Saturday, 24 August 2024 09:22 GMT



نتنياهو يريد حربا إقليمية شاملة

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس إيهود أولمرت

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا يريد عودة المخطوفين. لا توجد أي احتمالية للتوصل إلى تفاهمات في المفاوضات التي تجري في الفترة الأخيرة والتي يتوقع أن تستمر في الأسبوع المقبل وربما في الأسابيع التالية. من المرجح أن المفاوضات ستستمر من دون تقييد في الوقت، أو أنها ستنفجر في مرحلة معينة وتنتهي بجولة أخرى من العمليات العسكرية في الجنوب، وربما أيضا في الشمال.
في ظل غياب اتفاق لتحرير كامل للمخطوفين، لا توجد احتمالية حقيقية لوقف العملية العسكرية في القطاع. فهي ستستمر لأيام كثيرة أخرى. في الوقت نفسه ستستمر المواجهات العنيفة في الشمال، وفي نهاية المطاف يتعين عليها أن تتطور إلى حرب واسعة، إطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل حزب الله، رد إسرائيلي بحجم لم نشاهده بعد، والتدهور إلى حرب شاملة.
هذا التطور هو الوحيد الذي يخدم سلم أولويات نتنياهو، ويبدو أيضا احتياجات يحيى السنوار. السنوار، كما يبدو لي (لا أعرف ما الذي يريده حقا وأنا أحاول فهم ما من شأنه أن يفيد من وجهة نظره من أجل احتياجات حماس وأيضا يتساوق مع خطوات نتنياهو)، يفضل إطالة الحرب، حيث ذخره الأهم، وهو المخطوفون، يوجد في يده. استمرار الحرب وتوسعها في الشمال سيزيدان الفرصة لحرب شاملة أيضا مع منظمات أخرى، إضافة إلى حماس وحزب الله، مثل الحوثيين والميليشيات الإيرانية في العراق وسورية. أمل السنوار وأمل نتنياهو أيضا هو أنه في نهاية المطاف إيران ستتورط في مواجهة مباشرة وواسعة مع إسرائيل.
هذا السيناريو هو بالطبع تهديد حقيقي لإسرائيل، ليس تهديدا وجوديا فوريا، لكنه عملية ستؤدي إلى ضحايا كثيرين في أوساط المدنيين وقتلى كثيرين في أوساط الجنود وضرر دراماتيكي للبنى التحتية المادية لإسرائيل في مناطق كثيرة، بما في ذلك المراكز الصناعية والتجارية، وتدهور حقيقي في مكانتها الدولية، وإمكانية فرض عقوبات عليها في المحاكم الدولية التي تناقش جرائم الحرب، وربما أيضا فرض عقوبات في مجلس الأمن.
هذا هو السيناريو الأسوأ الذي يوجد على الأجندة: تستمر الحرب وتتعقد وتتوسع، ومصير المخطوفين يتم حسمه.
لا يوجد للسنوار أي سبب للتنازل عن مثل هذا التطور. فهو يخدم حاجاته. كلما تعقد الوضع أكثر والمزيد من الأطراف تتواجد في قتال ضد إسرائيل، هكذا فإن مبادرة تشرين الأول للسنوار تصبح أكثر فأكثر انعطافة تاريخية حسب رؤية من يعملون على إضعاف إسرائيل على أمل تدميرها. نتنياهو يقود دولة إسرائيل إلى هذه الهاوية مع شركائه مجرمي الإرهاب، ايتمار بن غفير و"مُجوع غزة" بتسلئيل سموتريتش.
السيناريو النهائي الوحيد الذي يمكن أن يقف على الأجندة في الاتصالات بين دول الوساطة وبين الطرفين المتقاتلين هو وقف القتال على الفور، وعقد اتفاق لإعادة جميع المخطوفين في فترة قصيرة، إدخال قوة مقاتلة فلسطينية-عربية تكون مسؤولة عن بناء بنية تحتية حكومية قوية في القطاع بمشاركة السلطة الفلسطينية (بالطبع مع مقاتلة هذه القوة ضد بقايا حماس). وفي موازاة ذلك خروج كل القوات الإسرائيلية من غزة إلى نقطة الحدود التي كنا فيها قبل بداية العملية البرية.
من منظار المصالح الحقيقية لإسرائيل، فإن وقف الحرب هو نقطة الانطلاق لتغيير الاتجاه. إعادة المخطوفين وتهدئة الحدود الشمالية وفترة زمنية طويلة تمكن الدولة من النهوض، للبدء في تطبيب الجراح وترميم المنظومات الأمنية والعسكرية وإعادة الجنوب إلى روتين الحياة الطبيعية وترميم البلدات هناك وإعادة سكانها إلى بيوتهم. في الوقت نفسه نستطيع التوصل إلى اتفاق مع حكومة لبنان بوساطة أميركية وفرنسية، يمكن من إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم وإبعاد حزب الله عن الحدود، أي أن وقف الحرب سيمكن من تحقيق ما كان يجب أن يكون أهداف الحرب الحقيقية.
من ناحية نتنياهو، هذا ليس "نصرا مطلقا" أو تدميرا لحماس، وهو لا يمكن من طمس الهزيمة الفظيعة في تشرين الأول 2023، هذا مختلف عن كل ما يعلن عنه بأنه الهدف الرئيسي الذي لا مناص منه.
باختصار، بيبي سيضطر إلى الاختيار بين التنازل عن النصر المطلق وبين استمرار الحرب وتوسيعها إلى مواجهة شاملة متعددة الساحات من دون جدول زمني معقول لإنهائها. الاختيار بين ما هو جيد لإسرائيل وما هو جيد لبيبي، نتيجته معروفة. بناء على ذلك، فإنه لا مناص من الاستنتاج بأن دولة إسرائيل تقترب بخطى كبيرة من الحرب الشاملة.هذا ما يريده بيبي وبن غفير وسموتريتش.
الميل إلى حل لغز خطوات نتنياهو وكأنه لا يوجد لديه خيار لأنه لا يريد المواجهة مع بن غفير وسموتريتش، وهو مرتبط بهما من أجل بقاء الحكومة، هو وصف سطحي وبسيط للواقع السياسي الحالي. نتنياهو منذ فترة طويلة يحب وضعية ونستون تشرتشل (هو على استعداد دون مناص للاكتفاء بفلودمير زيلينسكي)، مع سترة واقية وخوذة من الفولاذ على رأسه. استمرار القتال ليس خيارا إجباريا بالنسبة له، بل هو عملية تاريخية لا مناص منها، يمكن أن تستمر لأشهر كثيرة أخرى، وستمكنه من سحب جزء كبير من المجتمع الدولي إلى الفوضى التي يؤمن بأنها مرحلة حيوية في المواجهة بين من يحبون الحرية وتقدم العالم الغربي، بما في ذلك أميركا وأوروبا، وبين ممثلي الإسلاميين.
على خلفية ذلك، يجب التخلص من الوهم الذي يقول إن المفاوضات حول صفقة لتحرير المخطوفين بتوجيه من نتنياهو تجري بحسن نية (هي أيضا ليست "إعطاء وإعطاء"، كما اتهم نتنياهو ممثلي إسرائيل). هذه اللقاءات، في قطر وفي القاهرة أو في أي مكان، هي لعبة من ورائها لا تختفي أي نية للتوصل إلى اتفاق أو تفاهمات أو نتيجة تعيد المخطوفين إلى بيوتهم.
نحن ننجر بوتيرة كبيرة جدا إلى السيناريو الأسوأ الذي يمكن أن يخطر بالبال.
العالم يفقد الصبر إزاء الخداع والتضليل والنفاق الإسرائيلي. عندما هددت إيران بمهاجمة إسرائيل في الوقت نفسه مع حزب الله، بعد تصفية القادة في بيروت وفي طهران، فعل جو بايدن ما لم يفعله أي رئيس أميركي منذ إقامة دولة إسرائيل. فقد أرسل إلى هنا قوات عسكرية، التي مجرد قربها من المنطقة يشكل تهديدا دراماتيكيا على أمن إيران واستقرارها وقوة ردعها. الإيرانيون يكرهوننا جدا، لكنهم ليسوا أغبياء. الخوف من أنه إذا شنوا حربا، فسيجدون أنفسهم يحاربون الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مع بعض الدول العربية وإسرائيل، أضعف على الأقل في هذه المرحلة رغبتهم في الانقضاض علينا في المدى الزمني الآني.
لكن تفجر المفاوضات بسبب مناورات خداع نتنياهو يمكن أن يسرع اندلاع المواجهة الشاملة التي يسعى إليها. عندما ستحدث هذه المواجهة، فإن إسرائيل يمكن أن تكتشف بأن الجيش الأميركي غير مستعد للدخول في مواجهة عسكرية معقدة وحساسة في الشرق الأوسط فقط بسبب أن المخادع النرجسي الذي لا يوجد له عمود فقري أخلاقي، الذي يقودها، معني بذلك. نحن يمكن أن نجد أنفسنا من دون أميركا ومن دون قوة الردع والرد التي يمكن للتواجد العسكري الأميركي أن يعطيها لنا.
في حرب شاملة بيننا وبين إيران وحزب الله وكل الأطراف الأخرى، يمكن أن ندفع ثمنا لم نرغب في دفعه، وربما لن نستطيع تحمله.
حتى الآن يوجد مخرج. في السنة الأخيرة التي فيها عبرت كثيرا عن رأيي ونشرته في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لا سيما في هذه الصحيفة، وعدد غير قليل من المرات في العالم، لم أوص بالعملية التي سأفسرها لاحقا. ولكن الآن لا مناص من القيام بها. أنا سأبكر وأقول إنني أعارض بشدة وبكل قوة وبكل ذرة في نفسي عملية تستهدف محاولة إسقاط نظام ديمقراطي بطريقة غير مناسبة، وأنا أوصي بعدم فحصها ولا أقترح ذلك.
أنا أطالب وزير الدفاع يوآف غالنت ورئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار ورئيس الموساد دادي برنياع بأن يعلنوا معا عن استقالاتهم، فورا عندما يفشل نتنياهو المفاوضات حول الصفقة في الأيام القريبة المقبلة. يجب عليهم عقد مؤتمر صحفي مشترك يقولون فيه للجمهور إنهم توصلوا إلى الاستنتاج بأنه لا يمكنهم خدمة المصالح الأخلاقية والأمنية والعسكرية والسياسية لدولة إسرائيل إزاء ما يشاهدونه ويسمعونه ويعيشونه كل يوم في الجلسات المغلقة من رئيس الحكومة ووزرائه المخلصين، وفي وسائل الإعلام من الذين يشغلهم ويوجههم
ويحرضهم.

MENAFN23082024000072011014ID1108594969


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية