شتاء غزة.. عائلات تتنفس تحت الماء!
ومع طلائع الشتاء، الآتي لا محالة، هناك أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، يعيشون إما في خيام بدائية، أو في منازل متصدعة دون سقوف أو جدران إسمنتية، ومع أول اختبار للأمطار، تتحول خيامهم إلى ما يشبه أحواض سباحة، بينما تنجرف أشباه المنازل، وفقاً لنازحين.
الأمطار هطلت بغزارة على قطاع غزة، وبدت السماء وكأنها تصبّ الماء على رؤوس النازحين، الذين أصبحوا بلا مأوى، بعد أن دمرت الحرب منازلهم، وشردتهم عن قراهم وأماكن سكناهم.
غرقت الخيام المنتصبة على شاطىء البحر، وتسربت إليها مياه الأمطار، وأغرقت الأغطية في خيام نومهم، فلم تعد صالحة، وثمة أطفال يتأملون متاعهم الغريق، وعائلات عالقة، تتنفس تحت الماء.
عبثاً حاول النازح من خان يونس وسام النجار، تحصين خيمته، لكنها لم تصمد أمام تدفق المياه، تارة من الأمطار، وأخرى من الارتفاع الموسمي لموج البحر، مبيناً أن أوضاع النازحين على شاطىء خان يونس تعد الأكثر صعوبة، مع دخول فصل الشتاء.
"عشرات العائلات لا تملك الفرش ولا الأغطية، تواجه برد الشتاء بذات الملابس الصيفية، وتفتقر لأبسط المقومات، بما يعينها على مواجهة المنخفضات الجوية التي من المرجح أن تتعاقب على مدار الأشهر الثلاثة القادمة" قال النجار لـ"البيان" مبيناً أن عائلته تفتقر لكل شىء، وحتى المنظمات الإغاثية لم تتمكن من الوصول إلى منطقة البحر، بفعل السيول الهادرة.
وتابع: "منذ الأيام الأولى للحرب، اضطرت عائلة النجار إلى النزوح القسري الكامل من مناطق سكناها الأصلية، والتي أصبحت لاحقاً ضمن نطاق المنطقة العازلة، ما جعل العودة إليها أو الاستقرار فيها أمراً مستحيلاً، حتى بعد إعلان وقف الحرب، فقدنا المنازل والمساكن والممتلكات، وبتنا مشتتين دون مأوى ثابت، ولم يبق أمامنا غير البحر".
وأجبرت ظروف النزوح القسري والمعاناة المستمرة، عشرات الأسر من عائلة النجار، على طرق كل أبواب الدعم الإنساني، لكن غياب أي تجمع سكاني يمثل العائلة، زاد أوضاعها تعقيداً.
وأمام هذا الوضع الاستثنائي في مواجهة الشتاء، تتطلع عائلة النجار لإغاثة عاجلة، إذ تُعد من أشد العائلات تضرراً ونزوحاً، ما أصابها بحالة من الإرتباك، فلا تدري هل تتصدى للأمطار التي داهمتها، أم تتفادى أمواج البحر التي أخذت تعلو، لدرجة تكاد تبتلعها.
وقضية النازحين في فصل الشتاء، تجاوزت الخشية من الغرق، إذ انهيار خيامهم، يعني الإمعان في تشريدهم، وهدم ما تبقى من آمالهم في العودة إلى منازلهم، بعد أن تنجلي عنها القوات الإسرائيلية، التي لا زالت تسيطر عليها، وتتربص بكل من يحاول العودة.
وكما هو معروف، يعيش النازحون على شاطىء البحر في "عرائش" مكونة من الخشب وبعض الصفيح أو النايلون، ولا ترتقي حتى لمستوى الخيام، وفي أحسن الأحوال، كانت تقيهم حر الصيف، أما مع دخول فصل الشتاء، فلا طاقة لها بالرياح العاتية، ولا الأمطار الغزيرة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment