(
MENAFN- Al-Bayan) تُعتبر دبي، المدينة التي تمزج بسلاسة بين الطموح المعماري الجريء والتعبير الثقافي الغني، موطناً لمؤسسة إلينغتون للفنون، التي تشكل واحدة من أكثر المبادرات الفنية التحويلية شهرة في المنطقة. فقد أبصرت هذه المؤسسة النور على يد شركة "إلينغتون العقارية" في العام 2015، وهي تهدف إلى إعادة صياغة سردية الحياة العصرية من خلال جعل الفن عنصراً أساساً في مشاريعها التطويرية العقارية. كما تعمل هذه المؤسسة على إضفاء الحيوية على الأماكن السكنية وتحويلها إلى معالم تُلهم ساكنيها وزوارها على حدّ سواء، وذلك من خلال المنشآت المنسّقة بعناية وإطلاق المنافسات الفنية العامة والتعاون مع الفنانين الناشئين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويجمع هذا النهج الرؤيوي بين الهندسة المعمارية والإبداع، ويعزز المجتمعات النابضة بالحياة ويثري المشهد الفني في دبي. لا تعمل "مؤسسة إلينغتون للفنون" على تعزيز الجاذبية الجمالية لمشاريعها فحسب، بل تبتكر أيضاً تجارب ذات مغزى تتوافق مع طموحات وتطلعات الذين يسكنونها، وذلك من خلال إعطاء الأولوية للفن كحجر أساس لمشاريعها. وكجزء من طموح دبي الأوسع نطاقاً لترسيخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، فإن "إلينغتون للفنون" تتميّز بكونها مؤسسة رائدة تُظهر كيف يمكن للتصميم المبتكر والتعبير الفني إعادة تعريف الطريقة التي يعيش بها الناس ويتفاعلون وينخرطون مع محيطهم.
مؤسسة إلينغتون للفنون .. إرث فني عريق
غالباً ما يُنظر إلى الفن باعتباره ملحقاً بالهندسة المعمارية، ولكن بالنسبة لـ"مؤسسة إلينغتون للفنون"، فهو مسألة أساسية. وتبتكر هذه المؤسسة مساحات يتعايش فيها التصميم والإبداع بانسجام من خلال دعم الفنانين المحليين ودمج أعمالهم في المشاريع السكنية حيث تتجاوز مشاريعها الجماليات، وتقدم سرديات ثقافية تنسجم مع تطلعات السكان على الصعيد العاطفي.
يشكل مشروعا "بلغرافيا هايتس" و"DT1" مثالين ساطعين لهذه الفلسفة، إذ تروي جدارية مخصصة من أعمال فنان محلي في ردهة بلغرافيا قصة عن التواصل تحتفي بالسكان في إطار مساحة تبدو شخصية وعالمية في الوقت نفسه. ومن جهته، يتميّز مبنى "DT1" بمنحوتات تجريدية تعكس التصميم الحديث للمبنى، وهو ما يوفر نقاطاً محورية تثير الحوار والتأمل.
يقول إيلي نعمان، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة "إلينغتون العقارية": "لدينا اعتقاد راسخ في إلينغتون العقارية بأن الفن هو روح المكان". ويتابع "نهدف من خلال مؤسسة إلينغتون للفنون، إلى ابتكار بيئات معيشية لا تُلهم فحسب بل تعكس أيضاً الثراء الثقافي لدبي وللأشخاص الذين يعتبرونها موطناً لهم".
وتتجاوز إسهامات "مؤسسة إلينغتون للفنون" المساحات الخاصة، حيث تنظم معارض ومسابقات وتبني منشآت عامة تعمل على إثراء المجتمع على نطاق أوسع. وقد أدى استثمارها المستمر في المواهب المحلية إلى تمتين مكانتها كلاعب حيوي في المشهد الإبداعي المتطور في دبي، وهو ما يضمن بقاء الفن في قلب التنمية الحضرية.
إلينغتون بيتش هاوس .. احتفاء بالتصميم والطبيعة
يقع "إلينغتون بيتش هاوس" على نخلة جميرا ويجسّد تناسق العمارة العصرية والانسجام الطبيعي، إذ يستمد تصميمه الأنيق المعاصر من الخليج العربي المحيط به، وهو ما ينتج عنه تجربة معيشية هادئة وملهمة، لكن في الوقت نفسه، هو أكثر من مجرّد مشروع سكني، إنه لوحة للإبداع.
وتشكل مبادرة "رسم البحر .. فن النحت على الشاطئ" التي أطلقتها "مؤسسة إلينغتون للفنون" جوهر هويتها الفنية أحدث مبادراتها. وتشجع هذه المنافسة الفنانين على ابتكار منحوتتين في الهواء الطلق تعكسان العلاقة المتغيّرة باستمرار بين المحيط والشاطئ. وتتمثل مهمة المشاركين في التقاط الطاقة الخام والانسيابية وتحوّلات البحر، وابتكار قطع فنية سوف تنتصب كمعالم بارزة عند مدخلي "برج إلينغتون الشمالي" و"وبرج إلينغتون الجنوبي".
لقد تم تصميم هذه المنافسة ليس فقط لإلهام الإبداع الفني ولكن أيضاً من أجل تعزيز المشاركة المجتمعية. ومن المقرر تنظيم فعاليات عامة للكشف عن المشروع، حيث يمكن للسكان والزوار والفنانين التجمع للاحتفال بتكامل الفن والعمارة. وسوف تعمل هذه التجمعات على تحويل حفل الكشف عن المشروع إلى حدث ثقافي، وهو ما يعزز العلاقة بين "إلينغتون" والمجتمع على نطاق أوسع.
من جهة أخرى، تعكس مبادرات "إلينغتون" توجهاً عالمياً متزايداً، حيث يتقارب الفن والتصميم لإعادة تعريف الحياة الحضرية. وتعمل مدن مثل نيويورك ولندن وطوكيو على دمج الفن العام بشكل متزايد في مشاريعها، وذلك من خلال استخدام الإبداع لتعزيز المساحات المشتركة. وفي الوقت نفسه، تعمل "إلينغتون" على وضع دبي جنباً إلى جنب مع هؤلاء الرواد العالميين من خلال دمج الفن في مشاريعها العمرانية بطرق مبتكرة وذات أهمية ثقافية.
إلى ذلك، تسهم "مؤسسة إلينغتون للفنون" أيضاً في تحقيق تطلعات دبي لكي ترسّخ مكانتها مركزاً ثقافياً عالمياً. ولا تدعم مشاريع هذه المؤسسة المواهب المحلية فحسب، بل تبرز أيضاً دبي كمدينة تُقدّر الإبداع وتستثمر فيه. وتؤكد مبادرات مثل "رسم البحر" أن يظل الفن جزءاً لا يتجزأ من هوية المدينة، وهو ما يعزز سمعة دبي كمدينة رائدة في مجالي الابتكار والثقافة.
ابتكار تجارب ذات مغزى تفيد السكان
لا يقتصر الفن بالنسبة لـ"إلينغتون" على تعزيز الجماليات فحسب، بل يتعلق أيضاً بخلق تجارب ذات مغزى لأولئك الذين يعيشون في أماكن سكنهم ويتفاعلون معها. فقد أجمع قاطنو مشاريع مثل بلغرافيا على أن الفن المنسق يجعلهم يشعرون بمزيد من الارتباط بمنازلهم، في حين سوف يجد زوار "إلينغتون بيتش هاوس" أنفسهم منجذبين إلى المنحوتات التي تستحضر جمال وإيقاع البحر.
إن نهج "مؤسسة إلينغتون للفنون" يُثبت أن مشاريعها لا تشكل أماكناً للعيش فحسب، بل أيضاً مساحات ملهمة. ومن خلال تعزيز الإبداع، تعمل المؤسسة على خلق بيئات يشعر فيها السكان بالارتباط بشيء أكبر، إنه إرث فني يتجاوز الجدران والحدود.
استشراف المستقبل .. أرث الإبداع
وفي حين دبي تواصل ترسيخ مكانتها كرائدة عالمية في المجالين الثقافي والمعماري، فإن "إلينغتون للفنون" تبقى في طليعة تشكيل روايتها الفنية، إذ تشجع هذه المؤسسة الفنانين المحليين على ابتكار منشآت عامة مبدعة، في حين تعمل على صياغة إرث يعيد تعريف الحياة الحضرية.
وسوف يكون الكشف عن المنحوتات في "إلينغتون بيتش هاوس" بمثابة لحظة احتفالية، ليس فقط بالنسبة للمؤسسة، بل بالنسبة لدبي نفسها. وسوف يمثل ذلك خطوة أخرى في رحلة المدينة نحو التحول إلى مركز عالمي حيث يجتمع الفن والتصميم والمجتمع. وفي كل مشروع تقوم به "مؤسسة إلينغتون للفنون"، تثبت أن الإبداع ليس مجرد تقدير بل هو عيش.
للاطلاع على المزيد من المعلومات حول "إلينغتون العقارية"، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: أو الاتصال على رقم الهاتف: +971 800 8288
MENAFN05022025000110011019ID1109171191