
تحليلات: نتنياهو يغلق معبر رفح لمنع ضلوع تركي مباشر في غزة
لا تزال 18 جثة أسير إسرائيلي موجودة في قطاع غزة، وتقول حماس، وكذلك الصليب الأحمر الدولي ومسؤولون أميركيون أن العثور عليها صعب وسط الأنقاض التي تسبب بها القصف الإسرائيلي الشديد خلال الحرب، لكن إسرائيل تدعي أن حماس تمتنع عن إخراج الجثث وتسليمها.
وفقا للاتفاق حول خطة ترامب، تعيّن فتح معبر رفح، يوم الإثنين الماضي، لعبور مرضى ومصابين فلسطينيين، وبإشراف ومرافقة منظمة الصحة العالمية ومصر، وعودة غزيين إلى القطاع بشكل حر، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد، عن مصدر مصري ووفقا لبيان سفارة فلسطين في القاهرة، لكن نتنياهو أعلن قبل إعادة فتح المعبر أنه لن يفتح، وأنه ستتم دراسة فتح المعبر بموجب تسليم جثث أسراها.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن جثث الأسرى الإسرائيليين ليست السبب لإغلاق معبر رفح، وأن قرار نتنياهو هدفه منع انتقال قوة من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية إلى المعبر من أجل تشغيله في الجانب الغزي، رغم أن خطة ترامب تنص على ذلك والاتحاد الأوروبي يشترط وجود هذه القوة الفلسطينية من أجل إدخال عناصره في إطار القوة الدولية للحفاظ على الاستقرار في القطاع. كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت على أن يكون دخول القوة الدولية إلى القطاع بدعوة من السلطة الفلسطينية وبتفويض من مجلس الأمن الدولي.
وبقراره إغلاق المعبر، يمنع نتنياهو دخول 81 خبيرا تركيا في أعمال الإنقاذ والعثور على جثث من الدخول إلى القطاع، وينتظر الخبراء في الجانب المصري من المعبر السماح لهم بالدخول إلى القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس مستبعدا أنه "بعدم فتح معبر رفح، يقتل نتنياهو ثلاثة طيور: يفرض عقابا واضحا على حماس؛ يشير إلى معارضته لضلوع تركي مباشر في غزة؛ ويحبط دخول السلطة الفلسطينية. لكن هذا كله يمنع التقدم في إعادة جثث المخطوفين".
من جانبه، أشار رئيس مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب، د. ميخائيل ميلشتاين، في مقاله المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن قطر وتركيا "تنافسان" إسرائيل وتسعيان إلى "فرض وقائع على الأرض وترسيخ سريع لوضع جديد في غزة لا يستجيب إلى كافة مطالب إسرائيل، خاصة بشأن حماس، ومن خلال محاولة جذب ترامب إلى جانبهما، وتقليص دعمه لنتنياهو".
وأضاف ميلشتاين أن "القطريين يسعون إلى بلورة واقع جديد في غزة يلائم مصالحهم، وبحيث يوافق ترامب عليه في الوقت نفسه. وبرعاية قطر يتم إدخال تركيا إلى القطاع أيضا. ويتم التعبير عن موطئ القدم التركي في القطاع بإدخال فريق إنقاذ سيكون مسؤولا عن البحث عن جثث الإسرائيليين، ويبدو أن أنقرة ستطمح إلى توسيع وجودها، كي تضخ مساعدات اقتصادية وترسخ لاحقا وجودا أمنيا في القطاع".
وأردف أن "تأثير ووجود الدولتين في القطاع، حتى لو كان بشكل محدود، هو بشرى سارة لحماس. ومن المساعدات التي ستُضخ لغزة، سيكون بإمكان حماس الحصول على 'أجزاء'، لأغراض عسكرية أيضا".
واعتبر ميلشتاين أن "مصر تحاول أن تكون في موازاة المجهود القطري – التركي بواسطة تسريع الاتصالات من أجل تشكيل حكم بديل جديد في القطاع، تأمل القاهرة أن يكون خاضعا لتأثيرها، وتكون له علاقة بالسلطة الفلسطينية وبلا حماس، والتعهد بنزع سلاح الفصائل. وتسعى القاهرة إلى أن تقود إعادة الإعمار المدني في غزة، الأمر الذي سيحسن الاقتصاد المصري".
وتابع أن السعودية والإمارات ستكونان في "هامش" مستقبل القطاع، "رغم أن نتنياهو أوضح خلال الحرب أنه يريد أن يكون لهما تأثير في القطاع بعد الحرب"، معتبر أن "انسحاب هاتان الدولتان عن ضلوعهما في بلورة اليوم التالي في القطاع سيُبقي لقطر وتركيا حيز عمل مريح، وسيخدم مصلحة حماس بالطبع".
وادعى ميلشتاين أن "التدخل الأجنبي المتزايد في غزة ينبغي أن يضاعف قلق إسرائيل. أولا كتحد محتمل لحريتها في العمل، خاصة إذا سيكون القطاع مليء بقوى أجنبية، حتى لو أن حجمها سيكون مقلصا؛ وثانيا، التخوف من تموضع ميداني لجهات مقربة من حماس وتسهم في إعادة تنظيمها".
وتابع أن "هذا الأمر يستوجب تعقلا (إسرائيليا) سريعا. فتعميق تدخل السعودية والإمارات في القطاع لن يحدث إذا استمرت إسرائيل في معارضتها القاطعة لضلوع السلطة الفلسطينية في القطاع في اليوم التالي، أو إذا عادت إلى القتال".
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
ناصر ماهر يهنئ دونجا عقب إعلان خطوبته فى حضور مصطفى شلبى.. صورة...
المعلومات الرقمية ركيزة أساسية لرسم السياسات وتنفيذها وتقييمها...
مصر تسحب 17 مليون عبوة أدوية منتهية الصلاحية...
ابتكار ثوري... اليابان تكشف عن أول غسّالة آلية للبشر...
حياة مارتن سكورسيزي في وثائقي.. الكاهن والمدمن الذي أنقذه روبرت دي ن...
فيديو .. استشهاد الصحفي صالح الجعفراوي في قطاع غزة...