التماسيح القافزة.. كيف تتسلق الأشجار لتصطاد فرائسها؟

(MENAFN- Al-Bayan) في أستراليا القديمة، لم تكن التماسيح مجرد مفترسات أرضية كما نعرفها اليوم، فقد اكتشف العلماء نوعا قديما يُعرف بـ "التماسيح القافزة"، كانت تمتلك قدرة مذهلة على تسلق الأشجار والقفز على فرائسها من الأعلى. هذه المخلوقات الفريدة تكشف لنا كيف تطورت الحياة البرية في قارة مليئة بالمفاجآت.

قبل أكثر من 4 ملايين سنة، كانت أستراليا موطنا لمخلوقات غريبة وفريدة من نوعها، من بينها تمساح قديم يعرف باسم "Drop Crocs"، كان قادرا على تسلق الأشجار والقفز على فرائسها بطريقة غير مسبوقة بين التماسيح. لم تكن هذه الكائنات مثل التماسيح الحديثة التي نعرفها اليوم، بل كانت صيادة بارعة تكيفت مع بيئات الغابات المستنقعية والمناطق المليئة بالحياة البرية. هذا السلوك المفاجئ يجعلنا نعيد التفكير في الطريقة التي جعلت التماسيح تتكيف لتكون مفترسة فعالة، حيث لم تقتصر على البر فحسب، بل استخدمت الأشجار كمنصات لصيد فريستها.

لم تكن التماسيح القافزة تعتمد على الصيد التقليدي في الماء أو على الأرض، بل طورت أسلوبا فريدا ومفاجئا، وهو تسلق الأشجار أو الاستقرار على فروع منخفضة، ثم القفز بسرعة على فريستها من الأعلى. هذا السلوك منحها ميزة كبيرة، إذ كانت تستطيع مفاجأة فرائسها قبل أن تتمكن من الهروب. لا يعني هذا أنها كانت تقفز من ارتفاعات شاهقة مثل بعض الحيوانات الأخرى، بل كانت تستخدم قوة عضلاتها ومرونتها الجسدية للهبوط بثبات وأمان على الأرض، مما يسمح لها بالانقضاض على الفريسة بكفاءة. يُعتقد أن هذه الطريقة في الصيد كانت فعّالة بشكل خاص في بيئات الغابات والمستنقعات، حيث كانت الأشجار والفروع توفر منصات طبيعية للقفز والهجوم، وتسمح للتماسيح بالتنقل بين الأرض والفروع بسلاسة. وبفضل هذه القدرة، كانت التماسيح القافزة صيادة مرنة وذكية، قادرة على التعامل مع منافسين طبيعيين وكائنات أخرى في نفس البيئة، ما يجعلها واحدة من أغرب المفترسات في تاريخ أستراليا.

وقد جاء الاكتشاف من دراسة أقدم قشور بيض التماسيح في أستراليا، التي وفرت أدلة على أن هذه الكائنات كانت تتنقل بين الأرض والأشجار، وتفاجئ فرائسها بهجمات من الأعلى. الباحثون يصفون أسلوب صيدها بأنه شبيه بـ "القفز من فوق"، وهو ما منحها لقب Drop Crocs. هذه التماسيح كانت تتمتع بجسم قوي، أسنان حادة، ومرونة تسمح لها بالقفز من ارتفاعات قصيرة والهبوط على فرائسها بسرعة كبيرة.

ينتمي هذا النوع إلى مجموعة تُعرف باسم Mekosuchinae، وهي فصيلة من التماسيح تتميز بأساليب صيد غير تقليدية، تختلف عن التماسيح الحديثة في الحجم، القوة، وطرق اصطيادها. يشير العلماء إلى أن هذه المخلوقات كانت جزءا من التنوع البيئي الغريب والفريد لأستراليا القديمة، حيث تطورت استراتيجيات للبقاء وسط منافسة شديدة ومخاطر طبيعية متنوعة، وفقا لموقع"iflscience".

تبرز هذه الاكتشافات أن أستراليا القديمة كانت مليئة بكائنات مفترسة غير عادية، وأن التماسيح القديمة لم تكن مجرد صيادين أرضيين، بل كانت تستخدم بيئاتها بطرق مذهلة. دراسة هذه التماسيح تمنحنا نظرة فريدة على تطور التماسيح وابتكار الطبيعة لاستراتيجيات صيد مذهلة تتجاوز كل تصوراتنا الحالية.

MENAFN14122025000110011019ID1110478929

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث