Thursday, 06 February 2025 04:57 GMT



السابع من شباط.. يوم اختبار الدولة

(MENAFN- Khaberni)


السابع من شباط عام ١٩٩٩ كان يوما مهما من ايام الدولة الاردنية، يوم فقد فيه الاردن الملك الباني الذي قاد الدولة حوالي نصف قرن من السنوات في مسار لم يخل عام منه من عقبات وحروب ومؤامرات اختبرت قدرة الدولة الاردنية قيادة وشعبا وخرجت منها قوية لم تتوقف مسيرة البناء فيها.

السابع من شباط يوم خضعت فيه الدولة لاختبار صعب وهي في قمة الحزن على فقدان الحسين رحمه الله فكان انتقال الحكم سلسا عبّر عن مخزون مؤسسية وعمق في مؤسسة الحكم، وما بين اعلان خبر رحيل الحسين رحمه الله وأداء جلالة الملك عبدالله القسم كانت اربع ساعات ارسلت فيها الدولة الاردنية رسالة للعالم أكدت فيها انها دولة آمنة سياسيا وقدمت للاردنيين ملك المملكة الرابعة الذي حمل مسؤولية الحفاظ على الدولة واستقرارها واستمرار البناء في منطقة لم تمهل يوما دولها للعمل بأمان وهدوء.

كان الملك الجديد جزءا من المؤسسة الاقرب للاردنيين وهي مؤسسة الجيش، وكان ابناً باراً للمؤسسة العسكرية ما يقارب عشرين عاما كانت مصدر معرفة لكل تفاصيل الاردن فالعسكر وأبناء الجيش قادمون من كل بيت اردني وهم رفاق سلاح الملك الذين نرى ضحكته العفوية كلما التقى بهم.

وما بين السابع من شباط ١٩٩٩ الى السابع من شباط ٢٠٢٥ كانت مسيرة الملك عبدالله التي عرفها الاردنيون وحظيت باحترام العالم، فهو الزعيم الذي يملك خبرة ومصداقية ورؤية للمنطقة وازماتها ويحب قادة العالم الاستماع اليه سعيا وراء الخبرة والرأي السديد.

والملك عبدالله لم تكن مسيرته في الحكم في مسار آمن بل في حقول الازمات والحروب وما يسمى الربيع العربي وسياسات الاحتلال الاسرائيلي التي تترك اثرا سريعا ومباشرا على الاردن اقتصاديا وامنيا وسياسيا، لكن الملك انتقل في حقول الألغام الإقليمية بذكاء وحكمة قدمت للاردن نجاة من اضطرابات كبرى اودت بدول وأنظمة حولنا وحرمت شعوبها من الحياة الطبيعية.

لم تكن سنوات حكم الملك سهلة وكان منها سنوات ليس فيها مكاسب بل كان الهدف تقليل الأخطار ودرء المفاسد وحماية الدولة من سوء كان يراد لها.

في منطقة مثل منطقتنا فان معايير الانجاز لاي دولة وحاكم او حكم فيها ليست صعبة، فالمملكة، خلال ربع قرن مضت من حكم الملك عبدالله، حصلت على معايير الانجاز فقد حافظت على مسارات التنمية والتحديث السياسي والإداري والاقتصادي، وحافظت على بنيتها الداخلية واستقرارها، ولم تقدم قطرة دم اردنية واحدة في اي حراك داخلي، وتصدت بقوة وحزم في مواجهة الارهاب وحرب المخدرات والسلاح وقدمت الدم الاردني من شهداء كرام من المؤسسة العسكرية والامنية دفاعا عن الاردنيين وليس في مواجهتهم.

وفي بعض الازمات كان الاردن يواجه حملات كذب وافتراء من بعض من في الداخل وجهات في الخارج لكن تعاقب الصدق الاردني كان يكشف هذا الكذب لكل منصف وباحث عن الحقيقة.

واذا كان السابع من شباط عام ١٩٩٩ يوما ما زال حزينا برحيل الحسين رحمه الله فانه يوم دخل فيه الاردن عهد المملكة الرابعة التي لم تبخل على الاردنيين بكل جهد وصدق وما زالت تقدم كل عون لكل شقيق وصديق، واليوم يتربع الملك عبدالله على عرش الحكمة والحزم والحلم ويحفظ للدولة عناصر قوتها دون ان يفرط بامن الاردني ولا دمه، فالدم الاردني فقط من الشهداء أكرم البشر عند الله وعباده.

MENAFN06022025000151011027ID1109174817


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.