مقبرة توت عنخ آمون.. كنز لم يمسّ وبداية أسطورة لعنة الفراعنة
بدأت القصة عندما كان فريق التنقيب بقيادة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر يواصل أعمال الحفر التي استمرت سنوات طويلة بتمويل من اللورد كارنارفون. كان كثيرون قد اعتقدوا أن وادي الملوك قد تم اكتشاف كل شيء فيه، لكن كارتر ظل يؤمن بأن هناك شيئا لم يُعثر عليه بعد، مقبرة الملك الفتي توت عنخ آمون.
في صباح 4 نوفمبر، وبينما كان عدد من العمال المصريين يزيلون الرمال بالقرب من أكواخ عمال وادي الملوك، لاحظ أحدهم - والذي يقال إنه كان الفتى حسين عبد الرسول - درجات حجرية مدفونة تحت طبقات من الرمال. أثار هذا الاكتشاف انتباه كارتر، الذي أسرع إلى الموقع. شيئاً فشيئاً، اتضحت معالم درج غائر يقود إلى باب مختوم بالجص. كان هذا الباب يحمل ختما ملكيا يظهر فيه "أنوبيس" واقفا فوق تسعة من أعدائه، وهي علامة تشير إلى أن وراءه قبرا ملكيا سليما.
كتب كارتر في مذكراته بتاريخ 5 نوفمبر بحماسة واضحة: "أمامنا دليل كافٍ على أننا أمام مدخل قبر، وكل الأختام تدل على أنه لم يُفتح من قبل".
واصل الفريق إزالة الرديم بحذر بالغ. وعلى مدار أسابيع طويلة من العمل المضني، ظهر ختم يحمل خرطوشة عليها اسم الفرعون توت عنخ آمون، الذي حكم مصر وهو لا يزال طفلًا، وتوفي في سن المراهقة قبل أكثر من 3200 عام.
وفي 26 نوفمبر، تم فتح الباب الداخلي بحضور اللورد كارنارفون وابنته إيفلين، والمهندس آرثر كالندر. صمت الجميع وهم يشاهدون كارتر يحدث فتحة صغيرة في الباب. رفع كارتر شمعة صغيرة ونظر داخل الغرفة المظلمة، وكتب لاحقًا وصفه الشهير: "في البداية كانت الرؤية غير واضحة بسبب الهواء الساخن المتسرب، ثم بدأت الأشياء تظهر تدريجيا.. كنوز رائعة، غير مألوفة، متراكمة فوق بعضها بشكل لا يُصدّق".
كانت المقبرة مليئة بالتماثيل، والصناديق الذهبية، والعربات المذهبة، والأسرّة الجنائزية، والألعاب اللوحية، والأواني المزخرفة، وحتى أداة تشبه "مانيكان" كانت تُستخدم لتجربة الملابس في الحياة الأخرى. لكن أعظم ما عُثر عليه كان قناع الدفن الذهبي للملك، المصنوع من الذهب الخالص والمرصع بالأحجار الكريمة، بوزن يقارب 10 كيلوغرامات.
دُفن توت عنخ آمون داخل ثلاثة توابيت متداخلة، اثنين من الخشب المذهب، والثالث - والأصغر - من الذهب الخالص. وتشير الدراسات إلى أن جسده كان قد غُمر في زيوت عطرية كثيرة خلال التحنيط، مما أكسب جلده لونا داكنا مائلا للأسود.
قصة "لعنة الفراعنة"
لكن ما إن انتشر خبر الاكتشاف، حتى بدأت الصحافة العالمية تميل إلى الإثارة. فبعد شهر واحد فقط من فتح المقبرة، توفي اللورد كارنارفون نتيجة عدوى بسيطة من لسعة بعوضة. ومع نشر رواية عن العثور على كناري كارتر ميتا في فم كوبرا، نسج الإعلام قصة "لعنة الفراعنة"، التي تقول إن من يقترب من القبر سيصيبه سوء.
غير أن دراسة علمية نُشرت عام 2002 أثبتت أن معظم من دخلوا المقبرة عاشوا أعمارا طبيعية تماما، ما يعني أن "اللعنة" لم تكن إلا أسطورة غذّتها المصادفات والخيال الشعبي.
ومع ذلك، تبقى قصة توت عنخ آمون واحدة من أكثر حكايات التاريخ إثارة، تجمع بين العلم والغموض، بين الحقيقة والأسطورة، وتبقي وادي الملوك رمزا لسحر الحضارة المصرية الذي لا يزول.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يستقبل وكلاء وزارات ...
زهران ممداني أول مسلم يفوز بمنصب عمدة نيويورك...
انطلاق الدورة السابعة لملتقى التعاون الصيني - العربي في الإذاعة والتل...
ماكسوس كورال تعلن استحواذها على سلسلة متاجر إي سيتي...
القضاء المصري ينهي نزاع عفاف شعيب ومحمد سامي...