Saturday, 07 September 2024 08:29 GMT



دراسة: صورة شبه قاتمة لتأثيرات المناخ على عمان

(MENAFN- Alghad Newspaper) فرح عطيات عمان – ترسم دراسة تقييم المخاطر المُناخية لمدينة عمان صورة "شبه قاتمة" لتأثيرات أزمة المُناخ التي ستطال عدة مناطق في العاصمة، مثل الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة، وتكرار موجات الفيضانات والجفاف، وانتشار الأوبئة.
يأتي ذلك بالتزامن مع ما كشفته سجلات الأرصاد الجوية عن تعرض الأردن خلال فترة الصيف لموجات حرارة شديدة وغير مسبوقة، حيث سجل شهر حزيران (يونيو) أعلى معدل في درجة الحرارة العظمى والتي لم يشهدها منذ أكثر من مائة عام، بحسب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
ووفق نتائج دراسة التقييم، التي أعلنت خلال الحفل الذي عقده برنامج الأمم الإنمائي، وبالشراكة مع أمانة عمان الكبرى، وبرنامجي الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والأمم المتحدة للبيئة أمس، فإن "موجات الحرارة ستضرب كل مناطق بسمان، ووادي السير، وبدر، والقويسمة، واليرموك، والنصر".
كما أشارت نتائج الدراسة، التي أطلقت بالتزامن مع خطة عمان الثانية للتغير المُناخي، واللتين أعدتا بتمويل من مرفق البيئة العالمي، إلى أن "المناطق الوسطى في مدينة عمان ستكون الأكثر تأثراً بموجات الجفاف مستقبلاً".
وستتأثر بتلك الآثار المُناخية "الأنشطة الاقتصادية، والقطاع الصحي، والموارد الطبيعية، والتعليم، وأنظمة المدينة والبنية التحتية، والأفراد وخاصة الفئات الضعيفة منهم، مع توقعات بارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة الاجتماعية".
وتعاني مدينة عمان جملة من التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية، من بينها ازدياد عدد السكان واللاجئين، وضعف النقل العام، وارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، وعدم التوزان في الطلب على مصادر المياه، والضغط على البنية التحتية، فضلا عن تلوث الهواء، وفق نتائج التقييم.
وأوصت بـ"ضرورة تعبئة تمويل التكيف، وتخصيص ميزانيات لإدارة الحد من مخاطر الكوارث وأنظمة الإنذار المبكر، وإعطاء الأولوية للعمل المُناخي في التخطيط، وتعزيز الآليات والأدوات المبتكرة لتمويل المُناخ".
وشددت التوصيات على "أهمية حماية أنظمة وقنوات الصرف الصحي من التوسع الحضري، واتخاذ تدابير التكيف الصحي وخلق حوار سياسي على المستوى المحلي لتعزيز الوعي العام في التكيف المُناخي".
وقالت إنه "لا بد من تطوير وتنفيذ خطة التكيف المُناخي لمدينة عمان بما يتماشى مع خطة التكيف، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، ودمج التخطيط والتصميم الحضري في خطة عمان للتكيف، ووضع خطة متكاملة للحد من مخاطر الكوارث المحلية".
من جهته، أكد أمين أمانة عمان الكبرى د. يوسف الشواربة، خلال حفل الإطلاق، أن "خطة العمل المناخي الأولى التي تم إطلاقها عام 2019، خطوة طموحة نحو بناء مدينة مستدامة، ومزدهرة، وملتزمة بالتعهدات التي قدمتها عمان، وتحقيقا لأهداف اتفاقية باريس، والتنمية المستدامة".
ومنذ ذلك الوقت "جرى دمج العمل المناخي في جميع جوانب العمل التي تقوم به الأمانة، لتعزيز استدامة المدنية".
ولكن ثمة "العديد من التحديات التي واجهت عمل الأمانة من تدفق اللاجئين المفاجئ، وجائحة كورونا، في وقت ستوفر مخرجات تقييم المخاطر المناخية إطاراً شاملاً لتحديث أولويات الأمانة الاستثمارية في مجال العمل المناخي، وتعزيز منعة المدينة لتكون قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية"، بحسبه.
وأضاف الشواربة أن "التحديث الجديد لخطة عمان للعمل المُناخي يؤكد التزام الأمانة بخفض الانبعاثات الكربونية، كما يركز على التعاون بين القطاعات المختلفة، والتعلم من التجارب المحلية والدولية".
وشدد على أن "الأمانة أخذت بعين الاعتبار الحاجة إلى اتباع نهجاً أكثر توازنا للتخفيف من آثار التغير المُناخي، والتكيف معه".
وقال إن "هنالك جوانب لم يتم تقديرها بشكل كاف في الخطة الأولى، بحيث حددت المجالات التي تتطلب تحسينات مستقبلية، بناء على قدرات الأمانة الحالية".
وحددت الخطة، وفق قوله "على ضرورة مأسسة العمل على الأرض، ولذلك تم اعتبار التخطيط الحضري وإستراتيجيات العمل المًناخي الأخرى أداة محورية لتحقيق ذلك الهدف".
وهذا الخطوة "انعكست على صياغة نظام التخطيط الحضري الجديد، والذي هو قيد الإعداد من قبل أمانة عمان، والذي يمثل فرصة غير مسبوقة لمواءمة الأطر التنظيمية مع الأهداف المُناخية"، تبعا له.
وستقوم الأمانة "بإجراء تقييمات دورية للخطة وتحديثها لضمان تحقيق الأهداف المُناخية لتتناسب مع المتغيرات في سياق المدينة، والفرص الجديدة"، وفق الشواربة.
وتتزايد وتيرة تأثيرات التغيرات المُناخية التي تشهدها المنطقة، وبعض مناطق العالم، مثل تكرار موجات الحرارة، والفيضانات وموجات الجفاف وبشكل يومي، والوقت يداهمنا لذلك علينا مواجهة هذه الأزمة، فهي اللحظة الحاسمة للعمل، وفق المنسقة الإقليمية لجنوب وشرق آسيا لشبكة السي فورتي (C40)، شورتي ناريان.
ولفتت ناريان إلى أن "هذه الإستراتيجية مهمة، وتتعامل مع تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة لمدينة عمان، لكنها تنظر إلى المخاطر التي يجب التعامل معها بشكل يومي".
وأضافت أن "الخطة لا تتضمن فقط برامج لتنفيذها في مجال التكيف والتخفيف، بل تضع إطارا مؤسسيا تنظيميا لاتخاذ الإجراءات العاجلة للتعامل مع هذه التأثيرات المُناخية".
ويعد إطلاق التقييم الخطة والتقييم "لحظة محورية في الجهود العالمية لمكافحة آثار التغير المناخي، وتنفيذاً عملياً للإستراتيجيات الوطنية التي تهدف إلى دمج التغيرات المُناخية ضمن برامج التخطيط والتنمية على المستويين الوطني والدولي"، وفق الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي رندا أبو الحسن.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، على حد قولها، بل إن "الخطة خطوة نحو إنشاء مدينة مستدامة ومزدهرة قادرة على مواجهة آثار التغير المُناخي لإدارة مخاطر الكوارث"، بحسبها.
وبينت أن "دمج التكيف والتخفيف يعد المفتاح الرئيسي لبناء القدرة على الصمود أمام آثار التغير المناخي، فإن فصل النمو عن الانبعاثات يتطلب حلولا متكاملة على المستوى المكاني، تشمل مختلف القطاعات الحضرية مثل النقل والطاقة".
ولفتت إلى "خطة السياق المتطور لزيادة القدرات البشرية والمؤسسية، ودمجها في ملف التغير المناخي، وتطبيق ما ورد في خطة المساهمات المحددة وطنياً لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، والوفاء بالتزامات الأردن تجاه اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ".
و"تأتي رؤية التحديث الاقتصادي كمحرك رئيسي في هذه الجهود الأردنية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، وبالتشارك مع كافة المؤسسات".
وشددت على أن "هذه الخطة والتقييم يعدان جزءا من خطط أوسع بالتعاون مع أمانة عمان، والمؤسسات المعنية، لتطوير منصة لجميع بيانات المدن في كافة البلديات، في عمليات الرصد والمتابعة والتقييم للمؤشرات الحضرية بشكل دوري وتلقائي".
وجرى إعداد تقييم المخاطر لمدينة عمان باستخدام أدوات التحليل المكاني، وتحديث خطة عمان، لضمان توافق المدينة والسياسات والإستراتيجيات الوطنية المتعلقة بتغير المُناخ، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق المنسق الوطني لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ديمة أبو ذياب.
ولفتت أبو ذياب إلى أن "الأردن شهد ازديادا ملحوظا في مظاهر التغير المُناخي بشكل غير مسبوق، لعل أبرزها، ظاهرة الاحتباس الحراري، وتبدل فصول السنة، وانزياحها بصورة مستمرة".
وكل ذلك، وفق قولها "يؤدي إلى تبدل معدلات الحرارة، وتغير في أنماط التساقطات المطرية، فعلى سبيل المثال شهدت العديد من الدول المجاورة ظاهرة الفيضانات المفاجئة، رغم أن هذه الفترة تعد من فترات الجفاف".
وأضافت أن "الأردن تعرض خلال فترة الصيف لموجات حرارة شديدة وغير مسبوقة، حيث سجل حزيران (يونيو) أعلى معدل درجة حرارة عظمى له منذ أكثر من مائة عام، بحسب دائرة الأرصاد الجوية".
ولا شك أن "للمدن دورا وأهمية في التصدي لظاهرة تغير المُناخ، لكونها تعتبر مسؤولة عن 75 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال قطاع المباني والنقل"، بحسبها.
ولكن، ووفق ذياب "للمدن دور كبير في التخفيف والتصدي لآثار التغير المناخي، من خلال إنشاء بنية تحتية قادرة على الصمود لمواجهة التغيرات المُناخية".
ويعد "التخطيط الحضري المستدام والمرن من الأمور المهمة في مواجهة التغير المناخي، في ظل توقعات بازدياد عدد سكان الحضر على مستوى عالمي ومحلي، حيث إن نسبة التحضر أكثر من 90 % من عدد سكان المملكة"، كما أفادت أبو ذياب.

MENAFN05092024000072011014ID1108643098


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية