غييرمو ديل تورو .. يحرر فرانكشتاين العالِم المهووس بكائنه

(MENAFN- Al-Bayan) أطلق المخرج العالمي المكسيكي غييرمو ديل تورو أمس السبت في مهرجان البندقية السينمائي فيلمه المرتقب "فرانكشتاين" ذا الموازنة الضخمة، مشيرا قبيل عرضه العالمي الأول إلى أنه كان يحلم بإخراجه منذ الصغر.

وسبق لديل تورو أن فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان عام 2017 عن مخلوق آخر وُلِد على شاشات البندقية هو الكائن المائي في فيلم "ذي شايب أوف ووتر" The Shape of Water الذي نال عنه أيضا الأوسكار.

ويسعى فيلم ديل تورو إلى الفوز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، وهو من بين الأعمال الـ21 المتنافسة عليها.

وقال ديل تورو في مؤتمر صحافي قبل ساعات من عرض الفيلم السبت "كنت أتابع هذا المخلوق منذ صغري"،((فيكتور فرانكشتاين))، العالم العبقري المتغطرس الذي يبتكر مخلوقاً عبر تجربة علمية وحشية، تتحول إلى مأساة تودي بالمُبدع ومخلوقه معاً.

النسخة الجديدة من رواية فرانكشتاين للكاتبة البريطانية ماري شيلي، والتى تطرح رؤية مختلفة لوحش مختلف عن الصورة الكلاسيكية في الأفلام السابقة.

ويجسّد الفيلم مخلوقاً حزيناً ومرهفاً يتوق إلى المودة والمعرفة لكنّه يُواجَه بالرفض والكراهية، في تحوّل كبير عن النسخ السابقة التي كان يظهر فيها البطل في صورة وحش برأس مسطح وحذاء ثقيل.

ويضم طاقم العمل نخبة من النجوم، هم: أوسكار آيزاك، جاكوب إلوردي، ميا غوث، فيليكس كاميرر، ديفيد برادلي، لارس ميكلسن، كريستيان كونفيري، إلى جانب تشارلز دانس وكريستوف فالتز.

واضاف "انتظرتُ دائما أن تتوافر الظروف المناسبة لإنتاج الفيلم، سواء من الناحية الإبداعية أو من حيث تحقيق النطاق الذي أحتاج إليه لأجعله مختلفا، وأن يُنجز على نطاق يتيح إعادة بناء العالم بأسره".

وأشار إلى أنه يعاني في الوقت الراهن "اكتئاب ما بعد الولادة". ولم يكن من قبيل المصادفة أن يُقام العرض العالمي الأول للفيلم في ما يُعرف بـ"يوم فرانكشتاين"، وهو ذكرى ميلاد مؤلفة الرواية ماري شيلي في 30 أغسطس.

ويُقدّم الفيلم الذي يتولى بطولته أوسكار آيزك في دور فيكتور فرانكشتاين وجايكوب إلوردي في دور الكائن الذي ابتكره، مشهدا قوطيا جريئا.

ومن خلال تَتَبُع الفيلم العالِم المهووس بكائنه، يستكشف مواضيع الإنسانية والانتقام والإرادة الجامحة وعواقب الغطرسة.

منذ فيلم "فرانكشتاين" للمخرج جيمس ويل عام 1931 من بطولة بوريس كارلوف، تعددت الاقتباسات من الرواية.

وتراوحت هذه الاقتباسات بين تلك الجادة مثل "ماري شيليز فرانكشتاين" عام 1994 للمخرج كينيث براناه، وفيلم ميل بروكس الساخر "يونغ فرانكشتاين" عام 1974.

ورأى ديل تورو أن رواية ماري شيلي تحاول الإجابة عن سؤال "ما معنى أن تكون إنسانا؟".

وقال في المؤتمر الصحافي "أعتقد أن الفيلم يحاول إظهار شخصيات غير مثالية وحقنا في أن نبقى غير مثاليين، وحقنا في فهم بعضنا بعض في ظل أقسى الظروف".

وأضاف "ما مِن مهمة أكثر إلحاحا من الحفاظ على إنسانيتنا في زمن يتجه فيه كل شيء نحو فهم ثنائي القطب لإنسانيتنا".

منذ عام 2016، أعرب ديل تورو البالغ 60 عاماً عن شغفه بهذا المشروع، مؤكداً أنه يسعى إلى تقديم نسخة أقرب إلى الرواية الأصلية، بما في ذلك العناصر التي غالباً ما تُستبعد في النسخ السابقة مثل تسلسل القطب الشمالي.

ويقول صاحب ((بينوكيو)): ((ما كتبته ماري شيلي كان تجسيداً عميقاً للعزلة التي يعيشها الإنسان منذ الطفولة. دائماً ما حلمت بتقديم أعظم نسخة من فرانكشتاين، لكنني كنت أتردد لأكثر من 25 عاماً. بمجرد أن أحقق هذا الحلم، ينتهي حلمي كفنان، وهذا هو التحدي المأساوي لصانع السينما)).

ويُبرِز الفيلم مخاطر إساءة استخدام التقنيات الحديثة لكن ديل تورو قال إنّه لم يكن يفكر في الذكاء الاصطناعي عند كتابة النص، وأضاف "لست خائفاً من الذكاء الاصطناعي بل من الغباء الطبيعي لأنه أكثر انتشاراً بكثير... نعيش في زمن يسوده الخوف والترهيب بلا شك. والحل، الذي يمثل الفن جزءاً منه، هو الحب".

ويتنافس "فرانكشتاين" حالياً على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي أمام أعمال مثل لا خيار آخر" للمخرج بارك تشان ووك، بالإضافة إلى "صوت هند رجب" للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يدور حول اللحظات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب التي قتلها الاحتلال وعائلتها بقصف سيارة لجأوا إليها جنوب غرب مدينة غزة في 29 يناير/ كانون الثاني 2024.

ويُعرض الفيلم الذي أنتجته "نتفليكس" لوقت محدود في دور السينما فيأكتوبر، قبل أن يُتاح عبر الإنترنت في نوفمبر، و يعدّ هذا القرار ((سخياً)) مقارنة بالمعايير المعتادة للمنصة، بعد موجة استياء واسعة بين عشاق السينما الذين كانوا يخشون حرمان الشريط من الشاشة الكبيرة.

MENAFN31082025000110011019ID1109998519

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.