
قلب عملاق على سطح الشمس.. ناسا ترصد حدثاً فريداً
ووفقا للمرصد الديناميكي الشمسي (SDO) التابع لناسا، فقد ظهر الثقب في 13 سبتمبر الجاري بحجم يفوق كوكب الأرض مرات عدة، واستمر لعدة أيام وهو في مواجهة مباشرة مع كوكبنا، ما سمح بانبعاث تيارات قوية من الرياح الشمسية باتجاه الغلاف المغناطيسي للأرض، مسببة عاصفة جيومغناطيسية صاحبتها أضواء قطبية خلابة في مناطق خطوط العرض العليا.
ما هو الثقب الإكليلي؟
الثقوب الإكليلية ليست شقوقا حقيقية في الشمس كما قد يوحي اسمها، بل هي مناطق يضعف فيها المجال المغناطيسي للشمس، مما يسمح للجسيمات المشحونة بالانطلاق بحرية إلى الفضاء. هذه المناطق لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تظهر كبقع داكنة عند رصدها بالأشعة فوق البنفسجية الشديدة أو الأشعة السينية، نتيجة انخفاض حرارة وكثافة البلازما فيها مقارنة بالمناطق المحيطة. وغالبا ما تتخذ هذه الثقوب أشكالاً غير منتظمة، لكن ظهورها على هيئة قلب يواجه الأرض يعد ظاهرة نادرة أثارت إعجاب العلماء وهواة الفلك على حد سواء، وفقا لـ dailygalaxy.
تأثير مباشر على الأرض
مع تمركز الثقب الإكليلي في مواجهة الأرض، اصطدمت الرياح الشمسية المنبعثة منه مباشرة بالمجال المغناطيسي للكوكب، مما أدى إلى تدفق الجسيمات نحو القطبين الشمالي والجنوبي على طول خطوط المجال. وعند احتكاكها بجزيئات الغلاف الجوي، تشكلت الأشرطة الضوئية المعروفة بالشفق القطبي الشمالي والجنوبي، التي تلونت بألوان متلألئة في سماء المناطق القريبة من الدائرة القطبية.
هذا الحدث تسبب كذلك في عاصفة جيومغناطيسية ملحوظة، وهي ظاهرة قادرة على إحداث اضطرابات في أنظمة الاتصالات والملاحة والأقمار الصناعية، وإن كانت هذه العاصفة الأخيرة لم تُسجَّل على أنها من الدرجات العالية.
ارتباط بمرحلة النشاط الشمسي
جاءت هذه الظاهرة في وقت يقترب فيه نشاط الشمس من ذروته في إطار الدورة الشمسية الممتدة 11 عاما، والمعروفة بـ"الحد الأقصى الشمسي". ومن المتوقع أن يبدأ النشاط في التراجع خلال السنوات المقبلة، إلا أن العلماء يؤكدون أن الثقوب الإكليلية ستظل جزءا من النشاط الطبيعي للشمس حتى مع انخفاض وتيرة الظواهر الأخرى.
لكن تقريرا حديثا صادرا عن مختبر الدفع النفاث التابع لناسا أشار إلى أن الرياح الشمسية تشهد زيادة مطردة منذ عام 2008، وهو ما قد يعني أن الشمس تتجه إلى سلوك أكثر ديناميكية خلال الدورة الشمسية المقبلة.
رسالة كونية؟
ورغم التفسيرات العلمية الواضحة، لم يَخلُ المشهد من رمزية إنسانية شاعرية، إذ بدا وكأن الشمس ترسل إلى الأرض قلبا عملاقا عبر 150 مليون كيلومتر من الفضاء. وقد علّقت مجلة ScienceAlert على الحدث بقولها إن "الشمس وضعت قلبها على غلافها الجوي"، في إشارة إلى أن الكون قادر أحيانا على إهداء البشر لحظات تجمع بين العلم والخيال.
وبينما يبقى الحدث في جوهره ظاهرة طبيعية مرتبطة بالدورة الشمسية، فإن صور الثقب الإكليلي القلبي الشكل ستظل واحدة من المشاهد النادرة التي تذكرنا بأن نجمنا الأقرب ليس مجرد مصدر للحرارة والضوء، بل أيضا مصدر للدهشة والإلهام.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
كسوف الشمس.. كيف تعرف ناسا الزمان والمكان بدقة مذهلة؟...
تقارير: كاسيميرو ينضم إلى النصر مجاناً...
غداً.. كسوف جزئي للشمس يشاهده 17 مليون شخص...
ليزر وميكروويف... كيف يواجه سور الصين العظيم الرقمي الطائرات المسيرة؟...
قصيدة نائِيًا للشاعر المغربى عمر الأزمى...
صورة لناقلة متجهة من مملكة البحرين إلى اليابان عام 1934 تحمل أول شح...