Saturday, 21 December 2024 04:55 GMT



الرغبة في تحرير المخطوفين

(MENAFN- Alghad Newspaper) معاريف

بقلم: ران ادليست

"المفاوضات عالقة، في إسرائيل يستعدون لمعركة قوية في كل الجبهات"، وهذا هو الوقت لترتيب الرأس. والمفاوضات العالقة هي ليست الصراع لتحرير المخطوفين. الصفقة هي فقط الذريعة سواء للائتلاف ام لجهاز الأمن. والائتلاف يبحث عن كل سبيل للبقاء وحرب الاستنزاف وتهديدات "معركة قوية في كل الجبهات" تخدم هذا الهدف. هذا "هم" الذين بدأوا، نحن فقط ندافع عن أنفسنا ونعد الشعب للحرب الأكبر على وجودنا الذي سيكون أو لن يكون.
الرغبة في تحرير المخطوفين الآن هي الغريزة الطبيعية لكل إنسان عاقل باستثناء أولئك الذين ليسوا بشرا عاقلين، وجهاز الأمن يستخدمها استخداما حكيما وصحيحا. غير أن هذا في ظل نظرته إلى ما وراء المخطوفين، إلى أثر التحرير على السياسة الداخلية (تفكيك الحكومة) وعلى وضعنا الأمني. الهدف هو الامتناع عن حرب زائدة وعديمة الاحتمال وبدون "يوم تالي" باستثناء المستوطنات في جنوب لبنان وقطاع غزة. فاحتلال جنوب لبنان، قصف الضاحية، ضرب بقايا مواقع البنى التحتية في لبنان والمشادة مع إيران هذه هي الوصفة المؤكدة لتأسيس دولة.
الجيش الإسرائيلي وكل جهاز الأمن يعارضون هذه الخطوة بحيث أن الصراع على تنفيذ الصفقة في المستوى الوطني – الأمني هو ليس فقط رأفة على المخطوفين أو تهديدا وجوديا على إسرائيل. من خلفه تقف مصالح أمنية أيديولوجية – سياسية – دينية وهو جزء من الصراع الأكبر على الهوية القومية لدولة إسرائيل. فتخوف المعارضين للصفقة هو أنه لن يكون ممكنا العودة إلى القتال. هم محقون في تقدير الوضع والصفقة بالفعل ستمس باستمرار القتال وتعرض حكمهم للخطر. اما التأييد للصفقة فهو من أولئك الذين يعتقدون بأن حربا متعددة الساحات أكبر في هذه اللحظة من قدرات الجيش الملزم بالانتعاش إذا ما وعندما تزجه الحكومة لمواصلة القتال.
إضافة إلى ذلك، فإن المشكلة هي استمرار عملية البهيمية والحيوانية كجزء من إدارة القتال. فالبهيمية هي سلوك معسكر اليمين في داخل المجتمع الإسرائيلي والحيوانية هي سلوكه داخل الجيش في ظل الحرب. يدور الحديث عن مزاج وحشي وتبسيطي مشجع من فوق ومشحون بإحساس الالحاح الآني! الجميع! للقتل، للإبادة، للهدم، للترحيل الآن! الجميع! الالحاح هو عقب التخوف من أنه في الانتخابات التالية الائتلاف الحالي سيدحرج في شوارع المدن ملطخا بالزفت والريش مباشرة الى سلة مهملات التاريخ. الآن ولكل الأجيال.
إن السبيل لفهم الآلية الداخلية لليمين الاستيطاني هو تخيل رد فعلهم عندما يبلغ في الأخبار عن نيزك بحجم أوروبا سيتحطم على الكرة الأرضية بعد عشرة أيام، خمس ساعات، أربعين دقيقة وثلاثين ثانية. النيزك سيدمر معظم القرى إذا لم يفجرها كلها. الاحتمال حسب العلماء هو 51 في المائة. الناس، المنظمات والدول ستفعل كل الأمور الغريبة والمجنونة لكن لا يوجد أحد أو منظمة سيصل إلى مستوى ممثلي المستوطنين. هؤلاء سيجتمعون فورا في حالة عصف لتحقيق أهدافهم مثل الطرد والهدم. فهم لا يؤمنون بالعلماء والنيزك من ناحيتهم هو إشارة من السماء تثبتهم على التأخير في بناء الهيكل وتشحنهم بطاقة جبارة تتيح لهم التسليم بفريضة بلاد إسرائيل من الترحيل حتى الأقصى. فقط لا تقولوا إنهم لا يفعلون شيئا كي لا يوقفوا النيزك. والدليل: ذبحوا بقرة حمراء.

MENAFN11092024000072011014ID1108663634


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية