Tuesday, 17 September 2024 06:27 GMT



نتنياهو يتذرع بـفيلادلفيا لإطالة الحرب

(MENAFN- Alghad Newspaper) نادية سعد الدين عمان- يتذرع رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، بالتمسك بشرط بقاء جيشه بمحور "فيلادلفيا" لإفشال مفاوضات تبادل الأسرى ولإطالة أمد حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، ولمنع سقوط حكومته اليمينية المتطرفة.
وما زالت قضية استمرار احتلال محور "فيلادلفيا" ورفض الانسحاب منه تشكل عقبة أمام جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار بغزة، وتثير جدلاً واسعاً بالكيان الصهيوني، وتؤجج خلافاته الداخلية، فيما يستمر "نتنياهو" بانتهاج سياسة الخداع والكذب بهدف عرقلة أي تقدم في صفقة التبادل، لأن أي صفقة ستؤدي لسقوط حكومته، وتقربه من عتبة المساءلة والمحاكمة القانونية.
فقد كشف استطلاع جديد للرأي أن أكثر من نصف جمهور الكيان المحتل يؤيدون الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر لصالح إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
في حين قال 61 % من المستطلعة آراؤهم إنهم لا يثقون في إدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحرب.
وأجرى الاستطلاع معهد "قنطار" لاستطلاعات الرأي (غير حكومي) لصالح هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، ونشرت الأخيرة نتائجه مساء أول من أمس، دون الإشارة إلى حجم العينة التي شملها الاستطلاع.
وقال 53 % من المستطلعين إنه يجب التخلي عن السيطرة الأمنية على محور فيلادلفيا للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس لإعادة المحتجزين.
وفي المقابل، فإن 29 % فقط من الإسرائيليين يعتقدون أنه من الضروري إبقاء السيطرة على المحور "رغم الثمن الباهظ لتفجير الصفقة"، في حين قال 18 % إنهم لم يكوّنوا رأيا بعدُ بشأن الموضوع.
وحتى شهر أيار (مايو) الماضي، لم تولِ حكومة الاحتلال ورئيسها محور "فيلادلفيا" أهمية كبرى في حرب الإبادة على غزة، ولكنهم أدركوا فجأة بعدها مدى حيويته بالنسبة لأمن الكيان المُحتل، وأضحوا يتمسكون به كشرط ضروري، لأن عكس ذلك الأمر يعني إزالة العقبة الأخيرة من طريق التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، وهو ما لا يريده "نتنياهو".
وهنا تظهر خديعة "نتنياهو"، حيث لم يتحرك للتمسك باحتلال "فيلادلفيا" طوال 14 عاماً من حكمه، ولكنه استيقظ الآن فقط لوضعه عقبة أمام التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، من أجل تفادي تهديد الوزراء المتطرفين في حكومته، مثل "ايتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريش"، بالانسحاب من الحكومة ووضع مصير الائتلاف اليميني الحاكم على المحك في حال تم إبرامه.
وفي هذا السياق؛ ينتقد المعارضون لسياسة "نتنياهو" في الكيان المُحتل إصرار الأخير على بقاء جيش الاحتلال عند محور "فيلادلفيا" والادعاء بأن حكومته لا تستطيع المضي في صفقة التبادل بسبب الضرورة الأمنية لوجودها هناك.
واعتبرت تلك الأوساط، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالكيان المحتل، أن موقف "نتنياهو" يعد عملياً "فرض حكم الإعدام وبدم بارد على الأسرى في القطاع، والتخلي عنهم تحت ذريعة واهية".
من جانبها، أكدت حركة "حماس"، أن قرار "نتنياهو" بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، يهدف إلى إفشال التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، "نحذر من الوقوع في شرك "نتنياهو" وألاعيبه، والذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني"، متابعة: "لسنا بحاجة إلى مقترحات جديدة، والمطلوب الآن هو الضغط على "نتنياهو" وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه".
وقد زعم "نتنياهو"، في وقت سابق أول من أمس، أنه "عند فك الارتباط بغزة 2005، يصبح محور فيلادلفيا مجالا لتهريب الأسلحة"، معتبراً أن سيطرة الاحتلال على محور فيلادلفيا أمر أساسي في تحقيق أهداف الحرب على غزة.
وادّعى مجدداً بأن أهداف الاحتلال تتمثل في تدمير قدرات "حماس" وتحرير الأسرى لدى المقاومة، وإلا فإن حماس تشكل تهديداً وهذا يتم منعه بالسيطرة على محور فيلادلفيا، فمن دون السيطرة عليه لن يتمكن الاحتلال من منع حماس من تهريب السلاح أو المسلحين"، وفق مزاعمه.
وأكد نتنياهو: "إذا خرجنا من محور فيلادلفيا فلن نتمكن من العودة إليه مرة أخرى"، وقد أثار موقفه بشأن محور فيلادلفيا توترات مع مصر، التي تعترض على أي وجود للاحتلال هناك، وحذرت من أنه ينتهك اتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979.
ويزعم نتنياهو أن الممر يشكل قناة رئيسة لنقل الأسلحة والأموال إلى مسلحي "حماس" في غزة، فيما ترفض مصر هذه الاتهامات، بينما يدّعي جيش الاحتلال إنه عثر على نحو عشرين نفقا تحت الحدود منذ شهر أيار (مايو) الماضي.
وفي الأثناء؛ شارك عشرات الفلسطينيين في مسيرة وسط مدينة رام الله، أمس، تنديداً بعدوان الاحتلال المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
ونظمت المسيرة القوى والاتحادات والنقابات والمؤسسات الأهلية والفعاليات الشعبية في رام الله، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وجابوا شوارع المدينة، مؤكدين وحدة الدم والمصير ورافضين لحرب الاحتلال على الشعب الفلسطيني ومجازره المتواصلة في الضفة وغزة، ومساندة لمحافظات شمال الضفة وجنوبها ونصرة المعتقلين.
وردد المشاركون هتافات تنادي بالوحدة الوطنية للتصدي لجرائم الاحتلال، مطالبين بوقف عدوان الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

MENAFN05092024000072011014ID1108643092


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار