الإمارات تتصدّر المنطقة في تبني ممارسات الحوكمة
ومع مضيّ دولة الإمارات قدماً نحو تحقيق أهداف إستراتيجيتها للحياد المناخي 2050 وتجسيد رؤية ((نحن الإمارات 2031))، تتجه المؤسسات الوطنية إلى ما هو أبعد من الالتزام بالمتطلبات التنظيمية، لتتبنّى نهجاً استباقياً يُركّز على تحقيق أثر حقيقي وقابل للقياس في مسيرة الاستدامة.
ويُبرز التقرير أن 71% من المؤسسات في الدولة أصبحت تُشرك موظفيها بفاعلية في مبادرات الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة، فيما تدعم 67% منها برامج التطوّع التي تُسهم في ترسيخ أهداف الاستدامة وتعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية.
ويستند التقرير إلى رؤى مستمدة من 361 من كبار المسؤولين التنفيذيين في كلّ من الإمارات والسعودية وعُمان وقطر والكويت والبحرين ومصر ولبنان والأردن، حيث تكشف نتائجه عن ارتباط متنامٍ بين الجدوى الاقتصادية للشركات والممارسات البيئية والاجتماعيّة والحوكمة، إذ يرى 74% من المسؤولين التنفيذيين تأثيراً مباشراً لهذه الممارسات على قيمة العلامة التجاريّة، ما يُشير إلى التحوّل من اعتبارها مجرّد التزام أخلاقيّ إلى مصدر لتحقيق التميّز وتعزيز التنافسيّة.
وأكد أحمد عيتاني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ((سيسيرو وبيرناي)) أنّ الواقع اليوم يشهد تحولاً من خانة النقاشات إلى التطبيق العملي في إطار الممارسات البيئية والاجتماعيّة والحوكمة. وقال: "تقريرنا لهذا العام أظهر أنّ المنطقة باتت ترى في هذه الممارسات رافعة أعمال تؤثر مباشرة على قيمة الشركات، ولهذا نشعر بتفاؤل كبير بمسار الأسواق في المنطقة، لأن الزخم هذه المرة مدفوع بنتائج ملموسة.
بدوره، قال طارق الشرابي، مدير عام "سيسيرو وبيرناي": التقرير يضع بين يدي قادة الأعمال والمتخصصين في الاتصال وصنّاع السياسات رؤى قابلة للتطبيق، ويشجّعهم على طرح الأسئلة الصحيحة. أمّا دورنا، فهو إضفاء مزيد من الوضوح ودعم منظومة الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة لتكون أكثر ترابطاً وثقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشهد التقرير الذي انطلق في نسخته الأولى كبادرة لتشجيع المسؤولية المجتمعية للشركات، نقلة نوعيّة ليصبح مرجعاً لقياس مستوى تبنّي الممارسات البيئية والاجتماعيّة والحوكمة في أسواق المنطقة، ويقدّم قراءة تحليليّة لكل دولة على حدة توضح انتقال الشركات من العمل الخيري والشراكات إلى أولويات العمل المستدامة والقائمة على البيانات.
وعلى مدى نصف عقد، رصد التقرير التحوّل من مبادرات المسؤولية المجتمعية، إلى اعتبار الممارسات البيئية والاجتماعيّة والحوكمة جزءًا أساسيًا من الهوية المؤسسية، وأداة للتفاعل مع أصحاب المصلحة، وإدارة المخاطر، وبناء القيمة المستدامة على المدى الطويل.
وتُشير 52% من المؤسسات المشاركة على مستوى المنطقة إلى أنّها تعطي الركائز الثلاث البيئية والاجتماعيّة والحوكمة نفس الأهميّة في أعمالها. فيما تعتزم 83% منها التركيز على الركيزة الاجتماعية ضمن استراتيجياتها في العام المقبل، في أعقاب فترة شهدت فيها الركيزة البيئية اهتماماً أكبر. ويأتي ذلك استجابةً للتوجهات المتزايدة لأصحاب المصلحة نحو اتخاذ خطوات عملية مبنية على الحقائق.
وفي الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة تبنّي الممارسات البيئية والاجتماعيّة والحوكمة، لا تزال جهود التواصل وإظهار حجم النتائج بحاجة إلى تحسين، إذ يرى 32% فقط من المسؤولين التنفيذيين أنّ مؤسساتهم تُفصح بشكل منتظم عن مدى تقدم هذه الممارسات، ما يجعل الوضوح والاستمرارية في الإفصاح ضرورة لتعزيز الثقة وقياس الأثر.
ووفقاً لذلك، تقتضي المرحلة المقبلة تضمين الممارسات البيئية والاجتماعيّة والحوكمة في صلب العمليات التشغيليّة للمؤسسات سواء من ناحية التخطيط الاستراتيجي أو الأنشطة اليوميّة. وبينما تشهد هذه الممارسات إقبالاً متزايداً في بيئة الأعمال جنباً إلى جنب مع المسؤوليّة المجتمعيّة، يتعيّن على المؤسسات ترسيخ التوافق الداخلي والتواصل الفعّال بين مختلف الإدارات، للمساهمة بدور أساسي في تحديد مسار المنطقة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
السوبر المصري موعد مع الندية والإثارة للسنة التاسعة في أبوظبي اليوم...
قمة بيليم للمناخ: العالم يناقش مستقبل الأرض بينما وعود التمويل والحد ...
غارات إسرائيلية مكثفة على جنوب لبنان وتحليق للمسيّرات فوق بيروت والب...
إنجاز 326 إصلاحا بنسبة 81% من مصفوفة تعهد بها الأردن منذ 2018...
تقرير: فليك يفكر جديًا في الرحيل عن برشلونة...
مناظرات الدوحة تناقش دور الموروث الفكري في عالمنا المعاصر...