Wednesday, 05 February 2025 05:48 GMT



كما سرق أملاكهم.. الاحتلال يسلب المقدسين فرحتهم بتحرير أسراهم بقمع واعتقالات

(MENAFN- Alghad Newspaper)
نادية سعد الدين


عمان - كما تعود سرقة أملاك وأراضي ومنازل المقدسيين تعمّد الاحتلال هذه المرة سرّقة أجواء فرحّهم بتحرير أسراهم ضمن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر القّمع والاعتقالات، إلى جانب زيادة وتيرة هدم المنشآت السكنية والتجارية ومصادرة ممتلكات الفلسطينيين في القدس المحتلة، في إطار سياسة التصعيد التي ينفذها منذ فترة ضد أنحاء الضفة الغربية.
وبالتزامن مع مباحثات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ هدمت قوات الاحتلال، أمس وخلال يوم واحد فقط، مسجداً في قرية صور باهر جنوب مدينة القدس المحتلة، عقب اقتحام القرية ومداهمة "مصلى التقوى" واستباحة حُرمته، وتنفيذ اقتحامات كثيفة لمنازل الفلسطينيين في المدينة، وشن حملة اعتقالات واسعة بين صفوف الشبان المقدسييّن.
وتستكمل قوات الاحتلال بكثافة سلسلة عمليات الهدم التي نفذتها خلال العام الماضي في محافظة القدس؛ والتي بلغ عددها (380) عملية هدم وتجريف، منها 92 عملية هدم ذاتي قسري و259 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال، بالإضافة إلى 29 عملية تجريف، وفق المعطيات الرسمية الفلسطينية.
ومن الواضح أن قوات الاحتلال تتعمّد سرقة أجواء الفرحة بين عموم العائلات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة ابتهاجاً لتحرير أسراهم، أسوة بحال عائلة الشاب المقدسي أشرف زغير الذي تم إطلاق سراحه في صفقة التبادل بين حركة "حماس" والاحتلال، خلال الدفعة الثانية من المرحلة الأولى، بعد قضائه 23 عاماً في سجون الاحتلال، من محكوميته البالغة 6 مؤبدات.
وأسوة بما فعلت مع تحرير الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين؛ فقد قمعت قوات الاحتلال أي تجمعات لاستقبال الأسرى المحررين، واقتحمت منازل عائلات الأسرى المحررين ومنازل أقاربهم، في أحياء القدس المحتلة، واعتقلت أبناءها، وقامت بعمليات تفتيش وتخريب وتحطيم محتويات المنازل، والاعتداء على سكانها الفلسطينيين.
وتواصل قوات الاحتلال اختراق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال عمليات الاقتحامات المتكررة لمنازل الأسرى المحررين وتهديدهم المتواصل وتنفيذ اعتقالات لأفراد العائلة، بما يرافق ذلك من عملية تخريب واسعة واعتداء وترهيب لأفراد العائلة.
يأتي ذلك في سياق تصاعد عدوان الاحتلال ضد أنحاء الضفة الغربية، لاسيما مناطق الشمال، على غرار قيامها أمس باقتحام مخيم طولكرم، وتدمير وتخريب ممتلكات الفلسطينيين من منازل ومحلات تجارية في مختلف أرجاء المخيم، وإجبار سكانه على إخلاء منازلهم والخروج من المخيم، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وتواصل قوات الاحتلال الدفع بمزيد من آلياتها وجرافاتها الثقيلة إلى مدينة طولكرم ومخيمها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع ونشر دوريات المشاة في الشوارع والأحياء، وتحديداً الغربية والجنوبية والشرقية، وملاحقة الفلسطينيين وإطلاق الأعيرة النارية تجاههم.
وفي السياق ذاته، تقوم جرافات الاحتلال بتجريف البنية التحتية في حارات المخيم، خاصة عند مدخليه الشمالي والغربي، وإغلاقهما بالسواتر الترابية.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، فيصل سلامة، إن ما يتعرض له المخيم على مدار يومين من العدوان هو تدمير كامل للبنية التحتية المدمرة كلياً من الاقتحامات السابقة.
وأضاف، في تصريح له أمس، إن عدوان الاحتلال يأتي "أثناء مساعي الفلسطينيين لإعادة الخدمات المتنوعة لسكان المخيم بعد ما عانوه من عدوان سابق قبل فترة قصيرة، حيث لم يتركنا الاحتلال لإكمال الصيانة والإصلاح، فنفذ عدوانه مرة أخرى ودمر كل شوارع المخيم وشبكات المياه والكهرباء والطرقات، والصرف الصحي والاتصالات، وأعاد المخيم سنوات للوراء".
وأشار إلى أن التدمير طال المنازل السكنية والمحال التجارية وحرق الاحتلال بعضها وهدمها، فيما يقوم الاحتلال حالياً بأعمال تجريف متواصلة، مع اتخاذه بعض المواقع لثكنات عسكرية ونشر القناصة بعد إجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم والخروج من المخيم، وإجراء تحقيق ميداني معهم واتخاذهم دروعا بشرية.
وأوضح سلامة أن المخيم يشهد نزوحاً كبيراً لسكانه، مشيراً إلى تشكيل لجنة طوارئ إغاثية طارئة وسريعة من المؤسسات الشريكة من البلديات والحكم المحلي والغرفة التجارية والمؤسسات الإنسانية والخدماتية في المحافظة لتوفير المستلزمات الإنسانية وتوزيعها على مراكز الايواء.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، جرائم هدم المنازل والمنشآت ودور العبادة، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتجريف الأشجار والأراضي الزراعية، التي ترتكبها قوات الاحتلال، كما يحصل في القدس وجنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومسافر يطا، والأغوار، وفي تقوع وغيرها.
كما أدانت حملات قوات الاحتلال المستمرة في توزيع المزيد من إخطارات الهدم، معتبرة أن جرائم الهدم في الضفة الغربية تعدّ نسخة من صورة وحجم الدمار الهائل الذي ارتكبته في قطاع غزة، وهي جريمة تطهير عرقي ترتقي إلى مستوى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وتهدف إلى ضرب مرتكزات الوجود الوطني والإنساني للشعب الفلسطيني على أرضه وفي وطنه، لدفعه بعدة أشكال إلى الهجرة بالقوة عنه.
وحمّلت الوزارة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج استمرارها في ارتكاب تلك الجرائم، خاصة تداعياتها على ساحة الصراع والمنطقة برمتها، كما تحمل الوزارة المجتمع الدولي المسؤولية عن صمته تجاه جرائم الهدم والتهجير المركبة والمتداخلة.
وقالت "الخارجية الفلسطينية" إنها تتابع جرائم الهدم مع الدول والمنظمات والمجالس الأممية المختصة، وتطالب بتدخل دولي عاجل لوقفها وحماية الشعب الفلسطيني ولجم الاحتلال ومستعمريه، والشروع الفوري في ترتيبات دولية ملزمة لفتح مسار سياسي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين ضمن سقف زمني محدد، كما جاء في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.

MENAFN29012025000072011014ID1109146224


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.