(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) حديث جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أثناء استقبال جلالته سمو الأمير سلمان بن آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حمل عددا من الرسائل السياسية والإعلامية التي لها أهمية استثنائية بالغة في الوقت الحاضر.
هذه الرسائل في مجموعها تعبير عن الثوابت البحرينية الراسخة والمعروفة فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك عموما، وبالعلاقات والروابط بين دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي خصوصا.
ثلاث رسائل كبرى سياسية وإعلامية حملتها تصريحات جلالة الملك.
الرسالة الأولى التي حرص جلالة الملك على توجيهها تتعلق بمجلس التعاون وما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دوله وشعوبه. جلالته أكد هنا العلاقات التاريخية الوطيدة بين دول وشعوب المجلس، وعبر عن الإيمان العميق بأن هذه العلاقات يجب أن تشهد أعلى درجات التنسيق والتعاون.
بالطبع هذا الإيمان بوحدة مصير دول وشعوب مجلس التعاون هو أحد الثوابت الكبرى في سياسات البحرين نظريا وعمليا منذ سنوات طويلة جدا، لكن حرص جلالة الملك على تأكيد هذا مجددا يعد بمثابة رسالة سياسية مؤداها أن الكل في المجلس سواء على المستويات الرسمية أو الشعبية يجب أن يعمل على تحقيق هذا الترابط وأن يترجم وحدة المصير المشترك في أقواله ومواقفه وتصريحاته وتصرفاته.
في هذا السياق جاء حديث جلالة الملك عن »بيان العلا« الذي صدر عن القمة الأخيرة لقادة مجلس التعاون.
جلالة الملك حرص على التذكير هنا بأن بيان العلا هدفه الأساسي تعزيز الروابط بين دول المجلس وتحقيق أمل شعوب المجلس باستعادة العمل الخليجي العربي المشترك وتحقيق مزيد من التكامل بما من شأنه تعزيز وحدة الصف.
ومن هذا المنطلق جاءت الرسالة الكبرى التي وجهها جلالة الملك والمتمثلة في الأهمية الحاسمة القصوى اليوم للعمل على تحقيق أهداف »بيان العلا«.
رسالة جلالته هنا واضحة.. إنه إذا كان بيان العلا قد حدد قواعد ومبادئ أساسية حاكمة لمعالجة الخلافات بين دول المجلس ولإعادة العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، فمن الأهمية بمكان تنفيذ ما جاء بالبيان. هذه ضرورة أساسية للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، ومن أجل تحقيق آمال وطموحات شعوب دول المجلس كما قال جلالته.
من أهم الرسائل التي انطوى عليها حديث جلالة الملك تلك المتعلقة بدور أجهزة الإعلام، بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي في الوقت الحاضر.
الرسالة هنا واضحة وحاسمة.. إن الخطاب الإعلامي يجب أن يكون خطابا منضبطا ويتحلى بأقصى درجات المسؤولية.. الخطاب الإعلامي يجب أن يلتزم بالقيم الراسخة، وبتحقيق هدف توحيد الصفوف وترسيخ الإيمان بالمصير الواحد.
رسالة جلالة الملك هنا واضحة وحاسمة.. الإعلام في دول مجلس التعاون كلها يجب أن يوحد الصفوف ولا يفرقها.. يجب أن يعزز الثقة لا أن يهز هذه الثقة.. يجب أن يسعى إلى رأب الصدع والخلافات لا أن يخلق صراعات وخلافات جديدة.
لسنا بحاجة إلى التنويه بالأهمية الاستثنائية الكبرى لحديث جلالة الملك على هذا النحو عن الإعلام في دول مجلس التعاون ودوره المفترض في ظل الظروف الحالية التي تشهد تجاوزات إعلامية تهدد العلاقات بين دول وشعوب المجلس.
بطبيعة الحال وراء حديث جلالة الملك والحرص على توجيه هذه الرسائل السياسية والإعلامية إدراك عميق من جلالته بالتحديات التي تواجه دول وشعوب المجلس والأخطار التي تتهددها في ظل وضع إقليمي وعالمي مضطرب وفي ظل مستقبل غير واضح المعالم.
جلالته يريد أن يقول باختصار شديد إنه لا يمكن مواجهة هذه التحديات والأخطار وحفظ أمن واستقرار المنطقة وتلبية آمال الشعوب إلا بوحدة الصف وإنهاء الخلافات والتحلي بأقصى درجات الإحساس بالمسؤولية سياسيا وإعلاميا.
كما ذكرت، كل ما ذكره جلالة الملك هي ثوابت بحرينية راسخة ومعروفة. الذي نأمله أن يتوقف الكل في مجلس التعاون، ساسة وإعلاميون، مليا أمام رسائل جلالة الملك، وأن يتحلوا بالمسؤولية تجاه حاضر ومستقبل دول وشعوب المجلس.
MENAFN01082021000055011008ID1102551802