الشباب يحذّرون من فجوة التعليم وسوق العمل ويدعون لخطط حكومية عاجلة
غزة.. بطالة تتجاوز الـ80% وواقع اقتصادي ينهار
تُظهر المؤشرات أن قطاع غزة يعيش واحدة من أعلى نسب البطالة عالميًا، إذ تتجاوز بين الشباب حاجز 80% بفعل الحرب والحصار والانكماش الاقتصادي.
هذا الواقع دفع الشباب إلى المطالبة بـ خطط وطنية عاجلة لتمكينهم ودعم المشاريع الصغيرة وتطوير التعليم التقني والمهني كمدخل لإحياء الأمل.
تأثير البطالة على الشباب.. ضغط نفسي واقتصادي يتفاقم
يرى ربيع عرباص أن البطالة أصبحت "واقعًا مريرًا" ينعكس على صحة الشباب النفسية وقدرتهم على بناء مستقبل مستقر، موضحًا أن الشاب الفلسطيني يواجه صعوبة في الحصول على أساسيات الحياة:
"نسب البطالة العالية جعلت الشباب يقبلون بالحد الأدنى من الظروف رغم غياب الأمان الوظيفي."
ويشير إلى أن العاملين في السوق الإسرائيلية – الذين يبلغ عددهم نحو 39 ألفًا – لا يحصلون على حقوق أو حماية، ما يحرم السوق المحلي من أيدٍ عاملة ماهرة كان يمكن استثمارها في التنمية وتطوير القطاعات الإنتاجية.
هل تتأثر النساء أكثر؟ واقع معقّد وصورة غير عادلة
تشرح سماح حامد أن البطالة تضرب الفئتين، لكنها تأخذ عند النساء شكلًا مختلفًا بسبب عوامل اجتماعية وبنيوية منها صعوبات التنقل والوصول للعمل، حمل ومسؤوليات أسرية تؤثر على المشاركة الوظيفية، تفضيل رأس المال للعمالة الأكثر "استقرارًا" وعدم تغيّبًا، واستمرار النظرة المجتمعية التقليدية لدور المرأة.
وتضيف: المجتمع لا يزال ينظر للشاب كالمسؤول الأول عن الإنفاق، ومع ذلك لا يوفر له فرصًا تليق بطموحه."
الهجرة.. خيار مُرّ يدفع إليه اليأس
يرى عرباص أن البطالة أصبحت الدافع الأول وراء هجرة الشباب حيث قال إن "الشاب يبحث عن حياة كريمة، وعندما يفشل في تحقيقها داخل وطنه يبدأ بالتفكير خارج الحدود."
ويؤكد أن الهجرة ليست قدرًا، بل نتيجة غياب السياسات الوطنية التي تعزز صمود الشباب وتمنحهم القدرة على خلق فرصهم في السوق المحلي.
فجوة خطيرة بين التعليم وسوق العمل
تشير الحلقة إلى أن التخصصات الجامعية المشبعة من أبرز أسباب تفاقم البطالة، وخاصة تخصصات التربية والعلوم الاجتماعية، التي تشهد فائضًا بالآلاف.
وتقول حامد: "الهدف من التعليم أصبح ماليًا أكثر منه وطنيًا، ولا توجد جهة تنسق بين الجامعات واحتياجات السوق."
بدوره، يدعو عرباص الجامعات إلى استبدال التخصصات غير المطلوبة، والانتقال نحو تشبيك مباشر مع القطاع الخاص والوزارات ومؤسسات التدريب التقني.
التعليم التقني والمهني.. حلّ جاهز لم يُستثمر
اتفق الضيفان على أن التعليم التقني والمهني يُعدّ بابًا حقيقيًا للحد من البطالة، لكن الإقبال عليه محدود بسبب نظرة مجتمعية دونية، وتوزع محدود للمعاهد المهنية جغرافيًا، هذا إضافة لتخصصات تقليدية لا تلبي حاجات السوق، وضعف البنية التحتية الرقمية في القرى والمناطق المهمّشة.
وتضيف حامد: المهني أصبح مصدر دخل أسرع وأكثر استقرارًا، والمجتمع بحاجة لرفع قيمته كما نرفع قيمة الشهادة الجامعية."
فساد وغياب الحوكمة.. عائق كبير أمام فرص العمل
يشير عرباص إلى أن البيئة الإدارية في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة تعاني من اختلالات واضحة، منها ضعف الحوكمة وغياب خطط واضحة لدمج الشباب، وفساد إداري يعيق خلق فرص العمل.
ويحذر من أن "الفساد يهدر المال ويمنع التخطيط السليم، ما يؤدي لارتفاع البطالة بشكل متواصل."
دور المؤسسات المجتمعية.. محاولات لخلق الأمل
روّاد للتنمية
تقول سماح حامد إن مؤسسة رواد للتعمل تعمل على دعم الشباب من عمر 16 عامًا، وتقديم 480 منحة تعليمية خلال 11 عامًا، هذا إضافة لتوعية تكنولوجية متقدمة (برمجة، بيئة رقمية) وتمكين اقتصادي وتدريب مهني، مضيفة: كما نعمل على ربط الخريجين مع فرص عمل حقيقية ومتابعتهم على أرض الواقع.
نادي قلقيلية الأهلي
يوضح ربيع عرباص أن النادي يستهدف 1500 شاب وشابة سنويًا، وينجح في توظيف 100–200 شاب وشابة، كما يعمل على تطوير قدرات خريجين حديثين ويشركهم في سوق العمل وينفذ أيام توظيف ضمت حتى 800 مشارك في بعض السنوات.
المطلوب وطنيًا.. ما الذي يجب على الحكومة فعله؟
وأوصى ضيوف حلقة صوت الشباب بمجموعة من الأمور الهامة على النحو التالي:
1. إشراك الشباب في صياغة السياسات
لأنهم الأكثر تأثرًا والأقدر على تقديم الحلول الواقعية.
2. تحفيز الشركات الخاصة
من خلال إعفاءات ضريبية لمن توظف الشباب دون خبرة.
3. فتح حاضنات أعمال في القرى والمخيمات
للحد من مركزية فرص العمل في المدن.
4. الاعتراف بالمشاريع المنزلية كعمل رسمي
خاصة للنساء، عبر نظام تسجيل قانوني واضح.
5. توسيع التعليم المهني والتقني
وتطوير تخصصاته وربطه بسوق العمل.
6. مكافحة الفساد وتعزيز الحوكمة
كشرط أساسي لخطة وطنية شاملة.
ختامًا
تُظهر الشهادات والتحليلات الواردة في الحلقة أن البطالة بين الشباب في فلسطين لم تعد أزمة اقتصادية فحسب، بل باتت خطرًا اجتماعيًا وسياسيًا ونفسيًا يُهدد مستقبل جيل كامل. وبين غياب السياسات الحكومية الفاعلة، وتفاوت فرص التعليم، وتراجع القطاع الخاص، يواصل الشباب دفع الثمن الأكبر، بينما تبقى المعالجة الحقيقية مرهونة بإرادة رسمية قادرة على التغيير.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment