القصة الكاملة لإيقاعي الجوجيت والزابين وإسقاط بروتوكولات ترامب

(MENAFN- Al-Bayan) في مشهد نادر ومفاجئ، كسر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البروتوكول الرسمي بخطوة راقصة عفوية على السجادة الحمراء في مطار كوالالمبور الدولي، إيذاناً ببدء زيارته لماليزيا للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). اللحظة التي اختلطت فيها الدبلوماسية بالفولكلور تحولت على الفور إلى مادة إخبارية عالمية وأثارت ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي. فما قصة الرقصات التراثية في بروتوكولات الشعب الماليزي؟ وماذا تعني عند استقبال الضيف وأصل الرقص الماليزي؟

استقبال ثقافي
كان رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم قد استقبل الرئيس ترامب بحفاوة بالغة فور نزوله من طائرة ((إير فورس ون)). وقد أعدت السلطات الماليزية حفل استقبال تقليدياً مفعماً بالحياة، تضمن عروضاً راقصة بمشاركة فنانين يرتدون أزياء ملونة تمثل التنوع العرقي في ماليزيا، الذي يشمل الملايو والصينيين والهنود والسكان الأصليين في بورنيو.
وما إن اقترب ترامب من فرقة الراقصين، حتى فاجأ الجميع بالانضمام إليهم. وظهر الرئيس الأمريكي مبتسماً، يلوح بذراعيه على إيقاع الطبول، في حركته المميزة التي غالباً ما يؤديها في تجمعاته، وهو ما وصفته تقارير صحفية بـ((رقصة ترامب)) الخاصة، بينما انضم إليه رئيس الوزراء أنور إبراهيم لبعض اللحظات، ما أضفى على الاستقبال جواً من الود والتفاهم غير المسبوقين.

رمز للترحيب والتنوع
لم تكن الرقصة مجرد استعراض عابر، بل هي جزء أساسي من تقليد الترحيب الماليزي بالضيوف الكبار. يُعد العرض الثقافي عند وصول كبار الشخصيات دائماً طقساً ترحيبياً خاصاً يُظهر الاحترام والتنوع الغني للبلاد.
الرقصة التي شارك فيها ترامب، كانت مزيجاً من حركات ترحيبية مستوحاة من إحدى الرقصات الشعبية الشائعة مثل: رقصة الجوجيت وهي إحدى أشهر الرقصات الشعبية الملايوية في ماليزيا، نشأت في ملقا في القرن السادس عشر متأثرة بالرقصات الفولكلورية البرتغالية مثل ((برانيو)) و((فارابيرا)). وتُعد رقصة اجتماعية تُؤدَّى في المناسبات الثقافية وحفلات الزفاف. وتتميز بإيقاع سريع وحركات رشيقة. ومزيج من رقصة الزابين وهي رقصة ملايوية ذات جذور عربية، وصلت إلى ماليزيا عن طريق التجار في القرن الرابع عشر، وتُؤدَّى ببراعة في ولايات مثل جوهور.

كبار الضيوف
على الرغم من أن عروض الاستقبال التي تُقام على السجاد الأحمر لكبار القادة تستخدم أفضل فرق الرقص لعرض تراث البلاد، إلا أن الرقصات التقليدية نفسها (مثل الجوجيت والزابين) هي رقصات شائعة تُؤدَّى في جميع أنحاء ماليزيا من قبل عامة الشعب في الأعياد والمهرجانات وحفلات الزواج والمناسبات الاجتماعية، وليست مقتصرة على طقوس الترحيب الرسمية للضيوف الدوليين.

التراث الماليزي
تُعد الرقصات التقليدية في ماليزيا، التي تتأثر بمزيج فريد من الثقافة الملايوية والإندونيسية والصينية والهندية والعربية والغربية (البرتغالية والهولندية والبريطانية)، وسيلة حية للحفاظ على هوية الأمة وتاريخها متعدد الأعراق ويمكن إرجاع أصول الرقصات الملايوية مثل الرقص الأصلي (Asli) إلى الممالك الملايوية في القرن الرابع عشر، حيث كانت تتميز بإيقاع بطيء وراقص وحركات يدوية ذات مغزى.
كما جلبت التفاعلات التجارية والثقافية على مر القرون رقصات مثل الزابين من منطقة الشرق الأوسط (القرنين 14 و15) والجوجيت من البرتغال (القرن 16).
وكانت الرقصات تُؤدَّى في البلاط الملكي وأصبحت بمرور الوقت جزءاً من الاحتفالات العامة، ما يعكس تواصلها عبر الأجيال.

رقصة دبلوماسية تخطف الأضواء
لقد نجحت الرقصة العفوية في إضفاء طابع ودي على بداية قمة آسيان، محولة بذلك حدثاً دبلوماسياً جاداً إلى لحظة ثقافية إنسانية، ومهدت الطريق لمناقشات حول التجارة الإقليمية و((اتفاق السلام)) بين تايلاند وكمبوديا الذي رعا ترامب توقيعه على هامش القمة.

MENAFN27102025000110011019ID1110253465

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.