(
MENAFNEditorial) بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، واللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض غير المُعدية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أصدرت منظمة الصحة العالمية، الإثنين 10 سبتمبر الجاري، تقرير اللجنة الرفيعة المستوى حول "مكافحة الأمراض غير المُعدية، والصحة النفسية".
أكدت جمعية "أصدقاء مرضى السرطان"، المؤسسة المعنية بمكافحة السرطان ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، أن التزام الحكومات وقادة الدول بمكافحة الأمراض غير المُعدية، التي تتراوح نسبة الوفيات منها 40 مليون و500 ألف شخص سنوياً، يلعب دوراً بارزاً في تخفيض أعداد الوفيات الناجمة عنها، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة لمكافحة الأمراض غير المُعدية.
وتحظى الجمعية بعضوية اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض غير المُعدية في دولة الإمارات، وتحالف الأمراض غير المُعدية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، كما أنها الجهة الرسمية المُنظّمة للمنتدى العالمي لتحالف الأمراض غير المُعدية في عام 2015، و2017.
وأوضحت الجمعية أن الدول التي وافقت على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة عام 2015، التزمت بالعمل على تحقيق الهدف رقم (3)، المتعلق بتخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المُعدية بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
ويؤكد التقرير أنه وعلى الرغم من الالتزامات والجهود المبذولة في مكافحة الأمراض غير المُعدية، إلّا أن التقدم المنجز لا يزال بطيئاً ومتفاوتاً على المستوى العالمي، ويعود السبب إلى جملة من التحديات، أبرزها؛ غياب الإرادة على المستوى السياسي، وسوء تحديد الأولويات، وآثار العوامل الاقتصادية والتجارية على الأسواق، ونقص التمويل، وانخفاض القدرات.
وقدمت اللجنة المشرفة على التقرير ست توصيات رئيسة لتجاوز التحديات التي تعيق من تحقيق الوصول لأهداف التنمية المستدامة للعام 2030، جاء أبرزها: تكفّل رؤساء الدول والحكومات بمسؤولية تنفيذ بنود برنامج مكافحة الأمراض غير المُعدية بأنفسهم، عوضاً عن إسناد مسؤولية تنفيذها إلى وزراء الصحة، لأنها تتطلب تعاون وتنسيق عددٍ من القطاعات المختلفة، وضرورة أن تحدد الحكومات مجموعة من الأولويات، وتنفّذها، في إطار البرنامج العام وخطة العمل المتعلقة بمكافحة الأمراض غير المُعدية وأثرها على الصحة النفسية، بناءً على الاحتياجات الملحة في مجال الصحة العامة.
كما أوصت اللجنة بأهمية إعادة توجيه النظم الصحية من قبل الحكومات لتشمل الوقاية من الأمراض غير المُعدية، ومكافحتها، بالإضافة إلى توفير خدمات الصحة النفسية في سياساتها وخططها المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة على المستوى العالمي، إلى جانب الحرص على زيادة فاعلية التنظيم والمشاركة والتعاون مع القطاع الخاص، والجهات الأكاديمية، والمجتمع المدني، والمجتمعات المحلية.
وشملت التوصيات كذلك التركيز على أهمية تُطّوير نموذج اقتصادي جديد بالتعاون بين الحكومات والمجتمع الدولي لتسهيل إجراءات التمويل المتعلقة بمكافحة الأمراض المُعدية، وتعزيز الصحة النفسية، إضافة إلى تعزيز مبدأ المساءلة بين المواطنين فيما يتعلّق بإجراءات مكافحة الأمراض غير المُعدية، وتبسيط آليات المساءلة القائمة على الصعيد الدولي.
وفي هذا الشأن، قالت سعادة سوسن جعفر، رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان: "تُعدّ توصيات تقرير اللجنة الرفيعة المستوى التابعة لمنظمة الصحة العالمية حافزاً للحكومات لوضع مكافحة الأمراض غير المُعدية على رأس قائمة أولويات الصحة العامة، نظراً لآثارها السلبية على حياة ملايين الأشخاص من جميع أنحاء العالم، وارتفاع معدلات الإصابة بها".
وأضافت: "كرّست جمعية أصدقاء مرضى السرطان جهودها لتعزيز تفاعل القيادات رفيعة المستوى ومؤسسات الرعاية الصحية لمكافحة الأمراض غير المعدية، و بتوفير أكثر من 4000 متطوع وعضو، فضلاً عن توفير الموارد والدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان منذ انطلاقها عام 1999، برعاية وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيسة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، الراعية الفخرية للمنتدى العالمي لتحالُف الأمراض غير المُعدية".
وتابعت سوسن جعفر: "خلال الأعوام الخمس عشرة الماضية، ازداد تفشّي الأمراض غير المُعدية في العالم بصورة عامة بسبب عدد من العوامل، أبرزها؛ انتشار الفقر، وسهولة الوصول إلى و استهلاك المنتجات التي تضر بالصحة، التوسع الحضري السريع، والنمو السكاني، إذ تضافرت هذه العوامل لتهدد الصحة على المستوى العالمي، وأسهمت بإلحاق الضرر بصحة السكان، وإنتاجيتهم، وإعاقة النمو الاقتصادي مما يجعلنا بأمس الحاجة لاتخاذ قرار عالمي جماعي من شأنه إنقاذ حياة مئات الملايين من الاشخاص، و ينبغي علينا ضمان حياة صحية ونوعية لهم".
من جهتها، قالت الدكتورة ابتهال فاضل، رئيس تحالف منظمات الأمراض غير المعدية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط: "من المؤسف أن عبء السرطانات، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وعوامل الخطر الرئيسة (كالتبغ، والسمنة، والنظام الغذائي غير الصحي)، تتفاقم في الوقت الحالي بإقليم شرق المتوسط، ولهذا يوجد حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي للأمراض غير المُعدية، لأن التدخل الفوري لن يقتصر على حماية أرواح الملايين فحسب، بل يسهم أيضاً في تخفيض الإنفاق العام على القطاع الصحي، ويُسرّع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030".
وكانت أطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في نوفمبر 2015 "وثيقة الشارقة" للأمراض غير المعدية، التي تعتبر خارطة طريق للوصول إلى المجتمع المدني، وحث أفراده على التفاعل، والمشاركة، وتطبيق مبدأ المساءلة، ما يسهم بتعزيز استجابتهم لمكافحة الأمراض غير المُعدية، ويدلّ على تحوّل بارز في التركيز على ترجمة الالتزامات العالمية إلى إجراءات وطنية، وتضم الوثيقة، التي اعتمدها أكثر من 230 خبيراً عالمياً، أبرز التوصيات التي خرج بها المنتدى، والتي يجري تطبيقها بهدف الالتزام بجدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030.
ونظّمت جمعية أصدقاء مرضى السرطان الاجتماع الأول لتحالف الأمراض غير المعدية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في يوليو 2017، الذي جمع الدول العشر الأعضاء لمناقشة الأمراض غير المُعدية، وأسبابها، وسبل الوقاية منها ومكافحتها، بالإضافة إلى أبرز السياسات والاستراتيجيات اللازمة لتحقيق أهداف التحالف.
وتسعى الجمعية، من خلال نشر المعلومات الواردة في تقرير منظمة الصحة العالمية ، إلى تعزيز وعي المنظمات والمجتمع المدني بتأثير العوامل التجارية والاجتماعية على الصحة، بالإضافة إلى دعمهم وتشجيعهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.
يُذكر أن الأمراض غير المعدية، وفقاً لمراكز الوقاية من الأمراض غير المُعدية ومكافحتها في الولايات المتحدة الأمريكية، هي مجموعة من الأمراض المزمنة، التي لا تنتقل من شخص إلى آخر بالعدوى، وتتطور خلال فترة طويلة ، وتشمل سبع مجموعات رئيسة، هي؛ أمراض القلب والأوعية الدموية (كالسكتة القلبية والدماغية)، والسرطانات بأنواعها المختلفة، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، وأمراض الكلى، والتصلب المتعدد، وأمراض الكبد، وداء السكري.
MENAFN1209201800703775ID1097422681