(MENAFN- Al-Bayan) شهدت محطة الفضاء الدولية حدثا لافتا خلال مهمة سير فضائي رائدة نفذتها رائدتا الفضاء في وكالة ناسا، آن مكلاين ونيكول آيرز، ضمن عملية مخصصة لترقية أنظمة الطاقة في المحطة، وبينما كان الحدث يحتفى به لكونه خامس سير فضائي نسائي بالكامل في التاريخ، برزت تفاصيل صغيرة لكنها شديدة الأهمية عندما لاحظت مكلاين تمزقاً غير متوقع في قفازها الأيمن، الأمر الذي كان يمكن أن يعرقل المهمة المخطط لها بعناية.

وأثناء قيام الرائدتين بتركيب دعامات للوح شمسي جديد قادر على زيادة قدرة المحطة الكهربائية بما يصل إلى 30 في المئة، لاحظت مكلاين قطعا دقيقا في إصبع السبابة.

وأوضحت عبر قناتها الصوتية المتصلة بمركز التحكم: ((عندما أثني الإصبع، يظهر التمزق عند زاوية الطي، وينفتح جزء صغير منه))، وعلى الفور، تواصلت مع فريق الهندسة في مركز التحكم بهيوستن، الذي بدأ بفحص مباشر لمشهد الخلل عبر كاميرا خوذتها، وفقا لـ leravi.

وتبين أن مصدر المشكلة يعود إلى خيط من مادة Turtleskin، وهي مادة عالية المتانة تُستخدم ضمن طبقات القفازات لتعزيز مقاومتها.

ورغم أن التمزق لم يكن يشكل خطرا آنيا على سلامة رائدة الفضاء أو على ضغط البدلة، تعامل فريق المهمة معه بأعلى درجة من الجدية، في تذكير دائم بأن أصغر التفاصيل في الفضاء يمكن أن تحمل عواقب كبيرة، وأن اتخاذ القرار السريع والدقيق عنصر أساسي في عمليات السير الفضائي.

وتأتي هذه المهمة تتويجا لمسار طويل لرائدة الفضاء آن مكلاين، عقيد القوات الجوية الأمريكية ولاعبة الرجبي السابقة، التي انتظرت ست سنوات للحصول على فرصة المشاركة في سير فضائي كامل.

ويُذكر أن مشاركتها الأولى إلى جانب كريستينا كوك عام 2019 تأجلت بسبب مشكلة تتعلق بقياس جزء من بدلة الفضاء، ما أدى إلى استبدالها بزميلها نيجك هيج في اللحظات الأخيرة.

كما تبرز الحادثة قضية متكررة في بدلات الفضاء الحالية المستخدمة منذ ثمانينات القرن الماضي، إذ ورغم قابليتها للضبط، فإن العديد من مكوناتها لا يناسب بدقة الأجسام الأصغر لرائدات الفضاء، وهو ما أدى في عدة مناسبات إلى صعوبات تشغيلية وتأجيل بعض المهام.

وتدرك ناسا هذه التحديات، وتعمل حاليا على تطوير بدلة فضاء جديدة من الجيل القادم توفر ملاءمة أفضل وحركة أكبر وحماية محسنة.

ومع اقتراب موعد تقاعد محطة الفضاء الدولية خلال أقل من خمس سنوات، تواجه الوكالة ضغطا متزايدا لضمان جاهزية هذه البدلات الجديدة لاستخدامها في المهمات القمرية والمريخية المرتقبة.

وتسلط حادثة تمزق القفاز الضوء على الحاجة الملحة للتحديث، وعلى الطابع الإنساني المرافق لرحلات الفضاء، حيث تتقاطع التكنولوجيا المتقدمة مع اليقظة القصوى والقدرة على التعامل مع المفاجآت.

وبرغم التحدي غير المتوقع، تمكنت مكلاين وآيرز من إتمام مهمتهما بنجاح، مضيفتين فصلا جديدا في تاريخ السير الفضائي النسائي وفي مسيرة تطوير معدات الاستكشاف خارج المركبات.

MENAFN25112025000110011019ID1110392685