لغز قناع توت عنخ آمون.. الذهب يكشف الحقيقة

(MENAFN- Al-Bayan) ">في تطور يثير اهتمام علماء الآثار وعشاق التاريخ على حد سواء، توصل باحثون إلى اكتشاف مذهل قد يعيد كتابة ما نعرفه عن أحد أكثر الرموز شهرة في الحضارة المصرية القديمة وهو قناع توت عنخ آمون الذهبي.

فعلى الرغم من أن توت عنخ آمون، الفرعون الشاب الذي حكم مصر لأقل من عقد وتوفي في سن المراهقة نحو عام 1332 قبل الميلاد، يُعد أحد أشهر ملوك الفراعنة، إلا أن تفاصيل كثيرة حول حياته ووفاته لا تزال غامضة. وقد تولى الحكم في سن صغيرة.

ومع أن مقبرته اكتُشفت في عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر كاملة تقريبا وبها أكثر من 5000 قطعة أثرية مذهلة، إلا أن القناع الذهبي المهيب ظل القطعة الأكثر إثارة وإجلالاً، باعتباره رمزا خالدا لمجد الفراعنة. غير أن دراسة جديدة تقلب هذه الرواية رأسا على عقب.

فبحسب فريق من الباحثين في جامعة يورك البريطانية، القناع لم يُصنع في الأصل لتوت عنخ آمون نفسه، بل ربما كان مخصصا لملكة أو شخصية ملكية أخرى.

ويستند هذا الاكتشاف إلى ملاحظات دقيقة لوجود فتحات صغيرة في القناع مخصصة لوضع الأقراط، وهو تفصيل لا يتوافق مع تقاليد ملوك مصر في تلك الفترة، إذ لم يكن يُسمح للرجال البالغين - وخاصة الفراعنة - بارتداء الأقراط.


تقول البروفيسورة جوان فليتشر في فيلم وثائقي على موقع History Hit أن "الأبحاث تشير إلى أن الملك لم يكن يرتدِ أقراطًا بعد مرحلة الطفولة"، مما يعني أنه بحلول الوقت الذي مات فيه، لم يكن من الممكن دمجها في قناع وفاته.

وتوضح فليتشر هذه التفاصيل حيث تشير إلى أن القناع كان في الأصل يخص امرأة ملكية، قبل أن يُعاد تعديله بسرعة ليتناسب مع الملك الشاب بعد وفاته المفاجئة.

كما أظهرت تحليلات علمية أن الذهب المستخدم في وجه القناع يختلف في تركيبه المعدني عن الذهب المستخدم في بقية القطعة، مما يعزز فرضية أن الوجه أضيف لاحقا أو تم تعديله ليحمل ملامح توت عنخ آمون.

ويفتح هذا الاكتشاف الباب أمام تساؤلات جديدة، من كانت الشخصية الأصلية التي صُنع القناع من أجلها؟ وهل يمكن أن يكون هذا العمل الفني الشهير قد أخفى طوال قرن من الزمان هوية ملكية أخرى منسية؟

مهما كانت الإجابة، فإن ما هو مؤكد اليوم هو أن قناع توت عنخ آمون لا يزال يحمل أسرارا لم تُكشف بعد ، تماما كما فعل الفرعون نفسه قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.


وفاة توت عنخ آمون

وتشير العديد من الأدلة إلى أن وفاة توت عنخ آمون جاءت بشكل مفاجئ، وأن الاستعدادات لجنازته لم تكن مكتملة. ويتضح ذلك من حجم مقبرته الصغير الذي لا يليق بفرعون، إذ يُعتقد أنها كانت معدّة لشخص آخر قبل أن تُجهز له على عجل. كما ساهم موقعها المنزوي في وادي الملوك، بعيدًا عن الممرات الرئيسية، في بقاء المقبرة مخفية لقرون، على عكس المقابر الملكية الأكبر والأكثر تعقيداً، وفقاً لموقع"express".

وبجانب قناعه الذهبي الشهير، وُجد في المقبرة عدد من عصيّ المشي، ما يعزز الفرضية بأن الملك الصبي كان يعاني من مشكلات صحية خطيرة. فقد كشفت فحوصات التصوير المقطعي وتحاليل البقايا عن إصابته بقدم حنفاء وشقّ في الحنك ونخرٍ في القدم اليسرى، ما جعله يعتمد على العصا في تنقله. كما أظهر تحليل الحمض النووي أنه أصيب بالملاريا أكثر من مرة، وهو ما يُرجح أن يكون أحد أسباب وفاته المبكرة، إلى جانب أمراض وراثية ناجمة عن زواج الأقارب في العائلة الملكية.

وهكذا، يبدو أن وفاة توت عنخ آمون لم تكن متوقعة، وأن جنازته - مثل قناعه الشهير - حملت دلائل على العجلة والغموض الذي لا يزال يحيط بحياته القصيرة حتى اليوم.

MENAFN11102025000110011019ID1110181932

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.