادها على أكثر من ربع أراضي الضفة الغربية، بنسبة 28 %، وتمتعها بالأراضي الزراعية الخصبة والموارد الطبيعية الغنية.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اقتحام "نتنياهو" الاستفزازي للأغوار، معتبرة أن ما فعله يهدف إلى تعميق ممنهج لضم الضفة وتفجير أوضاعها تحت حجج وذرائع واهية، ولكنها لن تستطيع إخفاء البعد الاستعماري الاستيطاني لمخططات الاحتلال الهادفة لابتلاع الأغوار وتفريغها من أصحابها الأصليين.
وقالت "الخارجية الفلسطينية"، في تصريح لها أمس، إن الاقتحام يشكل ترجمة لتحريض الاحتلال الرسمي الذي يمارسه "نتنياهو" وفريقه من اليمين واليمين المتطرف على طريق تفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت أن "نتنياهو يقوم بتصعيد العدوان على الشعب الفلسطيني بما يخلفه من جرائم متواصلة، وإطلاق يد ميليشيات المستوطنين المسلحة لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وضرب الوجود الفلسطيني في عموم المناطق المصنفة (ج).
وأكدت أن اليمين المتطرف الحاكم يواصل تعميق حرب الإبادة والتهجير، وتقويض أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض.
وطالبت الوزارة بتدخل دولي عاجل لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ومنع تفجير الأوضاع في الضفة قبل فوات الأوان.
وفي الأثناء؛ يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، بدفع تعزيزات عسكرية ونشر القناصة المشاة داخل الشوارع والأزقة في حارات المخيم والبنايات العالية، وتحويل العديد من المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد طرد سكانها قسراً، إضافة الى تدمير الشوارع والبنية التحتية.
وقالت لجنة الخدمات في مخيم طولكرم إن الاحتلال منع إدخال المواد الغذائية الأساسية للمخيم، في حين أن الأوضاع الإنسانية صعبة جراء انقطاع المياه.
وكان استشهد الليلة الماضية ثلاثة شبان فلسطينيين بعد قصف مركبة في منطقة عزبة الحاج مسعود في ضاحية اكتابا، شرق طولكرم، وتم نقلهم أشلاء وجثث متفحمة الى مستشفيات المدينة.
كما تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بالمدينة، وتتمركز آلياتها على مدخل الطوارئ الرئيسي، وتعرقل عمل طواقم الاسعاف والمرضى أثناء دخولهم إلى المستشفى أو خروجهم منه، واخضاعهم للاستجواب.
وعلقت مديرية التربية والتعليم الدوام أمس في كافة المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال في طولكرم.
وبالتزامن؛ يواصل جيش الاحتلال عدوانه على محافظة طوباس لليوم الثاني على التوالي، وذلك بمحاصرة المدينة من جميع مداخلها وفرض حظر التجول عليها، فضلاً عن انتشار القناصة ووحدات المشاة، إضافة إلى تحويل عدد من العمارات إلى ثكنات عسكرية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفارعة جنوب طوباس، وقامت بتخريب وتجريف مدخل المخيم وعدد من الطرق والبنى التحتية، مما أدى لارتقاء العديد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ووقوع العديد من الاعتقالات بين صفوف الشبان الفلسطينيين.
الاحتلال يواصل مجازره في غزة
في غضون ذلك؛ يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، بقصف المزيد من المدارس التي تؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين، على غرار القصف الجوي الهجمي على مدرسة "الجاعوني" التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة، مما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.
فيما، قالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب 3 مجازر راح ضحيتها 34 شهيدا و96 مصابا خلال 24 ساعة، بينما توالت الإدانات الدولية لقصف الاحتلال مدرسة تابعة لـ(الاونروا).
وكانت قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة بمدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات، حيث استشهد 17 فلسطينيا في غارة استهدفت مدرسة سبق أن تعرضت للقصف عدة مرات.
وقالت حركة "حماس"، إن "جيش الاحتلال الصهيوني المجرم يواصل ارتكاب المجازر المروعة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة".
وأضافت الحركة، في تصريح أمس، أن جريمة قصف المدرسة "تضاف إلى سلسلة المجازر والاستهدافات الوحشية بحق المدنيين العزل الذين يواجهون حرب إبادة صهيونية على مسمع ومرأى من العالم".
وأكدت أن "فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد مجرم الحرب "نتنياهو" وجيشه الإرهابي هو بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم المروعة، التي تأتي في إطار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، بدعم كامل من إدارة الرئيس (الأميركي جو) "بايدن" الذي يحمي الكيان المجرم من أي ملاحقة دولية".
ودعت "حماس" الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والدول ذات العلاقة، إلى "التدخل العاجل لوقف الإبادة المستمرة منذ أكثر من أحد عشر شهراً، وإتخاذ كافة الإجراءات التي تجعل مجرم الحرب "نتنياهو" يوقف عدوانه وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وفي نفس السياق؛ رفضت "حماس"، "أي مشروعات تتعلق بمرحلة ما بعد وقف عدوان الاحتلال على قطاع غزة المستمر"، مؤكدة أن "إدارة القطاع هي شأن فلسطيني داخلي".
ورحبت بـ"إجراء حوار وطني شامل مع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوافق على رؤية وطنية لمواجهة تداعيات المرحلة الحالية وتوحيد الساحة الوطنية".
كما أكدت كل من "حماس" والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، خلال اجتماعهما أمس في قطاع غزة، بأنه "صفقات مع الاحتلال إلا بتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، المتمثلة بوقف العدوان الشامل، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وكسر الحصار، وإعادة الإعمار، وتحقيق صفقة تبادل للأسرى جادة"، وفقا للبيان المشترك.
وشددا على ضرورة تنفيذ مقررات اتفاق بكين وما سبقه، لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وإصلاح وتطوير منظمة التحرير لتعود إلى دورها الطبيعي في قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والدولة والتحرير.
وأكدت الأونروا أن 6 من موظفيها قتلوا في القصف على النصيرات.
وفي ردها على ذلك، قالت الوكالة الإغاثية إن القتل بلا نهاية وغير المنطقي منذ بداية الحرب على القطاع المحاصر أدى إلى "استشهاد ما لا يقل عن 220 من موظفينا" في غزة.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني إن قطاع غزة يشهد يوما بعد يوم قتلا عبثيا لا ينتهي.
وأشار إلى أنه كلما طال أمد الإفلات من العقاب فقَد القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف أهميتهما.
بدورها علقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) على الأمر وقالت: إنها تفكر بعائلات هؤلاء مشيرة إلى أن التقارير تفيد بأن الغارة أودت بحياة طفلين على الأقل.
وجددت اليونيسيف دعوتها لوقف لإطلاق النار ووقف الرعب الذي تعيشه غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن ما يحدث في قطاع غزة غير مقبول على الإطلاق.
وأوضح غوتيريش أن هناك انتهاكات دراماتيكية للغاية للقانون الإنساني وغيابا تاما لحماية فعالة للمدنيين في غزة، كما اعتبر أن عدم المحاسبة على مقتل موظفي منظمته وعمال الإغاثة في قطاع غزة أمر غير مقبول.
من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الكلمات تعجز عن وصف الرعب والألم جراء فقدان الأرواح في غزة.
وأضاف في منشور على منصة "إكس" أن المستشفيات والمدارس والملاجئ في غزة تعرضت للقصف بشكل متكرر "وقُتل مدنيون وعاملون في المجال الإنساني" وطالب بوقف ما سماها المذبحة في غزة.
في سياق متصل، أدان وزير الخارجية الأيرلندي مقتل ستة من موظفي الأونروا، وأضاف في تغريدة له على منصة إكس أن العاملين بالمجال الإنساني يتحملون مخاطر استثنائية لمساعدة المحتاجين.
وبدورها أدانت الخارجية القطرية القصفَ وقالت: ندين بشدة قصف الاحتلال مجددا مدرسة تابعة للأونروا تؤوي نازحين في مخيم النصيرات.
واعتبرت الدوحة أن "هذه المجزرة أحدث تأكيد على نهج الاحتلال الإجرامي واستهزائه بمبادئ القانون الإنساني الدولي" وطالبت بتحقيق دولي لتقصي الحقائق في استهداف الاحتلال المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين.
وأفادت الوزارة بارتفاع حصيلة العدوان إلى 41 ألفا و118 شهيدا، إضافة إلى 95 ألفا و125 مصابا منذ 7 تشرين الأول(اكتوبر) الماضي.
وفي التطورات المتعلقة بصباح امس، استشهد 9 أشخاص وأصيب آخرون معظمهم أطفال ونساء، في قصف صهيوني استهدف أحياء عدة في مدينة غزة.
كما استشهد 3 أشخاص وأصيب عدد آخر في استهداف شقة سكنية لعائلة صيام بمنطقة الفاخورة في مخيم جباليا شمال القطاع.
كما استشهدت سيدة وأصيب آخرون في استهداف الاحتلال محيط مدرسة عين جالوت في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وفي خان يونس استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة صهيونية استهدفت منزلا قرب المستشفى الأوروبي.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل الاحتلال الحرب متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في القطاع المحاصر.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة منذ 341 يوماً، مما أدى العدوان إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و84 شهيداً، وإصابة 95 ألفا و29 آخرين، ونزوح أكثر من 90 بالمائة من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

MENAFN12092024000072011014ID1108668164


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار