كسوف الشمس.. كيف تعرف ناسا الزمان والمكان بدقة مذهلة؟

(MENAFN- Al-Bayan) في 21 و22 سبتمبر الجاري ، سيكون الكسوف الشمسي الجزئي مرئياً عبر أجزاء من نصف الكرة الجنوبي، مما يؤدي إلى ظلام مؤقت للسماء لأكثر من 16 مليون شخص في جزر المحيط الهادئ وأستراليا والقارة القطبية الجنوبية. تستخدم ناسا حسابات فلكية دقيقة ونماذج متقدمة لمدارات الأرض والقمر للتنبؤ بالكسوف بدقة تصل إلى أقل من دقيقة، ممتدة لعدة قرون في الماضي والمستقبل.

لماذا يدرس العلماء الكسوف؟

الكسوف ليس مجرد ظاهرة بصرية، بل هي فرص بحثية مهمة . أثناء الكسوف الشمسي الكلي، عندما يحجب القمر ضوء الشمس تماماً، يمكن للعلماء دراسة الهالة الشمسية، الغلاف الجوي الخارجي للشمس. عادةً ما تكون هذه الهالة مخفية بسبب سطوع الشمس، لكنها تحمل معلومات حول كيفية انتقال الطاقة والحرارة إلى الخارج، مما يولد الرياح الشمسية. هذه الرياح المؤينة تؤثر على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء والتكنولوجيا على الأرض، لذا فهمها يساعد في التنبؤ بالطقس الفضائي. كما يوفر الكسوف فرصة لدراسة الأرض نفسها، فعندما يمر ظل القمر فوق منطقة ما، يحجب ضوء الشمس محلياً وبشكل مفاجئ، على عكس التغير التدريجي عند شروق أو غروب الشمس. تستخدم ناسا هذا الظل لدراسة الأيونوسفير، الطبقة المشحونة من الغلاف الجوي العلوي للأرض، التي تؤثر على إشارات الراديو ونظام تحديد المواقع والاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

كيف تعرف ناسا بالضبط متى وأين سيحدث الكسوف؟

يبدأ ذلك بالفيزياء الفلكية والحسابات المدارية. يحسب الفلكيون دوران الأرض والقمر حول الشمس باستخدام قوانين نيوتن للحركة والجاذبية. نظرًا لأن الأرض والقمر والشمس ليست كروية تماماً ، يؤخذ شكلها وحجمها في الحسبان لتحسين النتائج. بمجرد معرفة المواقع والسرعات الحالية، تشغّل أجهزة الكمبيوتر المعادلات للأمام والخلف في الزمن. تُظهر هذه المحاكاة متى سيتماشى القمر مع الشمس من منظور الأرض، وهو الوضع الذي يؤدي إلى الكسوف. بفضل هذه النماذج، يمكن التنبؤ بالكسوفات بدقة تصل إلى أقل من دقيقة، عبر عدة قرون في الماضي والمستقبل.

بالنسبة لناسا، الكسوف ليس مجرد أحداث للتنبؤ بها، بل مختبرات طبيعية. من الكشف عن أسرار الهالة الشمسية إلى متابعة التغيرات في الغلاف الجوي للأرض، توفر كل كسوف رؤى تتعدى دراسة الفلك فقط.

تستخدم ناسا نماذج رياضية معقدة لحساب مواقع الأجرام السماوية بدقة عالية، مما يسمح بتحديد وقت ومكان الكسوف بدقة تصل إلى أقل من دقيقة عبر عدة قرون، وفقا لموقع "ناسا" الرسمي .

كما تُستخدم ناسا سلسلة "ساروس" (Saros) للتنبؤ بالكسوف، وهي فترة مدتها 223 شهراً قمرياً، حيث يحدث الكسوف الشمسي التالي بعد 9 سنوات و5.5 أيام من الكسوف السابق.

تُظهر النماذج الحاسوبية كيف يتنقل ظل القمر عبر سطح الأرض خلال الكسوف، مما يساعد في تحديد المناطق التي ستشهد الكسوف الكل أو الجزئي، وتُستخدم بيانات من مرصد ديناميكيات الشمس (SDO) والأقمار الصناعية الأخرى لتحديث النماذج بشكل شبه فوري.

MENAFN19092025000110011019ID1110083428

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.