اكتشاف مذهل.. طريق سريع للديناصورات في بريطانيا

(MENAFN- Al-Bayan) تخيل أنك تسير على درب عمره 166 مليون سنة، حيث كانت الأرض ترتعش تحت وطأة أقدام لا تقل عن وزن حافلة مدرسية! هذا ليس مشهداً من فيلم خيال علمي، بل هو الواقع المذهل الذي اكتشفته بريطانيا مؤخراً.

ففي عمق أحد المحاجر الهادئة بمقاطعة أوكسفوردشاير، وبعد تفجيرات متحكم بها، ظهر ما أسماه العلماء بـ "الطريق السريع للديناصورات".

إنه مسار آثار ديناصورات متواصل يمتد لمسافة 220 متراً، ليحطم الأرقام القياسية العالمية ويكشف عن اللحظات الهادئة وغير المتوقعة لعمالقة العصر الجوراسي، التي كانت تسير بسرعة "نزهة إنسان".

وبينما يدرس العلماء كل خطوة غائرة، يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الأسرار التي ألهمت أفلام هوليوود، ويفكون شفرة بيئة بحرية استوائية كانت يوماً ما هي المملكة المتحدة.

آثار هائلة

أكد علماء من مختلف أنحاء المملكة المتحدة أن عمليات التنقيب التي تمت هذا الصيف في محجر ديوارز فارم كشفت عن واحد من أطول مسارات الآثار المتواصلة التي عُثر عليها في أي مكان في العالم.

وقد سبق وأن عُثر فيه على 200 أثر قدم في العام الماضي، هذا العام، وصل طول مسار الآثار المكتشف حديثاً إلى 220 متراً، ليصبح بذلك أحد أطول الممرات المتصلة المكتشفة على الإطلاق.

تشرح إيما نيكولز من متحف التاريخ الطبيعي بجامعة أوكسفورد ضخامة هذه الآثار قائلة: "إنها آثار ضخمة لديناصور من فئة "الصوربود "(Sauropod)؛ وربما تعود لديناصور "السيتيوصور" (Cetiosaurus)، كانت هذه الديناصورات من آكلات العشب ذات أربع أرجل ورقبة طويلة، وقد يصل طولها إلى حوالي 18 متراً.

انفجار مُتحكَم

بدأ العمل بتفجير مُتحكَم فيه لإزالة ملايين السنين من الصخور الكلسية، مما أتاح للعلماء مهمة أكثر دقة وهي التنقيب عن كل أثر قدم غائر.

وقد ظهرت مسارات متعددة، لكن مسار "الطريق السريع" استمر دون انقطاع. وقالت كيرستي إدغار، عالمة الحفريات: "نحن نكشف عن شيء لم يره الناس من قبل. من النادر جداً العثور على شيء بهذا الحجم".

كما عُثر في الموقع على آثار أصغر حجماً، تركها ديناصور لاحم ذو قدمين يُدعى "الميغالوصور" (Megalosaurus)، الذي يصل طوله إلى 9 أمتار، وكان يترك علامة مميزة بثلاثة أصابع.

نماذج حاسوبية

توفر هذه المسارات معلومات مختلفة جداً عن تلك التي نحصل عليها من العظام. يقول بيتر فالكينغهام، أستاذ جامعي: "بفضل مسار مثل هذا، لدينا مئات الأمتار من الحيوان وهو يتصرف بحرية طبيعية، والآثار هي الطريقة الوحيدة لدراسة حركة الديناصورات بهذه الطريقة".

بتحليل الآثار، أعاد الأستاذ فالكينغهام بناء نموذج ثلاثي الأبعاد للديناصور. ووجد أن حركته لم تكن سريعة بشكل خاص، حوالي مترين في الثانية، أي كانت مجرد "نزهة".

والجدير بالذكر أن سلوك الديناصورات في أفلام مثل "الحديقة الجوراسية" يعتمد إلى حد كبير على الاكتشافات التي تتم في هذا النوع من المواقع.

حفظ نادر

كيف بقيت هذه الآثار سليمة بعد 166 مليون عام؟ توضح الأستاذة إدغار أن آثار الأقدام تتطلب "تأثير غولديلوكس"، أي الظروف المثالية. فبعد أن سار المخلوق في الطين وجفت الآثار بفعل الشمس، غطتها الرواسب بسرعة.

كانت بيئة أوكسفوردشاير في العصر الجوراسي مختلفة تماماً، حيث كانت المملكة المتحدة أقرب إلى خط الاستواء، مغطاة ببحار استوائية ضحلة.

بقايا بحرية

يؤكد دنكان موردوك، من متحف التاريخ الطبيعي، أن الموقع لم يكن يضم العمالقة فقط. فقد اكتشف أصدافاً صغيرة وبلمنيت (حيوان شبيه بالحبار) وقنفذ بحر صغير شبه كامل.

هذه المخلوقات الصغيرة ضرورية لأنها تخبر العلماء المزيد عن البيئة البحرية التي كانت تسير فيها الديناصورات، والتي كانت "أشبه ببحيرة شاطئية، مثل جزر فلوريدا كيز أو جزر البهاما اليوم".

أكدت الدكتورة نيكولز أن موقعاً بهذا الحجم هو اكتشاف مذهل، وأنه "يبعث على التواضع"، ومع فتح المزيد من المحجر، من المرجح أن يتم الكشف عن المزيد من المسارات، لتظل آثار الأقدام هذه صدى لعالم مفقود.

MENAFN15102025000110011019ID1110201911

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار