(
MENAFN- Alghad Newspaper)
عامر خطاطبة
عجلون - مع دخول البرد على محافظة عجلون، يزداد الطلب على الحطب والجفت، كأهم مصدرين لتأمين الدفء بالمنازل، في وقت يقابل الطلب المتزايد ارتفاع بالأسعار التي تتراوح هذه الأيام ما بين 120 إلى 150 دينارا للطن.
على وقع هذه الأسعار ومع حاجة المنزل الواحد من 3 إلى 4 أطنان خلال موسم الشتاء، فإن أسرا عديدة ستواجه مأزق تأمين الدفء بمنازلها.
ووفق سكان بالمحافظة، فإن تجارة الحطب والجفت تلقى رواجا كبيرا مع دخول الشتاء، بحيث تبدأ الأسعار بالارتفاع مع تراجع الكميات المتوفرة خاصة من مادة الجفت التي يكون قد تم تصنيعها في الموسم السابق.
ويقول أحمد الخطاطبة إن كثيرا من التجار بدأوا ينشطون عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي ويعلنون عن توفر كميات من الحطب والجفت لبيعها للسكان بأسعار مرتفعة نسبيا تتراوح ما بين 100 إلى 150 دينارا، فيما يبدأ أصحاب المحال التجارية بعرض أنواع عديدة من مواقد الحطب.
وزاد، إن قوة الطلب على مادتي الحطب والجفت ومع دخول الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة، تتسبب بارتفاع أسعارهما إلى زهاء الضعف مقارنة بفترات الصيف، مشيرا إلى تجاوز أسعار طن الجفت مبلغ 100 دينار مقارنة بـ60 دينارا خلال الصيف، فيما يبلغ طن الحطب 180 دينارا، مقارنة بـ100 دينار.
ويقول ناصر أبو العبد إنه ومع اقتراب ودخول فصل الشتاء، فإن العديد من الأسر العجلونية من ذوي الدخل المحدود تبدأ رحلة البحث عن مصادر الدفء فتجدهم يقطعون مسافات طويلة بين الغابات والبساتين والأراضي الزراعية، لالتقاط وتجميع الأغصان اليابسة وكل ما يمكن إشعاله في مواقد الحطب خلال الايام الباردة.
واضاف أن بعض الاسر المعوزة تلجأ مضطرة الى شراء كميات من الجفت بمبالغ معقولة، وانتظار أن تقوم مديرية الزراعة بتوزيع ما يتجمع لديها من حطب، بحيث يوفرون لأسرهم خلال موجات البرد شيئا من الدفء بأقل التكاليف، خصوصا في ظل عجزهم عن شراء المحروقات بأنواعها لارتفاع أثمانها.
ويؤكد سامي فريحات أن كثيرا من الأسر باتت عاجزة عن شراء وقود المدافئ من مادتي الكاز والديزل، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات، لافتا إلى أن موسم الشتاء، وخصوصا مع انخفاض درجات الحرارة في المحافظة سيكلف الأسرة الواحدة مئات الدنانير اثمان وقود، مبينا أنه اعتاد جمع الأغصان الجافة من مخلفات قطاف الزيتون وشراء كميات أخرى من الجفت بأسعار معقولة.
وطالب مديرية الزراعة بالتسهيل على الأسر الفقيرة ومنحها الرخص لجمع الحطب من الغابات، مؤكدا أن ما يقومون به من إزالة للحطب من بين الأشجار يساعد في تخفيض الحرائق صيفا ويحد من سرعة انتشارها.
وزاد أن ظروف السكان المادية تدفعهم لجمع كل ما يجدونه من اغصان يابسة وأشياء يمكن اشعالها في مواجهة برودة الطقس، في ظل عجز كثير من الأسر عن شراء وقود التدفئة، إذ قد تحتاج أي أسرة لزهاء 200 دينار شهريا كحد أدنى لأغراض التدفئة طيلة موسم الشتاء، وهو ما تعجز عنه معظم الأسر الفقيرة التي لا تجد قوت يومها، داعيا إلى توزيع الحطب الذي تجمعه مديرية الزراعة من مخلفات الحرائق والإنشاءات وفتح الطرق أو التي تتم مصادرتها للمواطنين الأشد فقرا.
ويحذر الناشط البيئي خالد العنانزة، من أضرار بيئية جراء لجوء أعداد كبيرة من السكان لاستخدام مادة الجفت بالتدفئة، وأحيانا قد تصل إلى إشعال بعض الملابس والأحذية والإطارات القديمة، وما ينتج عن اشتعالها من غازات سامة تلوث الهواء وتتحول إلى أحماض سامة تلوث البيئة عند تساقط الأمطار.
وطالب الأجهزة المعنية بمراقبة هذا الجانب والحد منه قدر المستطاع، وتشديد الرقابة على الحراج خلال فترة الشتاء التي يتزايد خلالها الطلب على الحطب.
ويقول المشرف بأحد مصانع الجفت عبدالله شويات إن الكميات التي يوفرها المصنع تلقى رواجا كبيرا بحيث يتم شراؤها من قبل السكان خلال الصيف ولا تصبح متوفرة في هذا الوقت، موضحا أن كميات الجفت الموسم الحالي لا يتم تصنيعها إلا خلال أشهر الربيع.
ويقول أحد تجار الحطب، إن سعر الطن من حطب السنديان يصل إلى 200 دينار، والمخلوط من أشجار متنوعة إلى 140 دينارا، موضحا أن مصادر تلك الأحطاب يأتي من شراء أشجار يتم إزالتها بترخيص، وناجمة عن تنفيذ مشاريع لمؤسسات حكومية أو مواطنين.
وبين أن السكان يفضلون شراء الأحطاب اليابسة، ومادة الجفت من مواسم سابقة لكونها جفافة تماما ومناسبة للاشتعال.
يذكر أن مديرية زراعة المحافظة خصصت العام الماضي زهاء 400 طن من الحطب، وقامت بتوزيعها على الأسر الفقيرة في المحافظة ومجاوري الغابات، وبواقع طن واحد لكل أسرة، بهدف مساعدتهم لتجاوز برد الشتاء، والتخفيف من التعدي على الغابات.
وأكدت مصادر الزراعة أن قرار توزيع الكميات المتجمعة على الأسر الفقيرة العام الحالي، يعود للوزارة، بحيث يجري بعده تشكيل لجنة بالتعاون مع جهات أخرى معنية في المحافظة لدراسة وتحديد الأسر الفقيرة المستفيدة من عملية التوزيع.
MENAFN20112023000072011014ID1107461006