Tuesday, 06 August 2024 01:21 GMT



وادي الأردن.. حصاد التمور ينتشل آلاف الشبان من العوز

(MENAFN- Alghad Newspaper) حابس العدوان وادي الأردن- ما إن تجود عذوق النخل بأحمالها، حتى يبدأ آلاف العمال والعاملات بشد هممهم إيذاناً ببدء موسم رزق يدر عليهم دخلا يعينهم في مواجهة أوضاعهم المعيشية الصعبة.
العاملون في القطاع، يؤكدون أن موسم التمور يعد من مواسم العمل المهمة كونه يأتي خلال فترة الصيف التي يتوقف فيها الإنتاج الخضري في مناطق وادي الأردن، الذي يعتبر أهم مصادر الدخل للأسر، مشيرين إلى أن معظم العاملين في القطاع الزراعي توقفوا عن العمل منذ قرابة أربعة أشهر.
ومنذ أسابيع، سارعت مراكز التدريج والتعبئة والتغليف في وادي الأردن، للتحضير لموسم قطاف التمور واستقبال الآلاف من الفتيات والشبان، للبدء بالعمل في عمليات القطاف والتدريج والفرز والتعبئة والتغليف وغيرها من العمليات اللازمة.
يقول مسؤول إحدى مجموعات العمل شاكر الخنازرة، إن "موسم التمور يعد أحد أهم المواسم التي توفر فرص عمل مجدية للشباب والفتيات الباحثين عن عمل، وذلك في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسر، خصوصا مع انقطاعها عن العمل في القطاع الزراعي، حيث يأتي موسم إنتاج التمور لينقذهم من الفقر والعوز".
وأشار الخنازرة إلى أن "أجرة العامل تتراوح بين 12 إلى 18 ديناراً يومياً، الأمر الذي يمكن الأسر من تأمين مصروفها اليومي بكل أريحية، وادخار جزء لتلبية كلف المدارس من قرطاسية وملابس ورسوم وغيرها من الكلف الملحة".
وأكد، أن "توفر فرص عمل في ظل الظروف المعيشية الصعبة يعد أمراً مهماً، لا سيما أن معظم الأسر في وادي الأردن تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم، فيما غالبية العمال هم من الفتيات اللواتي اعتدن على العمل منذ سنوات واكتسبن خلالها الخبرة والمهارة المطلوبة التي تدفع أرباب العمل إلى تشغيلهن بأجور جيدة ومجدية".
ومن وجهة نظر المهندس محمد السلامات، فإن "ما حققته زراعة النخيل من نجاحات وطلب متزايد على المنتجات أدى إلى إقبال كبير للاستثمار في هذا المجال، ما أبرز الحاجة إلى المزيد من الكوادر العاملة من الشباب والفتيات"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن "الاستثمار في زراعة النخيل آمن وناجح وجدواه الاقتصادية عالية، الأمر الذي انعكس على ديمومة الحاجة إلى العمالة".
وأضاف السلامات، أن "المردود المادي الجيد يسمح للمزارع بدفع المستحقات المالية للعمل في وقتها، على العكس من الزراعات التقليدية، التي تشهد عزوفاً للعمالة المحلية نتيجة عدم قدرة المزارعين على الوفاء بالتزاماتهم المادية"، موضحاً أن "الآلاف من الشباب والفتيات يعملون في مزارع النخيل ضمن مختلف العمليات الزراعية".
وأشار إلى أن "التوسع في زراعة النخيل بأصنافه المتعددة بات ركيزة مهمة للنهوض بالمجتمعات المحلية، لما توفره من آلاف فرص العمل الدائمة والموسمية، إذ تستمر الأعمال في مشاغل التعبئة والتدريج والتوضيب لحوالي ستة أشهر بدءًا بمحصول البرحي ووصولا إلى المجهول".
إلى ذلك، يقول المزارع المهندس عبد الوالي الفلاحات، إن "قطاع التمور يضم العديد من العمليات الزراعية التي تحتاج إلى عمالة معظمها أردنية، جزء منها يختص بالشباب والآخر بالفتيات، كما يوفر موسم التمور آلاف فرص العمل الموسمية للشباب والفتيات، حتى بات القطاع يعتمد بشكل شبه كامل عليهم، خصوصا أن الخبرة التي أصبح يمتلكها العامل الأردني سواء الشاب أو الفتاة جعلت منه ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها".
من جانبه، يؤكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس ياسين العدوان، أن قطاع النخيل يتجه للاعتماد على العمالة المحلية، لأن العمليات الزراعية في هذا القطاع تحتاج إلى تدريب وتأهيل وخبرة، وهو أمر يتوفر لدى العامل الأردني على العكس من العمالة الوافدة التي تحتاج إلى تدريب كلما تغير العامل، موضحاً، أن بدء موسم الإنتاج يوفر آلاف فرص العمل للقيام بهذه العمليات بدءا من القطاف إلى التدريج والتعبئة والتغليف وجميعها عمليات تعتمد على العمالة المحلية.
ووفق العدوان، فإن توفير القطاع لفرص العمل في هذا الوقت من العام الذي يتوقف فيه الإنتاج في المحاصيل الأخرى بوادي الأردن ينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي للأسرة والمجتمع ككل، لافتا إلى أنه يوجد إقبال متزايد على الزراعات الاقتصادية وخاصة النخيل، الأمر الذي سيوفر فرص عمل إضافية.
ويشير رئيس جمعية التمور التعاونية الزراعية رائد الصعايدة إلى أن ما يزيد على 60 % من العمالة الموجودة في قطاع النخيل هم من أبناء المجتمع المحلي، معظمهم من الإناث، لافتا إلى أن أعداد العمال الأردنيين في ازدياد مستمر نظرا للحاجة المتزايدة للعمالة في القطاع.
وبين الصعايدة، أنه ورغم عدم وجود إحصائية رسمية، إلا أن عدد العمال الأردنيين يزيد على 7 آلاف عامل معظمهم من الفتيات اللواتي يعملن في مشاغل التدريج والتعبئة والتغليف، مضيفا أن وادي الأردن يضم ما يزيد على 50 مشغلاً لتدريج التمور منها 10 مشاغل آلية.
وأضاف، أن جود مثل هذا الكم من العمالة، سينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي في وادي الأردن، خصوصا أن موسم العمل يستمر لفترة طويلة من العام، مبينا، أن تزايد المساحات المزروعة بالنخيل وما رافقه من ارتفاع بالإنتاج أوجد فرص عمل كبيرة، فيما قدر عدد أشجار النخيل في وادي الأردن بأكثر من 700 ألف نخلة من مختلف الأصناف، بينما من المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 40 ألف طن.
وبحسب الصعايدة، "بات العامل الأردني يشكل حجر الزاوية للقطاع مع اكتسابه الخبرات والمهارات اللازمة، مضيفا أن قطاع النخيل ما يزال يحتاج إلى عدد أكبر من العمالة المتخصصة والقادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة، ما يتطلب العمل بشكل جدي على توفير عمالة إضافية والسماح باستقدامها خاصة وأن بعض الأعمال تتطلب تواجداً مستمراً على مدار الساعة".
وقال، إن القطاع يواجه العديد من التحديات كارتفاع كلف الإنتاج نظرا للأوضاع الأمنية الإقليمية ونقص العمالة الماهرة وشح المياه والتي كان لها أثر بالغ على جودة الإنتاج للموسم الحالي مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الأشهر الماضية.
وتعد التمور أحد أهم المنتوجات الزراعية الاقتصادية الأردنية، التي اكتسبت شهرة على المستويين الإقليمي والعالمي، لجودتها، خصوصا تمور صنف المجهول الذي يندر إنتاجه عالميا، وأحد أهم القطاعات التي توفر فرص عمل لأبناء الوادي.

MENAFN05082024000072011014ID1108520450


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية