
عهد جديد من العلاقات البحرينية المصرية
غير أن زيارة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء إلى مصر تعتبر نقلة نوعية في العلاقات البحرينية المصرية وفتحت آفاقا واسعة جديدة للعلاقات كما قال سموه أثناء اللقاء مع الرئيس السيسي.
بداية كان ملحوظا الحميمية الشديدة في اللقاءات التي جمعت سموه مع المسؤولين المصريين، والمشاعر الأخوية التلقائية الصادقة بلا تكلف من الجانبين.
كما كان ملحوظا الثقة الكبيرة والتقدير العالي المتبادل بين الجانبين. سمو ولي العهد رئيس الوزراء كان حريصا على أن يشيد بدور مصر العربي والدولي وبما حققته مصر من إنجازات في مختلف المجالات. والرئيس السيسي ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي كانا حريصين على الإشادة بما حققته البحرين من تقدم وإنجازات، وعلى الإشادة بدور البحرين العربي والعالمي وتأكيد أن هناك ثقة كاملة بأن البحرين ستكون خير معبر عن قضايا الأمة العربية في مجلس الأمن.. وهكذا.
هذه الثقة المتبادلة والتقدير العالي، هما القاعدة الراسخة للعلاقات الاستراتيجية بين البحرين ومصر في كل المجالات. هما أحد أكبر أسباب تميز العلاقات البحرينية المصرية باستمرار.
ولم يحدث من قبل أن تم توقيع كل هذا العدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين البلدين (14 مذكرة واتفاقا). هذه المذكرات والاتفاقيات شملت كل المجالات تقريبا.. الاقتصاد.. التجارة.. الاستثمار.. الصناعة.. السياحة.. الثقافة والآثار.. الشباب.. الخ الخ.
التعاون في كل هذه المجالات من شأنه أن يقود إلى تكامل استراتيجي بين البلدين بمعنى الكلمة، وينقل العلاقات ليس فقط الرسمية ولكن الشعبية أيضا وبين رجال الأعمال في البلدين الى آفاق أرحب واوسع.
كما أن الزيارة أبرزت وحدة مواقف البلدين من القضايا العربية الكبرى. البيان المشترك أكد أن أمن البحرين جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وضرورة حماية الأمن العربي عموما، والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه الدول العربية واهمية الحفاظ على استقرار الدول العربية ووحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية.
وبالطبع أكدت البحرين ومصر على الموقف الموحد من القضية الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ووقف الحرب في غزة.. وهكذا.
إذن مع زيارة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء وما أسفرت عنه من نتائج، تشهد العلاقات البحرينية المصرية نقلة نوعية جديدة.
الأمر المهم هنا أن الزيارة لها أهمية كبرى ليس فقط بالنسبة للعلاقات بين البلدين والشعبين، ولكن أيضا بالنسبة للدول العربية بشكل عام.
نعلم التحديات الجسيمة التي تواجهها الدول العربية في الوقت الحاضر والأزمات الكبرى التي تعصف بها، والأوضاع الكارثية التي تعيشها بعض دولنا. في هذه الظروف الدول العربية بحاجة إلى أعلى درجات التضامن والتكاتف والتعاون دفاعا عن أمنها وعن بقاء الدول العربية والحفاظ على كيانها.
وزيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لمصر بنتائجها والروح التي سادتها تقدم نموذجا من المفروض أن تحتذيه الدول العربية وتسير على نهجه إذا كان لها أن تواجه التحديات وتحافظ على امنها واستقرارها والأمن القومي العربي.
باختصار إذن، زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء دشنت عهدا جديدا من العلاقات البحرينية المصرية.. عهد من التكامل الاستراتيجي والتنسيق والتعاون الشامل، وتوثيق أكبر للروابط بين البلدين والشعبين، وتوحيد العمل إزاء القضايا العربية. كما قدمت الزيارة نموذجا للعلاقات تحتذيه الدول العربية.

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
لماذا رفعت المقاومة عصا موسى في مواجهة عربات جدعون؟
متناقضات إدارة ترامب
"بحر الثقافة" تناقش أهمية "جائزة المقال الإماراتي" وتأثيراتها
مصدر مسؤول يكشف لPNN: الرواتب الأحد، وهناك سيناريوهان للصرف
"دبي للثقافة" تختتم ورشة "التمثيل والإخراج في الفضاءات المفتوحة"
إضراب تاريخي لموظفي القطاع الصحي في إيطاليا تضامناً مع غزة