Thursday, 06 February 2025 09:19 GMT



ليلى والذيب جمال الماضي ومتعة الحاضر بصورة طبق الأصل

(MENAFN- Al-Anbaa)
  • النبهان نجمة المسرح بلا منازع والسعدون فنان من طراز خاص والحسيني شعلة نشاط
  • غدير حسن أداء عفوي جميل والبصيري متعدد المواهب والحسيني كاركتر مختلف


ياسر العيلة
قبل نحو 37 عاما وتحديدا عام 1988 وعلى مسرح عبدالعزيز المسعود بكيفان، وقفت الفنانة القديرة هدى حسين وبمشاركة الفنانين سحر حسين وزهرة الخرجي ومحمد العجيمي وثائر شامل وآخرين ليقدموا رائعة الشاعر عبداللطيف البناي «ليلى والذيب» من تأليف وإخراج نجاة حسين، وهي المسرحية التي ارتبط بها المشاهد الخليجي والعربي وأثرت في وجدان عديد من الأجيال.
وبعد هذه السنوات قرر المخرج والمنتج الموهوب محمد الحملي (أحد صناع المسرح الحديث في الكويت والخليج) إعادة تقديم هذا النص بما يتناسب مع هذا العصر مع الحفاظ على روح العرض الأصلي، وكان واضحا ان هدف الحملي إحياء هذا التراث المسرحي بالشكل والروح، ليستعيد الجمهور ذكرياته مع المسرحية.
«الأنباء» تواجدت في مسرح نادي السالمية لمشاهدة العرض الذي يقوم ببطولته حصة النبهان (ليلى) وعبدالعزيز السعدون (الذيب) وسعاد الحسيني «منى» وغدير حسن (أم وجدة ليلى) وعبدالله البصيري (الحطاب) ومحمد الحسيني (الحارس)، المسرحية تقدم بنظام «البلاي باك» بشكل استعراضي غنائي ممتع ومبهر بنفس الأزياء التي استخدمت في العرض الأصلي وأيضا بنفس الديكور بشكل يتناسب مع حجم مسرح نادي السالمية الأكبر من مسرح كيفان، محمد الحملي بمساعدة النجمة حصة النبهان التي اعادت تنفيذ المسرحية حرصا ان يقدما المسرحية بصورة طبق الأصل من المسرحية الأصلية التي تم انتاجها من قبل مع استخدام تقنيات حديثة على مستوى الإضاءة ولكن بطريقة التمثيل نفسها والحوار نفسه وطريقة الأداء وتقطيع الكلام وعدد الأغاني والالحان نفسهما مع بعض التطوير في التوزيع الموسيقي لهذه الأغاني، والاختلاف الوحيد هو الاستعانة بأصوات نجوم العمل الحاليين لتسجيل الحوارات والاغاني، وهذا ليس بالشيء السهل وانما شيء صعب وصعب جدا، ولا اعتقد ان الذكاء الاصطناعي ممكن يقدمها لنا بهذا الشكل وبهذه الجودة ويحسب ذلك لمساعدة المخرج المنفذ للعمل فاطمة العازمي التي فرغت جميع حوارات ومشاهد واغاني وطريقة تمثيل نجوم المسرحية الاصلية بشكل غير عادي تستحق عليه الإشادة، لأن هذا الامر في غاية الصعوبة ويتطلب وقتا ومجهودا كبيرا في ظل عدم وجود السيناريو والحوار الخاص بالعرض القديم.
الجمهور الكبير الذي حضر المسرحية استمتع بالعرض الذي حمل رقم 64 او 65 تقريبا ولا تزال العروض مستمرة وبنجاح كبير، وتحدثنا مع عدد من الحضور أعمارهم من منتصف الاربعينيات وبداية الخمسينيات الذين اكدوا انهم سبق ان شاهدوا المسرحية الاصلية وكانوا أطفالا في عمر الثماني والاحدى عشرة سنة، وانهم اليوم شعروا بأن الزمن عاد بهم للوراء 37 عاما ليستعيدوا ذكريات طفولتهم الجميلة، وانهم استمتعوا بالعرض ربما اكثر من أبنائهم الذين تواجدوا معهم، مؤكدين ان نجوم العمل قدموا نفس المسرحية القديمة في كل شيء وكأنها نسخة طبق الأصل.
بالنسبة لأداء الفنانين، فقدمت النجمة حصة النبهان واحدا من اجمل أدوارها على الاطلاق لتؤكد في كل عمل تقدمه انها تختلف عن الآخرين، فهي معجونة بالفن وموهبة كبيرة ومن اهم نجمات المسرح في الكويت والخليج حاليا، حيث قدمت شخصية ليلى بشكل احترافي جدا بنفس طبقة الصوت الذي قدمته النجمة هدى حسين على مستوى الغناء والرقص حتى حركة الرأس واليدين قدمتها حصة بصورة طبق الأصل، لدرجة انني في بعض الأحيان شعرت ان التي على المسرح ترقص وتغني هي هدى حسين، وهذا يعني ان حصة ذاكرت الشخصية بشكل كبير واستحقت تصفيق الجمهور لها اكثر من مرة، وقدم النجم عبدالعزيز السعدون شخصية الذيب بشكل ممتع وبشكل كوميدي جميل في بعض المشاهد التي تعالت معها ضحكات الجمهور، السعدون فنان من طراز خاص له اسلوبه المميز في التمثيل واضفى على العمل حالة من الحيوية والبهجة، كما كانت الفنانة الشابة سعاد الحسيني شعلة نشاط في المسرحية بأدائها الرشيق الممتع وكانت أشبه بالفراشة على المسرح، فقدمت شخصية منى صديقة ليلى وهو الدور الذي قدمته النجمة سحر حسين في النسخة القديمة من المسرحية، وكان واضحا ان سعاد تعبت على الشخصية بكل تفاصيلها، فكانت بحق من أسباب نجاح هذا العمل، فيما اجادت الفنانة الموهوبة غدير حسن في تجسيد شخصيتي الأم والجدة التي قدمتهما من قبل في النسخة الاصلية النجمة القديرة زهرة الخرجي، غدير لا تشعرك في كل اعمالها انها تمثل فأداؤها دائما عفوي وتلقائي، وقدمت دوريها كما يجب ان يكونا، فكانت ملح العمل بحق وبالنسبة للفنان متعدد المواهب عبدالله البصيري فكان مقنعا في تجسيد شخصية الحطاب التي سبق ان قدمها في النسخة الاصلية من العمل الفنان الراحل ثائر شامل، فقدم البصيري الدور بأسلوب السهل الممتنع، والكلام نفسه ينطبق على الفنان الشاب محمد الحسيني الذي قدم شخصية الحارس التي قدمها في النسخة الماضية الفنان محمود بوشهري، وهو بالطبع ليس النجم محمود بوشهري، الحسيني قدم الدور بشكل جميل ليثبت انه فنان موهوب وقادر على تقديم كراكرات مختلفة واتوقع له نجاحا اكبر الفترة المقبلة.
أخيرا مسرحية «ليلى والذيب» في ثوبها الجديد عمل اقل وصف له انه عمل رائع ومتكامل من جميع العناصر فكان بمثابة «نستولجيا» جميلة اعادتنا لزمن جميل محفور في وجداننا وأحيت بداخلنا اجمل الذكريات، فكل الشكر لمحمد الحملي ولفريق عمل المسرحية بالكامل.

MENAFN06022025000130011022ID1109174286


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية