
نتنياهو ماضٍ باتجاه تهجير غزة وضمّ الضفة
في تطابق كامل بين مصالحه الشخصية/الحزبية وبين ما يعتبره مصلحة إسرائيل العليا التي سيخلّده إنجازها في السجل الصهيوني إلى جانب الآباء المؤسسين وعلى رأسهم دافيد بن غوريون، يسير نتنياهو بدعم أميركي لا سابق له سوى الدعم الذي وفرته بريطانيا العظمى للحركة الصهيونية عشية إقامة دولتها، مزهوًّا بانتصاراته في لبنان وسورية وإيران، يسير بخطى حثيثة نحو تنفيذ مخطط تهجير قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين وفق خطة ترامب، وضمّ الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية على غالبية أراضيها وفق خطة سموتريتش، وذلك لتوطيد سيطرة إسرائيل الفعلية على كامل فلسطين التاريخية وبسط هيمنتها على كل المنطقة العربية.
في هذا الإطار يندرج تنصّل نتنياهو من الصفقة الجزئية لتبادل الأسرى بعد موافقة حماس عليها، وإصراره على تنفيذ خطة احتلال غزة التي أقرّتها حكومته، رغم معارضة قائد أركان الجيش وتحذيرات الخبراء العسكريين والسياسيين من عواقبها الكارثية على السكان الفلسطينيين، ورغم تكلفتها الباهظة المتمثلة بحياة الأسرى الإسرائيليين وسقوط عشرات وربما مئات الجنود، وأثرها على تماسك جيش الاحتياط وإرهاق الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي.
وتأتي عملية احتلال غزة بالتزامن مع إعادة إحياء خطة ترامب حول "ريفييرا غزة"، حيث كانت جريدة "واشنطن بوست" قد كشفت في هذا السياق عن وثيقة قُدّمت للإدارة الأميركية، تتحدث عن "نقل مؤقت" لجميع سكان قطاع غزة (أكثر من مليوني إنسان) وتحويل القطاع إلى منطقة تُدار من قبل منظمة بإشراف أميركي، وتشمل "إقامة مدن تستند إلى الذكاء الاصطناعي، وإعطاء محفزات اقتصادية للفلسطينيين الذين يعتزمون مغادرة القطاع عبر نقلهم إلى دولة أخرى، أو "مناطق آمنة" داخل القطاع، وتشمل هذه المحفزات خمسة آلاف دولار للعائلة للمساعدة في تكلفة استئجار شقة سكنية لأربع سنوات وغذاء لمدة سنة".
ويأمل نتنياهو وخبراؤه الصهاينة الأميركيون والإسرائيليون الذين أعدّوا الخطة، أن تنجح عملية احتلال غزة حيث فشلت في الماضي جميع العمليات وخطط التهجير السابقة التي تحطّمت على صخرة صمود أهالي غزة ومقاومتها، وأحبطت خطة ترامب حول "ريفييرا غزة" وألقت بها إلى مزبلة التاريخ.
فيما يأمل سموتريتش ويعمل جاهدًا تحت عباءة نتنياهو بالتوازي، على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، حيث عرض أمس الأربعاء خطته المدعمة بالخرائط، والتي تشمل فرض السيادة الإسرائيلية على 82% من أراضي الضفة الغربية، قائلًا: "لا كتل استيطانية ولا مناطق (ج) لأن جميعها ستترك سائر الأرض للعدو وتمنحه إمكانية إقامة دولة فلسطينية، لا سمح الله، تكون أكثر عرضًا من دولة إسرائيل وتتركنا في حدود أوشفيتس"، مشيرًا إلى أنها "ضرورة تاريخية وأمنية تحظى بإجماع واسع في الكنيست وبين الجمهور".
وكما هو معروف، فإن سموتريتش لا يكتفي بالخطط والخرائط المرسومة على الورق فقط، بل يعمل منذ توليه منصبه، وبعد السابع من أكتوبر بشكل خاص، على إطلاق عصابات المستوطنين المسلحة والمحمية من الجيش الإسرائيلي، باتجاه التجمعات والقرى الفلسطينية في مناطق (ج) وغيرها، فيعملون فيها حرقًا وقتلًا وخرابًا، ناشرين الذعر والهلع في نفوس السكان الفلسطينيين، وذلك في إطار عملية ممنهجة لإخلاء مناطق (ج) وما تيسّر من مناطق (ب) من السكان الفلسطينيين ضمن خطته سالفة الذكر التي تقضي بالسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض بأقل عدد ممكن من السكان.
لكن سموتريتش وبن غفير وغيرهم من أقطاب حكومة اليمين الفاشي يدركون تمامًا أن المفتاح لنجاح كل هذه الخطط موجود في غزة، وأنه دون كسر ظهر مقاومة غزة لن يتسنّى لهم تحقيق أيٍّ من أحلام الصهيونية البغيضة، الدينية وغير الدينية، المتمثلة بتهجير أهالي غزة وضم الضفة وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وإخلاء غالبية مساحتها من الفلسطينيين.
هذا في حين يشكك الخبراء العسكريون في قدرة الجيش الإسرائيلي على احتلال غزة وتهجير سكانها، ويحذرون من تحوّل المدينة إلى "مصيدة موت" للجنود والأسرى الإسرائيليين، وفي قدرته على هزم المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس حتى لو تمكّن من احتلال غزة. في هذا السياق، يقول الجنرال يتسحاك بريك إن خطة احتلال غزة التي فرضها نتنياهو على قائد أركان الجيش إيال زمير هي خطة عبثية، مشيرًا إلى أن حماس تعمل من داخل شبكة أنفاق تصل إلى مئات الكيلومترات ممتدة على طول وعرض القطاع، وأنه حال دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة سيتم نقل مراكز السيطرة التابعة لحماس إلى خارج المدينة وتنتقل غرفة القيادة إلى أماكن أخرى، ما يعني أن تواجد الجيش الإسرائيلي في غزة لن يؤثر على عمليات حماس، في حين تكون النتيجة موت الأسرى الإسرائيليين وسقوط جنود وإقامة حكم عسكري بكل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
نتنياهو ماضٍ باتجاه تهجير غزة وضمّ الضفة
عقد بين غوغل وحكومة الاحتلال بـ45 مليون دولار لترويج رواية تنكر المجاعة في غزة
دعوة على فنجان قهوة هكذا تدفع حماس رواتب موظفيها
الصفرية.. إقبال الشتاء وإدبار الحر
ارتفاع عدد ضحايا زلزال أفغانستان إلى 2217 قتيلا
الحوثيون يتهمون موظفين أمميين بالتجسس لصالح إسرائيل وأميركا