محمد بن زايد.. والموقف الخليجي

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) المواقف‭ ‬الثابتة،‭ ‬والبيانات‭ ‬العاجلة،‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتحركات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬جراء‭ ‬الاعتداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬السافر‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬القطرية‭ ‬وانتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬بالمصير‭ ‬الواحد‭.‬

وأمام‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ثمة‭ ‬موقف‭ ‬إماراتي‭ ‬خليجي،‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬والإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظ‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬الزيارات‭ ‬المكوكية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقة،‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مهم،‭ ‬وحملت‭ ‬دلالات‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭.‬

الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬قطر‭ ‬ثم‭ ‬البحرين‭ ‬ثم‭ ‬عمان،‭ ‬وقبلها‭ ‬بأسبوع‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬وقبلها‭ ‬بفترة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الكويت‭.. ‬زيارات‭ ‬أخوية‭ ‬وعلاقات‭ ‬تاريخية‭ ‬وتعاون‭ ‬مستمر‭ ‬وتوحيد‭ ‬في‭ ‬المواقف‭.. ‬ورسالة‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يتصور‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬سيادتها،‭ ‬والإساءة‭ ‬إليها،‭ ‬وستكون‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬صوتية‮»‬‭ ‬وتراجع‭ ‬وتردد‭ ‬على‭ ‬حسم‭ ‬الموقف‭.. ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬اليوم‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬يتصور‭ ‬أو‭ ‬يحلل‭ ‬الآخرون‭.. ‬إنها‭ ‬كتلة‭ ‬متماسكة‭ ‬وذات‭ ‬قرار‭ ‬حاسم‭ ‬وحازم‭.. ‬ولها‭ ‬مصالح‭ ‬كما‭ ‬للآخرين‭ ‬مصالح،‭ ‬ولن‭ ‬تتوانى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬ومصالح‭ ‬شعوبها‭ ‬ومستقبلها‭.‬

يخطئ‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالترويج‭ ‬والتحليل‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬ضعيفة،‭ ‬وأن‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬منه‭.. ‬هذا‭ ‬تحليل‭ ‬قاصر‭.. ‬الحوادث‭ ‬والمواقف‭ ‬تجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يعيد‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬تفكيره‭ ‬ومنهجه‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭.. ‬سيطرة‭ ‬اللوبي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬مقولة‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬ولا‭ ‬كاملة‭.. ‬صحيح‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬التأثير‭.. ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬اللوبي‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬والموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬له‭ ‬قوة‭ ‬وتأثير‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭.. ‬من‭ ‬يروج‭ ‬لغير‭ ‬ذلك‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬السياسة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.. ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬خليجي‭ ‬موحد‭ ‬له‭ ‬اعتبار‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭.. ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندركه‭ ‬جميعا‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وكما‭ ‬نشرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬فإن‭ ‬جولة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬الخليجية،‭ ‬غداة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬العاصمة‭ ‬الدوحة،‭ ‬هي‭ ‬قمم‭ ‬خليجية‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬تتوج‭ ‬بها‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬الأخوة‮»‬‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الأزمات‭.‬

جولة‭ ‬يجسد‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬الأخوة‮»‬،‭ ‬ويؤكد‭ ‬المعدن‭ ‬الأصيل‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وقيادتها‭ ‬الداعمة‭ ‬لعلاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬وأشقائها‭ ‬وتعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭.. ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬تأكيد‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬التحديات،‭ ‬كما‭ ‬حملت‭ ‬جولة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬المكوكية‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭. ‬

كما‭ ‬تؤكد‭ ‬عمق‭ ‬التنسيق‭ ‬الخليجي‭ ‬وتجسد‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬هي‭ ‬الدرع‭ ‬الأول‭ ‬لحماية‭ ‬الاستقرار‭ ‬وصون‭ ‬المنجزات‭.. ‬زيارات‭ ‬تحمل‭ ‬رسالة‭ ‬واحدة‭ ‬مفادها‭ ‬بأن‭ ‬البيت‭ ‬الخليجي‭ ‬متوحد‭ ‬وماضٍ‭ ‬بعزيمة‭ ‬قادته،‭ ‬وإرادة‭ ‬شعوبه‭ ‬وتماسكه‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وازدهاراً‭.‬

أما‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬دراسة‭ ‬فاعلية‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ومسارات‭ ‬السلام‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬والتفاهم‭ ‬وغيرها‭.. ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬وبعد‭ ‬حادثة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬قطر،‭ ‬ستكون‭ ‬محل‭ ‬إعادة‭ ‬هندسة‭ ‬سياسية،‭ ‬وسط‭ ‬مطالب‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية‭.. ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬تدركها‭ ‬أمريكا‭ ‬جيدا‭.. ‬كما‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬حكومة‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أصبح‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

MENAFN12092025000055011008ID1110055448

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.