Thursday, 12 September 2024 08:23 GMT



الضغط عسكريا بالشمال للوصول الى اتفاق

(MENAFN- Alghad Newspaper) إسرائيل هيوم

بقلم: غرشون هكوهن

ان اشتداد الرشقات الصاروخية وتسلل المُسيرات في الساحة الشمالية يضعان قيادة دولة إسرائيل أمام مفترق طرق يفترض اتخاذ قرارات صعبة وحازمة.
في بعدين تستوجب ميول حزب الله الهجومية من إسرائيل تفكيرا نقديا لانماط عملها حتى الآن في ساحة لبنان. في أحد البعدين يلوح ارتفاع شاهق وواضح في منحنى الخط البياني لهجمات حزب الله في الكم وفي مدى النار اللذين يوسعان مجال القتال. في البعد الثاني، المقلق أكثر، مع حلول سنة على الحرب، تلوح خيبة أمل في أن تحقق أنماط عمل الجيش الإسرائيلي كما تدار في السنة الأخيرة الظروف اللازمة لإعادة السكان الإسرائيليين إلى بيوتهم في الزمن القريب المقبل.
الجيش الإسرائيلي بلا شك يرد الحرب بأساليب وبوسائل تجبي ثمنا من حزب الله بل وتعبر عن قدرة استخباراتية مبهرة وقدرات هجومية ناجعة ودقيقة. ومع ذلك كلما مرت الأيام يبدو الواقع المتشكل في الساحة الشمالية كواقع عالق في طريق أمني مسدود. كل إنجازات قيادة المنطقة المالية، شعبة الاستخبارات "امان" وسلاح الجو لا تبدو كافية لتحفيز نصر الله على الموافقة على تسوية لانهاء القتال.
هو بالطبع يفقد مقاتلين وقادة من الصف الأول، كما يفقد ذخائر حيوية مثل مخازن ذخيرة واستحكامات محصنة بعضها مموه جيدا، كما يفقد بيوتا في قرى خط الحدود، وبالتوازي هو مسؤول عن معاناة نحو 100 الف نسمة من سكان جنوب لبنان ممن نزحوا من بيوتهم. غير أنه كما يبدو هذه الأثمان هامشية في نظره مقابل الإنجاز الإستراتيجي المهم الذي حققه منذ الأيام الأولى من الحرب في السابقة الرهيبة لهجرة عشرات آلاف الإسرائيليين بيوتهم على مقرب من الحدود.
إن الوعي الأمني للعدو، الذي يتيح له أن يشدد كل يوم قوة الهجمات على إسرائيل، ضد أهداف مدنية في نهاريا وبلدات في الدائرة الثانية أيضا، يلزم دولة إسرائيل باتخاذ رد يعبر عن انعطافة بالنسبة لاضطرارات القتال المتبلورة.
ينبغي الافتراض بأنه في زيارة الجنرال كوريلا قائد المنطقة الوسطى الأميركية، لقيادة المنطقة الشمالية اشركوه في الميول المقلقة وفي الانعطافة الواجبة من إسرائيل لرد أكثر نجاعة يتناسب وهدف أعاد السكان في الحدود الشمالية إلى بيوتهم. من الصعب التقدير أن يعطى لإسرائيل ضوء أخضر أميركي لانعطافة عملياتية موجهة للهجوم. يحتمل أن أيضا في ضوء اعتراف أميركي واضح بتعاظم قتال حزب الله سيبقون في الإدارة الأميركية ملتصقين بسياسة منع التصعيد. في هذه السياسة، رغم انتشار القوات الأميركية في ارجاء الشرق الأوسط، في حضور عسكري كبير للغاية، التطلع الأميركي المحدد يركز على الجهد لمنع تصعيد محلي واقليمي، بالتأكيد حتى موعد الانتخابات. وهكذا قد تنجح الولايات المتحدة أن تؤخر وتؤجل الوعد الإيراني في عملية رد ضد إسرائيل. لكنها عمليا تشجع بسياستها استمرار الحرب.
إسرائيل ملزمة بالتركيز على رد مناسب لمساعي حزب الله لتوسيع مدى الهجمات الى الأراضي الإسرائيلية، وأساسا الاستسلام لواجب انه ليس مطلوبا منها أن تفعل كل ما يلزم، عسكريا وسياسيا على حد سواء لاجل احداث تغيير لتحقيق الهدف لإعادة الحياة المدنية الكاملة في كل أرجاء دولة إسرائيل.

MENAFN11092024000072011014ID1108663633


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية