Tuesday, 10 September 2024 10:36 GMT



شركاء الفرح.. أشخاص ننتقيهم بثقة لنتقاسم معهم لحظات العمر

(MENAFN- Alghad Newspaper) ربى الرياحي عمان- نلتقي في الحياة بأشخاص يقاسموننا لحظات العمر بحلوها ومرها ننتقيهم بحب، ولأنهم يشبهوننا في أحيان كثيرة معهم بالذات ندرك أن الفرح لا يكون إلا بالمشاركة، وأن اللحظات الحلوة كما القاسية نحتاج فيها إلى نسند رؤوسنا على أكتاف الأحبة ونلمح في أعينهم لمعة الفرح، ذلك البريق الذي يجعلنا نتأكد أكثر أن اختيارنا لهم كان في مكانه، وأن مشاعرهم تجاهنا صادقة وحقيقية.
سمر أحمد 27 عاما، تقدر لحظات الفرح كثيرا وتجد أن قيمتها بالمشاركة مع من تحب، تقول: "شركاء الفرح هم من يحتضنون فرحتنا وكأنها فرحتهم من يكونون أول خيار لنا نركض إليهم لنخبرهم كم نحن سعداء وكم نحن بحاجة لهم لنتقاسم معهم كل التفاصيل التي حتما غيرت شيئا فينا".
فهي تؤمن بأن الفرح يبرهن صدق النوايا ويزيد ثقتنا بمن نحب، لذلك اعتادت أن تعيش تلك المشاعر بعفوية من دون أن تحسبها أو تقلق، لأن وقت الفرح قد يكون قصيرا ومحبة الآخر هي من تعطيه قيمة ومعنى.
وتتفق معها نادية 31 عاما، بقولها: "إن مشاعر قلق كبيرة كانت تعيشها كلما اقتربت من الفرح أكثر. خوف غير مبرر كان ينتابها يمنعها من أن تتشارك فرحتها حتى مع أقرب الناس إليها، لكنها فهمت أخيرا، أن الفرح مع من نحب أجمل وأعمق وأن الحياة تجمعنا بأشخاص قد يكونون أصدقاء أو زملاء عمل أو شركاء حياة يفرحون لفرحنا ويعرفون كيف يتقاسمونه معنا".
وتضيف، تلك اللحظات دون خوف شركاء الفرح هؤلاء حبهم لنا غير مشروط ومشاعرهم تجاهنا غير مزيفة، بل هم أمينون على فرحتنا ننتقيهم بحب لأنهم الأقرب والأصدق، ولأن الفرح معهم له طعم آخر.
وتبين خبيرة علم الاجتماع فاديا إبراهيم، أن المشاركة الاجتماعية للمشاعر، سواء أكانت مشاعر سلبية كالحزن والقلق أو مشاعر إيجابية كالفرح والسعادة، هي ظاهرة من الظواهر الإنسانية في علم النفس والتي تتعلق بميل الأشخاص إلى مشاركة التجارب العاطفية وقصها على الآخرين. أغلب الأشخاص يميلون للتحدث عن تجاربهم اليومية والحياتية والتعبير عن مشاعرهم.
والدراسات أثبتت أن فكرة المشاركة الاجتماعية للمشاعر مرتبطة بالصدمة العاطفية. وفق ابراهيم، فتُظهر هذه الدراسات ميل الأشخاص إلى التحدث عن تجاربهم والكشف عن مشاعرهم وعواطفهم بعد تعرضهم لكارثة طبيعية أو مصيبة أو حدث جذري.
مثلاً، وجدت إحدى الدراسات التي أجريت حول ردود الأفعال النفسية بعد وفاة شخص مقرب أن 88 % من المفجوعين، يشعرون بالحاجة إلى التحدث حول هذا الأمر مع الآخرين. وهذا يدفعنا إلى استنتاج أن البشر لديهم حاجة إنسانية ليشاركوا مشاعرهم الحزينة والصادمة مع الآخرين.
وتوضح ابراهيم، بينما مشاعر الفرح أو السعادة، فمشاركتها شيء انتقائي أو اختياري، لا يستند إلى حاجة ضرورية، إنما من باب التعاطف البشري لبناء علاقة أكثر قوة وصحة بأشخاص نرغب بوجودهم في حياتنا، ونسعى لتقوية علاقاتنا بهم. فعندما نتمكن من فهم ومشاركة مشاعر الآخرين، فإننا نكون قادرين بشكل أفضل على التواصل معهم وبناء الثقة.
وتتابع، مشاركة لحظاتنا السعيدة مع الآخرين يحسن التواصل فعندما نكون متعاطفين يمكننا أن نفهم بشكل أفضل احتياجات واهتمامات الآخرين. ويمكن أن يساعدنا ذلك على التواصل بشكل أكثر فعالية، ومشاركة مشاعر الآخرين هو جزء أساسي من الذكاء العاطفي. والقدرة على استيعاب مشاعر الآخرين مهارة نافعة في جميع العلاقات الإنسانية، وأساسية في مكان العمل.
وتبين إبراهيم، عندما يشارك شخص أفكاره أو مشاعره مع الآخرين، فإنه يكسب ثقتهم ويقوي علاقته بهم، ويجعل بيئة العمل أفضل وأكثر كفاءة وفعالية. ولا ننسى أن المشاعر معدية فمن الواجب مشاركة لحظات الفرح أو السعادة مع الآخرين، لعل هذا يضفي شيئا من البهجة والسرور لدى الآخرين، ويرفع معنوياتهم.
وتؤكد، التعبير عن المشاعر ومشاركتها مع الآخرين ليس مفيدا فقط اجتماعيا، بل مفيد نفسيا وصحيا، فبعض الدراسات تشير إلى أن كتم العواطف قد يحمل تداعيات سلبية، سواء بالنسبة لمن يكتمها، أو لمن حوله. كما ربطت بعض الأبحاث كبت المشاعر بارتفاع معدلات القلق والأرق وغيرهما، من الانعكاسات غير الصحية.
وتقول مدربة المهارات الحياتية نور العامري: "إن شركاء الفرح هم الأشخاص الذين يساهمون بشكل إيجابي في سعادتك وحياتك". يمكن أن يكونوا أصدقاء، أفرادا من العائلة، زملاء في العمل، أو حتى شركاء حياة. هؤلاء الأشخاص يلعبون دورا أساسيًا في دعمك وتشجيعك، ويساهمون في خلق بيئة محيطة تملؤها السعادة والراحة النفسية.
وتضيف، اختيار الأشخاص الداعمين يعتمد على عوامل عدة، تساعدك في تحديد من هم الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا مصدر دعم وإيجابية في حياتك، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في الاختيار:
- التوافق في القيم والمبادئ: اختر الأشخاص الذين يتوافقون مع قيمك ومبادئك، والذين يشاركونك رؤيتك للحياة.
- التواصل الإيجابي: اختر الأشخاص الذين يساهمون في تعزيز روحك المعنوية ويقدمون لك الدعم بالكلمات الإيجابية والتشجيع.
- الثقة المتبادلة: الأشخاص الذين تثق بهم ويثقون بك هم عادةً داعمون جيدون، فهم يقدمون الدعم والنصيحة بناء على مصلحتك الحقيقية.
- القدرة على الاستماع: اختر الأشخاص الذين يستمعون إليك بصدق ويفهمون مشاعرك، وليس فقط أولئك الذين يقدمون نصائح سريعة من دون فهم عميق للموقف.
- الاستقرار النفسي: الأشخاص الذين يتمتعون بالاستقرار العاطفي والنفسي يكونون قادرين على تقديم الدعم بشكل أفضل.
- الصدق والصراحة: من المهم أن يكون الشخص داعمًا بصدق، حتى لو كان ذلك يعني تقديم ملاحظات أو انتقادات بناءة.
- التجارب المشتركة: قد يكون من المفيد اختيار أشخاص مروا بتجارب مشابهة لتجربتك، حيث يمكنهم تقديم نصائح أكثر واقعية وفعالية.
وتنصح، في اختيارك لشركاء السعادة بشكل صحيح، يمكنك بناء شبكة دعم قوية تساعدك على تحقيق أهدافك الشخصية والعيش حياة أكثر سعادة وتوازنا، فكرة التكتم على اللحظات السعيدة هي مسألة شخصية وتعتمد على الظروف والمعتقدات الثقافية، بعض الناس يعتقدون أن مشاركة اللحظات السعيدة قد تجلب الحسد أو العين، لذا يفضلون الاحتفاظ بها لأنفسهم. آخرون يرون أن مشاركة السعادة تزيد من فرحة اللحظة وتجعلها أكثر قيمة.
وتضيف، إذا كنت تشعر أن مشاركة السعادة قد تجلب لك شعوراً بالقلق أو أن هناك احتمالا أن تؤثر سلباً على حياتك، فقد يكون من الأفضل الاحتفاظ ببعض اللحظات لنفسك، في النهاية، الأمر يعتمد على ما يجعلك تشعر بالراحة والأمان. تذكر أن العلاقات الإنسانية تتطلب وقتًا وجهدًا لبنائها، لذلك تأكد من اختيار الأشخاص الذين يظهرون اهتمامًا حقيقيًا برفاهيتك وسعادتك.

MENAFN05092024000072011014ID1108641931


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية