حوارية حول الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة
وتركزت الورشة التي شارك بها عدد من المسؤولين الحكوميين وشركاء القطاع الخاص، على تعزيز قيادات الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من المشاركة في دفع عجلة التقدم الاجتماعي، واستعراض التزامات الأردن تجاه حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي قدمت في القمة العالمية للإعاقة.
وقال رئيس قسم التعليم ممثل اليونسكو تاب راج بانت، خلال افتتاح الفعالية، إن الأشخاص ذوي الإعاقة يقودون التغيير نحو تحقيق التقدم الاجتماعي، مؤكداً أن الإعاقة بحد ذاتها ليست عائقاً، بل العوائق التي يفرضها المجتمع من خلال عدم التهيئة المناسبة هي ما يعيقهم.
وأضاف، إن الدمج يمثل عدالة ويشكل أساس التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن مليار شخص في العالم هم من ذوي الإعاقة، ومع ذلك يُحرمون من تكافؤ الفرص والمشاركة في صنع القرار، وضرورة دمجهم في الخدمات والحياة والسياسات العامة.
وأشار بانت إلى اتفاقية الأمم المتحدة للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً أنها تكفل حقهم في المساواة، وأن اليونسكو ملتزمة بهذه الرؤية التي تدعم حقوقهم، ووضعت هذا العام خطة عمل كخارطة طريق لترسيخ الدمج، تشمل تهيئة الأماكن في جميع المجالات.
وأضاف، إن الأردن يشكل نموذجاً مميزاً في تحويل التزامات القمة العالمية للإعاقة إلى واقع عملي، حيث تركز رؤيته الوطنية على تهيئة التعليم وتمكين كل طفل من ذوي الإعاقة من التعلم، وإزالة الحواجز التي تمنع دمجهم في المجتمع، وضمان مشاركتهم في صنع القرار والخدمات العامة.
وقال، "لقد حققنا إنجازات كبيرة مع وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التعليم، ونسعى لدعم السياسات التي تزيل العوائق، ونعمل على أن يكون الأردن منارة للتعليم الدامج".
من جهته قال مدير وحدة تطوير القدرات والبحوث في المجلس الأعلى الدكتور زيد عطاري، إن هدف المجلس والمؤسسات الوطنية هو تحقيق الدمج وضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم بسهولة مثل باقي المواطنين، مشيراً إلى أن المجلس يركز على الانتقال من نهج الرعاية إلى النهج الحقوقي القائم على الالتزام بالقانون لضمان حقوق ذوي الإعاقة.
وأوضح أن تنظيم القمة العالمية للإعاقة 2025 بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني أسفر عن تبني أكثر من 130 التزاماً لضمان وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى حقوقهم، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تشكل فرصة ذهبية لتحقيق الالتزامات التي وضعت حيث بدأ العديد من المؤسسات بوضع خططها لتنفيذها، ويعمل المجلس حاليا على تحديد الأولويات لضمان تنفيذها بالشكل الأمثل وتحقيق أهدافها المرجوة.
وأكد عطاري أن دور المجلس الأعلى يتركز على مراجعة السياسات والتشريعات وتقديم الدعم الفني لضمان حصول ذوي الإعاقة على حقوقهم في التعليم والصحة والعمل غيرها من الحقوق، وتحقيق المواطنة الفاعلة.
وتضمنت الورشة جلسة حوارية استضافت عددا من الشخصيات الملهمة من الأشخاص ذوي الإعاقة، أبرزهم رئيسة لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس الأعيان العين آسيا ياغي، التي أكدت أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكن أن يكونوا فاعلين من خلال إعدادهم تعليمياً وتوعيتهم بحقوقهم، وأن يكون لديهم مستوى ثقافي ومعرفي عالٍ، وإطلاع كامل على القوانين والتشريعات المتعلقة بالإعاقة.
وأوضحت أن العوامل التي تساعد على تجاوز التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة تبدأ بدعم الأسرة والمجتمع، ومنح الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة، وإقناع المحيط بمهاراتهم، ووجود جمعيات تعنى بحقوقهم تعمل كداعم لقضاياهم، مشيرة إلى أن رفع نسبة المشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة يعد محوراً أساسياً، إذ إن وجودهم على طاولة القرار يضمن أن تكون القرارات عادلة ومنصفة لهم ولحقوقهم.
وشارك في الحوارية مساعد مدير مؤسسة الضمان الاجتماعي (للتأمينات) والناطق الإعلامي باسم المؤسسة، شامان المجالي، الذي أوضح أن حصوله على جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز الأداء الحكومي والشفافية (فئة الموظف المتميز) لم يكن نتيجة حالة طارئة، بل امتداد لجهد طويل وعمل متواصل.
وتناول المجالي تجربته في التعيين في المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي والتحديات التي واجهها كشخص ذي إعاقة، مشيراً إلى أنه واجه هذه التحديات بالإصرار والإرادة القوية، متسلحاً بالعلم، مثبتاً نفسه، ومتمسكاً بهدف أن يكون متميزاً ومبادراً، رغم أن الترتيبات والتيسيرات المتاحة حالياً لم تكن موجودة في تلك الفترة.
وأكد المجالي أنه كان مؤمناً بضرورة أن يكون في المقدمة وليس على الهامش، وأصبح اليوم مرجعاً مطلعاً على جميع شؤون الضمان الاجتماعي، مؤكداً أن التصميم والإرادة هما أساس النجاح.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment