
بعد 40 مليون سنة من الاختفاء... الجزيرة الغارقة تثير سباقاً على المعادن البحرية
وفقا لدراسة حديثة نشرت في مجلة Scientific Reports وأعدها باحثون من جامعة ساو باولو والمركز الوطني لعلوم المحيطات بالمملكة المتحدة، فإن جزءاً من مرتفع ريو غراندي، وهو هضبة بركانية مغمورة تبعد حوالي 1200 كيلومتر عن ساحل البرازيل، كان في السابق جزيرة شاهقة الارتفاع فوق مستوى سطح البحر.
وأظهرت عينات الطين الأحمر المستخرجة من أعماق 650 مترا وجود معادن نادرة مثل الكاولينيت والهيماتيت، التي تتشكل عادة في المناخات الاستوائية الحارة والرطبة، وهو ما يدل على تعرض الجزيرة للهواء والمطر في الماضي.
وأوضح الباحث الرئيسي في الدراسة، لويجي جوفاني، أن "الأهمية ليست فقط بما اكتشفناه، بل بالمكان الذي اكتشفناه فيه. هذا الطين لم ينجرف من مكان آخر، بل تشكل على الجزيرة عندما كانت مكشوفة للجو".
وأضاف أن مؤشر التغير الكيميائي للطين أظهر درجة 93، ما يشير إلى تعرض طويل للتجوية في مناخ استوائي، وهو دليل على قدم الجزيرة وأصالتها.
البنية الطبقية للطين والحمم البركانية، التي كشفت عنها المركبات والغواصات الآلية، تشير إلى نشاط بركاني متقطع، تخللته فترات طويلة من السكون، خلاله تعرضت الأرض للتجوية والتعرية، مشيرا إلى نمط مشابه للأنشطة البركانية القارية الضخمة مثل مصاطب ديكان في الهند أو هضبة كولومبيا في الولايات المتحدة.
يأتي الاكتشاف في وقت تسعى فيه البرازيل لتوسيع سيادتها البحرية، حيث تقدمت رسمياً للأمم المتحدة بطلب لتوسيع رفها القاري ليشمل "مرتفع ريو غراندي". وإذا وافقت الأمم المتحدة، سيمنح ذلك البرازيل حقوقا كاملة لاستكشاف واستخراج المعادن من قاع البحر، بما في ذلك الليثيوم والكوبالت والنيكل والتيلوريوم، وهي عناصر حيوية للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية والبنية التحتية للطاقة النظيفة.
إلا أن الهضبة تقع حاليا خارج أي منطقة اقتصادية حصرية، وتخضع لولاية السلطة الدولية لقاع البحر (ISA)، ما يفرض على البرازيل إثبات الترابط الجيولوجي بين الهضبة ورفها القاري، والتأكد من إمكانية التعدين دون إلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بالنظم البيئية البحرية.
الخبراء البيئيون يحذرون من مخاطر التعدين في المنطقة، التي تحتضن شعابا مرجانية وكائنات دقيقة لم تُدرس بعد. ويقول العلماء إن أي نشاط صناعي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على هذه النظم البيئية التي تطورت في عزلة لملايين السنين.
يؤكد هذا الاكتشاف على تعقيدات التوازن بين استغلال الموارد البحرية النادرة والحفاظ على التنوع البيولوجي، ويثير تساؤلات حول مستقبل التعدين العميق في البحار، خاصة في ظل تزايد الطلب العالمي على المواد اللازمة للبطاريات والطاقة النظيفة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
وفيات الأردن اليوم الجمعة 19-9-2025...
شهادة من أجل الوطن والشعب...
ولي عهد أبوظبي يشهد فعاليات يوم الإمارات في إكسبو أوساكا...
صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية...
أسعار النفط دون تغير يذكر وسط مخاوف بشأن الطلب...
الدولار يستقر مع ترقب مؤشرات مسار الفائدة والتركيز على بنك اليابان...