إلهام الكركي تخط“شعر خالد محادين.. شاعر الكرك”

عزيزة علي – صدر بدعم من وزارة الثقافة، عن دار الخليج للنشر والتوزيع، كتاب بعنوان“شعر خالد عطا الله محادين.. شاعر الكرك”، لأستاذة البلاغة والنقد في جامعة حائل بالسعودية الدكتورة إلهام أحمد الكركي.
وتقول المؤلفة في مقدمتها للكتاب:“إن محادين يعد من الأصوات الأدبية البارزة على الساحة الأردنية خاصة، والعربية عموما، وتميز بنتاجه الأدبي الغزير نثرا وشعرا، فقد بدأت مسيرته الإبداعية في مطلع الستينيات مع كتابه الأول“نثرا”، وهو بعنوان“نسي أنها عذرا”، ثم توالى نتاجه في مجال الشعر، وصدر له العديد من المجموعات الشعرية وكذلك العديد من الأعمال النثرية، وكتب في مجال القصة مجموعتين:“الطرنيب”،“نسي أنها عذراء”.
وقد استمر محادين في إصدار مجموعات شعرية، ونثرية متطورة، على صعيد اللغة الشعرية والموقف الفكري حيث أسهمت في تطوير القصيدة المعاصرة، ونهضتها والمحافظة على مكانتها التي بدأها جيل الرواد، كما أسهم في إثراء القاموس الشعري، مبينة أنها اطلعت على نتاج محادين حيث لفت انتباهها ظاهرة التشكيل الشعري عنده.
وتقول الكركي:“إن محادين عاش آلام أمته منذ النكبة حيث تغنى بالأردن، وانتصر للمظلومين في العراق، وفلسطين، ومصر”.
وتضيف المؤلفة أن هذه الدراسة تناولت العديد من أعمال محادين الشعرية والأدبية، كما تلقي الضوء على زوايا وجوانب لم تتطرق إليها الدراسات السابقة.
وتبين الكركي أن هذه الدراسة جاءت في أربعة فصول، ركزت فيها على أهم العوامل التي أثرت عبقرية محادين، يتحدث الفصل الأول عن الانزياح، في شعر محادين.
فيما يتحدث الثاني عن بناء الجملة الشعرية في“فعلية وإسمية”، الشاعر، فيما الفصل يتحدث الثالث عن المستوى البياني“الشعرية”، وفي هذا الفصل تقدم المؤلفة دراسة تبين الظواهر الأسلوبية مثل“التكرار، الألوان، أدوات الربط، والتشبيهات، والحقيقة والمجاز.
أما الفصل الرابع فيتناول الواقعية والدرامية في شعر محادين، لافتة إلى انها درست في هذا الفصل“توظيف التراث والحوار والسرد القصصي عند محادين”، وقد استخدم الشاعر أساليب متعددة كالاستفهام النداء وأسماء الإشارة، وتم حصر ذلك من خلال أمثلة منتقاة من دواوينه.
وبينت الكركي أنه من أجل دارسة أدب محادين كان يجب الولوج إلى العالمه من ناحية حياته، حيث يجمعنا المكان الواحد-وأهم العوامل التي ساعدت في، تكوين ثقافته، ومجالات إنتاجه الأدبي، مبينة أنها اتبعت في دراستها للنصوص الشعرية منهج النقد الأسلوبي بكل جوانبه ومعطياته النقدية، كما استفادت من المنهجين“التاريخي والاجتماعي”، في تحليل النصوص.
وحول المكان الذي نشأ فيه محادين تقول المؤلفة:“نشأ في“بيئة محافظة، فانعكست آثار تلك البيئة على أفكاره وألفاظه، دون توعر في القول أو تفحش في الألفاظ”، ولم يتبع في أشعاره وحشي الألفاظ والأخيلة، فجاءت أعماله الأدبية صورة حية لبيئة صافية، وقد وظف الشاعر الحوار في أشعاره وأدبياته، ولجأ إلى الحكايات والقصص الشعبي ليوصل إلى متلقيه ما يريد من رؤى وأفكار.
وعن أهمية هذه الدراسة تقول الكركي:“إن الأهمية تأتي من أنها تقدم تعريفا بالشاعر الذي يسخر شعره من أجل آهات أمته، واستخدم ألفاظ البيئة التي عاشها، حتى غدت أعماله قواميس تعج بالموروث التليد، من ألفاظ البيئة الأردنية، وخاصة مدينته الكرك”.
وتشير إلى أن محادين رصد في شعره أحوال الأمة، ومراحل عنفوانها وأوقات أفولها، وبذلك أضحت أعماله سجلا تاريخيا يحكي تاريخ أمة تعاني الأسى والتمزق والهوان، وفي سياق ذلك تغنى بأمجاد أمته ليستنهض الهمم، فأصبحت أعماله سجلا للخالدين من الشهداء الذائدين عن الوطن والأمة.
وتتحدث الكاتبة في هذا الكتاب عن الأسلوب المتنوع عند محادين، قائلة:“جاء التنوع ما بين حوار إلى قصص إلى نداء إلى استفهام””، كما وظف الشاعر الحكايات الشعبية التي توارثها من البيئة التي عاش فيه، ومن جدته التي لم تبخل عليه بشيء منها”.
وتقول المؤلفة:“إن ثقافة محادين الواسعة منحته مكانة مرموقة بين الكتاب والأدباء المبدعين، حيث تكشف هذه الدراسة عن جماليات الإبداع الفني في شعره وأعماله الأدبية”.
وخلصت إلى أن شعر محادين يتميز بالغنى والفن، والعمق في الرؤيا جعله يحمل رسالة إنسانية شاملة، عكست قدرة التجربة على الاستمرار والعطاء، فقد تناولت الدراسة النصوص وفق مفاهيم الشعرية المعاصرة، واتجاهاتها وآليات تحديد تلك الاتجاهات وتجسيدها.
وتبين أنها من خلال هذه الرؤيا وجدت أن ظاهرة الانزياح التي مثلت حضورا واسعا في دواوين محادين بمستوياتها الدلالية والنفسية والتركيبية، والشكلية، قد أهلها هذا الحضور لأن تكون واحدة من أهم الوسائل الشعرية في خلق شعرية متميزة لدى محادين.
وخالد محادين الذي ولد في مدينة الكرك، حصل على بكالوريوس في الفلسفة، وعمل في ليبيا، وعمل في وزارة الثقافة في الأردن، ووزارة الإعلام، وجريدة الرأي، والإذاعة وفي الديوان الملكي، ووكالة الأنباء الأردنية ورئيسا لتحرير جريدة النهضة، وهو أديب وناقد وشاعر.

MENAFN05112022000072011014ID1105137144