سبّاك يسجل أهدافاً ورجل إطفاء يهزم النجوم... قصص لا تُصدق من الملاعب
في منتصف القرن العشرين، كان هدير الجماهير يختفي بعد انتهاء المباريات، ليحل محله صوت أدوات المصانع أو رنين الهاتف في متجر محلي، بينما يعود اللاعبون صباح كل أسبوع إلى أعمالهم اليومية.
كانت رواتب الرياضيين محدودة للغاية، ففي الأربعينات، لم يتقاضَ لاعب دوري البيسبول الأمريكي "MLB" أكثر من 5000 دولار سنوياً، وهو مبلغ بالكاد يؤمن حياة متواضعة.
وحتى لاعبو كرة القدم الأمريكية "NFL" كانوا يكسبون أقل من المعلمين، ومع غياب عقود التلفزيون والرعاية التجارية، بقيت السيطرة على الرواتب بيد ملاك الأندية، ما جعل اللاعبين عرضة للاستغناء عنهم بسهولة، وفقا لـ History Snob.
ورغم هذه الظروف، لم يفقد الرياضيون شغفهم باللعبة، فوجد كثيرون طرقاً للحفاظ على مسيرتهم الرياضية وتأمين احتياجات أسرهم.
عمل لاعبو دوري الهوكي الكندي "NHL" في البناء أو الإطفاء، فيما خدم أسطورة الملاكمة جو لويس بدوام كامل في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية. وبالمثل، عمل جاك ديمبسي في النوادي الليلية بعد اعتزاله، بينما اشتهر اللاعب البريطاني توم فيني بمهنته كسبّاك، فحصل على لقب "سبّاك بريستون".
كانت هذه المهن تعكس روح المجتمع آنذاك، حيث كان الرياضي جزءاً من حياة الناس اليومية، لا مجرد نجم على الشاشات.
بدأ التحول التدريجي بعد الحرب العالمية الثانية مع انتشار التلفزيون، إذ أصبح بإمكان مباراة واحدة أن تصل إلى ملايين المشاهدين، محوّلاً النجوم المحليين إلى أيقونات وطنية.
ومع دخول عقود الرعاية والإعلانات، اكتسب اللاعبون القدرة على جني أرباح كبيرة، ممهدين الطريق لعصر النجوم الشهيرين والمليارديرات الرياضيين.
بحلول الثمانينات، ارتفعت الرواتب إلى مستويات كانت مستحيلة في الماضي، ما جعل فكرة العمل بوظيفة أخرى شبه منعدمة. ومع ذلك، لا تزال قصص هؤلاء الرياضيين الذين عاشوا حياة مهنية مزدوجة تلهم الجميع، إذ تجسد الشغف والانضباط والقدرة على الموازنة بين العمل والرياضة.
اليوم، ومع بريق النجومية والثروة في عالم الرياضة الحديث، تذكّر تلك الحقبة يعيد الاعتبار لقيم العمل الجاد والتفاني. فالسبّاك الذي سجّل الأهداف، ورجل الإطفاء الذي تصدّى للكرات، والجندي الذي خاض نزالات الملاكمة بين المهام العسكرية، جميعهم يثبتون أن العظمة تبدأ بالحب الحقيقي للعبة قبل أي شيء آخر.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment