Tuesday, 03 September 2024 01:27 GMT



المقاومة الفلسطينية بالضفة تطل برأسها

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس


بقلم: جدعون ليفي 1/9/2024

مفاجأة، المقاومة الفلسطينية العنيفة في الضفة الغربية ترفع رأسها. هذه الكوادر البشرية استيقظت من سباتها وبدأت تتفجر، جيش المحللين في اسرائيل يوجد له تفسير علمي: هذه هي أموال إيران، التي بدونها الضفة كانت ستكون هادئة، ومعها الناس مستعدون للانتحار فقط من أجل الحصول عليها. الأخطبوط الإيراني.
كم من السهل عزو كل شيء لإيران. الإسرائيليون يحبون ذلك. يوجد شيطان، إيران، بسببه يحدث كل ذلك. ربما توجد أموال إيرانية وربما لا – تعاظم الصراع هو التطور الأكثر توقعا وتفهما إزاء ما يحدث في الضفة الغربية في الأشهر الـ 11 للحرب في غزة. المفاجأة هي أن ذلك لم يحدث من قبل.
في الاشهر الـ 11 للحرب في غزة قلبت اسرائيل الضفة الغربية رأسا على عقب، مثلما تقوم الآن بقلب الشوارع في طولكرم وجنين؛ لم يبق منها أي شيء. هذا هو الهجوم الأكثر صعوبة على الفلسطينيين منذ عملية "السور الواقي"، وحتى يفوقه لأنه يحدث في ظل هجوم آخر اكثر وحشية في غزة. خلافا لعملية "السور الواقي" فان الهجوم الحالي لا يوجد له ايضا أي ذريعة أو أي مبرر. اسرائيل استغلت الحرب في قطاع غزة من اجل قلب الضفة. الرد تأخر ولكنه جاء.
الهجوم في هذه المرة له ذراعان، الجيش والشاباك وحرس الحدود من جهة، والمليشيات العنيفة للمستوطنين من جهة اخرى. هذان الذراعان متناسقان ولا يزعجان بعضهما. احيانا يتداخلان عندما يرتدي الجنود من البؤر الاستيطانية الزي العسكري – "فرق الطوارئ" التي تعطي الشرعية لكل مذبحة. الجيش يحرص على عدم التدخل حتى لو بشكل قليل. في هذا السياق فان تصريح مصدر عسكري رفيع بأنه حذر في نهاية الاسبوع من عنف المستوطنين ("هآرتس"، 29/8، ينيف كوفوفيتش) هو تصريح لا يمكن تصديقه لكثرة وقاحته. "الارهاب اليهودي يتسبب بضرر كبير للأمن في الضفة الغربية"، قال هذا المصدر الذي قواته كان يمكنها، ويجب عليها، وقف الارهاب اليهودي منذ فترة طويلة. حتى الآن لم تكن هناك أي مذبحة لم يقف الجنود الى جانبها واحيانا يشاركون فيها ايضا – الضابط الكبير يتجرأ على تقديم شكوى والتذمر.
7 أكتوبر ليس فقط يوم كارثتنا، بل هو أيضا يوم كارثة الفلسطينيين، حول ما تفعله اسرائيل في غزة نفدت الأقوال منذ زمن، لكنها لم تقم باخفاء ما تفعله في الضفة الغربية بتشجيع من الوزراء الكهانيين وصمت رئيس الحكومة والوزراء والجمهور. مؤخرا قمت بزيارة جنين وطولكرم وقلقيلية ورام الله والخليل. لم يعد هناك ما يشبه الواقع في 6 اكتوبر، رغم أنه لم يكن للضفة أي دور في هجوم 7 اكتوبر. في 8 اكتوبر استيقظ 3 ملايين فلسطيني على واقع جديد، ليس لأن الواقع السابق كان إنسانيا وشرعيا. بشهوة الانتقام واستغلال الفرصة أطبقت اسرائيل القبضة على عنق الضفة بلا رحمة.
عشرات آلاف الدونمات تمت مصادرتها وانتزاعها وسلبها في هذه الأشهر، ولا يوجد تقريبا في الضفة الغربية أي تلة لا يوجد عليها علم اسرائيل أو بؤرة، التي ستصبح ذات يوم مدينة. ايضا الحواجز عادت بكل قوة. لا يمكن الانتقال من مكان الى آخر في الضفة بدون الاصطدام فيها والوقوف هناك لساعات. لا يمكن التخطيط لأي شيء في الواقع الذي فيه 150 ألف شخص تقريبا فقدوا مصدر الرزق بعد منعهم من العمل في اسرائيل. الجميع تمت معاقبتهم على 7 أكتوبر. الـ11 شهرا بدون مصدر رزق بدأت تعطي الإشارات. ما الذي فكرتم فيه؟.
فتى جديد وصل إلى الحي: المسيرة. في ظلام الحرب بدأ سلاح الجو بعمليات القنص في الضفة المكتظة. حسب معطيات الامم المتحدة فان 630 فلسطينيا قتلوا في الضفة منذ بداية الحرب، 140 من بينهم بواسطة 50 هجوما من الجو. المسموح في غزة مسموح في الضفة. الجنود أدركوا ذلك، وتعاملهم مع الفلسطينيين يكون وفقا لذلك. إذا لم نكن في غزة، على الأقل سنتصرف وكأننا في غزة. اسألوا كل فلسطيني حول ما مر عليه. اليأس في الضفة لم يكن بهذا الحجم في أي وقت مضى.

MENAFN02092024000072011014ID1108624985


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية