Wednesday, 15 January 2025 02:43 GMT



سوالف الماضي الجميل

(MENAFN- Al-Anbaa) نشتــاق أحيـانا إلى الماضي الجميل وإلى ذكريــاتـنـا التي تعتبر كنزا يبحث عنه الجميع، فقد كنا نتناول وجباتنا اليومية في المنزل من صنع الوالدة أو الوالد، رحمهما الله، ولم يكن لدى أحد أي خيارات أخرى عما كان يتم إعداده في المنزل ولم نستطع أن نرفض أي نوع من الطعام لعدم وجود مطاعم تعمل على مدار الـ 24 ساعة أو توصل الطلبات للمنازل ولكن الكل كان يرضى بما يتم تقـــديمــه في المـنـزل.
وأعتقد أن الكثيرين لـــم يعــانوا من زيــادة الوزن أو السمنة لأن الأغــذية كانت محدودة وصحية إلى حد ما والكثير يتحرك ويمارس النشاط البدني وليس كما هو الحال الآن، حيث إن الوجبات السريعة التي تحتوي على السكريات والأملاح والدهون جعلت معظم متناوليها يشتكون من السمنة وزيادة الوزن. كنا في الماضي نجتهد وندرس ونؤدي واجباتنا المدرسية خلال أيام الأسبوع ونترقب عطلة نهاية الأسبوع للذهاب إلى الحديقة أو البحر أو البر ونأخذ العشاء معنا ونتناوله بالهواء الطلق، إذ إن الجو كان مقبولا، سواء وحدنا أو مع الأصدقاء في جلسات عائلية ممتعة. كانت ألعابنا بسيطة وشعبية، منها لعبة «البروي» وهي مثل التمثيل، لعبة «الحيلة» والبعض يسميها «الحجلة»، وهي لعبة للبنات وعبارة عن مستطيل يقسم إلى 9 أو 6 مربعات تخط بالأرض وتستخدم «الربازة» للعب، ولعبة «التيل» و«المقصي» و«عنبر». وفي هذه الألعاب يحرك اللاعب جسمه فهي بمنزلة رياضة للجسم أما الآن فالألعاب كلها بالكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية ويطيل اللاعب الجلوس والبعض يتسلى بالأكل مع اللعب مما يزيد الوزن ويؤدي إلى السمنة. كل ما كنا نفعله في الزمن الجميل يهبنا الطاقة الإيجابية ويرفع معنوياتنا ويقلل من القلق بسبب الإجازات العائلية والضحك والاسترخاء وصحبة الأصدقاء والرياضة. ولكن الحال الآن اختلف عن الماضي، حيث إن الأغلبية يخرجون للذهاب إلى الأسواق والمطاعم بحثا عن الأماكن المكيفة واعتادوا على تناول الطعام خارج المنزل وغالبا ما يكون الطعام كثير الأملاح والسكريات والدهون مما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة. ولا يمكن أن استرجع كل ما هو جميل في الماضي فهناك العديد من الأمور الجميلة في الحاضر والتي يجب ألا نغفلها، منها سهولة الاتصال بالآخرين حتى لو كانوا في بلدان بعيدة وتوفر الأندية الرياضية ومطاعم لإعداد الوجبات الصحية وتوصيلها والأسواق المكيفة. إن ماضينا الجميل لا يمكن نسيانه بجميع ذكرياته وعندما نتذكره فإنه يحسن حالتنا النفسية ومزاجنا ويعتبر أسلوبا لمحاربة الاكتئاب ويعزز الثقة بالنفس ويحقق النضج الاجتماعي، وكما قال الأولون: «اللي ما له أول ما له تالي». إن ذكرياتنا الجميلة هي التي تفرض نفسها على قلوبنا وعقولنا ولا يمكن نسيانها فهي كالوطن الذي من السهل إخراج الإنسان منه ولكن من الصعب إخراج الوطن من كل إنسان محب لوطنه.

MENAFN22062024000130011022ID1108360980


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية