
في منفاها الإجباري... المصرية بسمة مصطفى ضحية للقمع والمطاردة
أعمل من جنيف، وأغطي نشاط الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. أركز على المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان ودبلوماسية السلام. درست التجارة والاقتصاد في جامعة لوزان قبل أن أتدرب كصحفي وأنضم إلى فريق سويس أنفو في عام 2021.
-
مقالات أخرى للكاتب (
القسم الفرن
-
English
en
Egyptian repression targets journalist even in exile
طالع المزيدEgyptian repression targets journalist even in exil
Deutsch
de
Journalistin Basma Mostafa, von Ägypten bis ins Exil verfolgt
طالع المزيدJournalistin Basma Mostafa, von Ägypten bis ins Exil verfolg
Français
fr
Basma Mostafa, cible de la répression égyptienne jusque dans son exil
الأصلي
طالع المزيدBasma Mostafa, cible de la répression égyptienne jusque dans son exi
عندما التقينا بسمة مصطفى في قاعة اجتماعات سرية، في مقر إحدى المنظمات غير الحكومية في جنيف، مساء يوم اثنين صيفي حار، لم يكن في وجهها المبتسم، ما ينم عن خوف دائم يسكنها. فهي صحفية استقصائية مصرية منفية في ألمانيا، وتعرضت منذ سنوات عديدة، للتهديد، والضغط، والمراقبة من جانب سلطات بلدها الأم.
وتُجسّد بسمة مصطفى اليوم، الكفاح ضد ما يُعرف بالقمع العابر للحدود الوطنية: وهي ظاهرة عالمية، تشمل أساليب ترهيب متنوعة، تهدف إلى إسكات الأصوات المنتقدة في الشتات. لكن لا شيء، كان يوحي بأنها ستضطلع بهذا الدور.
لمعرفة المزيد عن كيفية ظهور القمع العابر للحدود في سويسرا، اقرأ.ي مقالنا حول هذا الموضوع:
المزيد المزيد جنيف الدولية من القاهرة إلى جنيف: قصص عن مطاردة المعارضين خارج أوطانهمتم نشر هذا المحتوى على 19 أغسطس 2025 القمع الذي تمارسه الدول الاستبدادية في الخارج لا يستثني سويسرا. جنيف، عاصمة حقوق الإنسان، معرضة بشكل خاص لهذا القمع. وهو تهديد تتعامل معه السلطات بحذر.
طالع المزيدمن القاهرة إلى جنيف: قصص عن مطاردة المعارضين خارج أوطانه ناشطة نشأت في خضم الاضطراباتنشأت بسمة مصطفى في قرية ريفية، تبعد مسافة خمس ساعات بالسيارة عن القاهرة، حيث عاشت طفولة هادئة، بعيدة عن الهموم السياسية، ونضالات حقوق الإنسان الموجِّهة لعملها اليوم.
وحصلت نقطة التحول في عام 2011. في أعقاب الربيع العربي، حين اندلعت الثورة المصرية، ووجدت بسمة مصطفى، الطالبة آنذاك، نفسها عالقة في خضم الاضطرابات. وتتذكر ذلك قائلةً:“اعتقل الجيش والدي تعسفيا، في مارس 2011. واختفى لمدة أسبوعين”.
وذهبت، في محاولةٍ للعثور عليه، إلى ميدان التحرير، مركز الاحتجاجات. وقابلت هناك صحفيين ونشطاء، رجالا ونساء. وقالت“ألهمني عملهم.ن، وبفضلهم.ن، فهمتُ كيف يجري انتهاك حقوق الإنسان في مصر. ورأيتُ أن للصحافة تأثيرا حقيقيا. وهذا ما دفعني إلى اتباع هذا المسار”.
حققت الصحفية في انتهاكات الدولة، المتمثلة في الاختفاء القسري، والتعذيب، والإعدامات خارج نطاق القضاء، لعدة سنوات. وكان عملًا محفوفًا بالمخاطر. وتقول:“من الصعب جدًا إجراء هذا النوع من التحقيقات في مصر، حيث جرى اعتقالي مرتين”.
وشهدت مصر في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجنرال السابق المستولي على السلطة بانقلاب عام 2013، تفاقما في الاستبداد، اتسم بتركيز السلطة وإسكات الأصوات الناقدة. ووفقًا لمنظمة“مراسلون بلا حدود”، أصبحت البلاد“أحد أكبر سجون العالم، بالنسبة إلى الصحفيين”.
المنفىفي عام 2020، كانت بسمة مصطفى تُعد تحقيقا في حالة كانت بمثابة“القطرة التي أفاضت الكأس”، تتعلّق بجريمة قتل مزعومة لأب مصري، على يد ضابط شرطة في قرية قرب الأقصر. وقد أُلقي القبض عليها للمرة الثالثة، واختفت لمدة 24 ساعة، ووُجهت إليها تهم الانتماء إلى منظمة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة. وتقول:“كنت أواجه عقوبة سجن تصل إلى 25 عامًا؛ لذلك قررت الفرار”.
استغرقت رحلة الفرار تسعة أشهر تنقلت فيها بين كينيا، ولبنان. وعاشت مع زوجها، وابنتيهما في حالة من عدم اليقين. وسرعان ما اكتشفت العائلة أن مغادرة مصر لم تكن كافية للنجاة من قبضة النظام. وتقول:“ضايقنا عملاء مصريون طوال هذه الفترة”. ففي نيروبي، في الفندق الذي كانوا يقيمون.ن فيه، كان رجال يراقبونهم.ن، متمركزين أمام بابهم. وفي كل مرة كانت تمر فيها العائلة، كانوا يتكلمون في الهاتف، باللغة العربية، في محاولة لتخويفهم.ن.
وفي النهاية، حصلت الأسرة على حق اللجوء إلى ألمانيا. واعتقدت بسمة مصطفى، أنها وجدت الملاذ أخيرًا. وتقول:“كنتُ أعتقد حقًا أن كل شيء سينتهي، وأننا سنكون بأمان أخيرًا في ألمانيا”.
بداية الكابوسلم تدم هذه الطمأنينة طويلًا، إذ علمت بسمة مصطفى، في يوليو 2022، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، سيقوم بزيارة إلى برلين للقاء المستشار الألماني آنذاك، أولاف شولتز. وحاولت بسمة مصطفى، التسجيل للمؤتمر الصحفي، لكن رُفض طلبها.“ادّعَوْا تأخير التسجيل، وهو ادّعاء كاذب. شعرتُ بغضب شديد، وأدركتُ أنه حتى هنا، يمكن للسلطات المصرية إعاقة عملي”. واكتفت بالمشاركة في مظاهرة في يوم الزيارة، حين جرى استهدافها مجددا.
لقد أحاط بها عدة رجال ناطقين بالعربية، وشتموها، ولكمها أحدهم في وجهها. تقول:“تغير كل شيء، منذ ذلك اليوم، بالنسبة إلي في ألمانيا، وأصبحت حياتي كابوسًا، لا يزال مستمرًا، حتى اليوم”.
وازدادت محاولات الترهيب، وتلقت بسمة مصطفى وأقاربها، تهديدات جديدة، واخترقت حساباتها، على مواقع التواصل الاجتماعي. وخلال رحلتها الأولى إلى جنيف العام الماضي، لحق بها رجال إلى فندقها، وهددوها بالاعتقال، وسيطر عليها الخوف، والشعور بالعزلة.
وتتجنب بسمة مصطفى تجمعات الجالية المصرية في الخارج. وقالت:“أعزل نفسي لحماية أحبائي، وأيضًا لتجنب المواجهات العنيفة في الأماكن العامة. وأخشى أن ينعتني أحد الغرباء بالخائنة أمام بنتيَّ. لقد كثرت الأسئلة التي وجهتاها لي: لماذا دخلتِ السجن؟ ولماذا اضطررنا لمغادرة مصر؟ متى سنرى جدتي مجددًا؟”.
اعتراف متأخرأثارت قضية بسمة مصطفى، انتباه خمسة مقررين ومقررات خاصين.ات، لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إذ استنكر هؤلاء في رسالة مؤرخة في ديسمبر 2024،“المضايقات المستمرة، والقمع العابر للحدود” الذي تتعرض له الصحفية، ودعوا.ن السلطات المصرية، إلى وضع حد لذلك.
المزيد المزيد جنيف الدولية جنيف الدوليةجنيف الدولية عالَمٌ في حدّ ذاتها. نأخذك عبر نشرتنا الإخبارية، في رحلة تغطّي مختلفَ جوانب هذه المدينة السويسرية العالمية.
طالع المزيدجنيف الدوليواستمر نشاطها في برلين، حيث شاركت في تأسيس مؤسسة دعم القانون والديمقراطية، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بتعزيز مبادئ الديمقراطية في مصر، والشرق الأوسط، وتدعم الأشخاص المنتهَكة حقوقهم.ن.
ونددت مفوضة حقوق الإنسان في الحكومة الألمانية، في أبريل، بقمع بسمة مصطفى، وهي الآن تنتظر نتائج القضاء الألماني، الذي يجري العديد من التحقيقات.
وتقول:“لم أفقد الأمل؛ قبل ثلاث سنوات، شعرتُ وكأنني أتحدث في فراغ، وأن لا أحد يفهم ما أمرّ به. واليوم، يدرك المزيد من الناس، مشكلة القمع العابر للحدود. ويمنحني ذلك الشجاعة”.
المزيد المزيد شؤون خارجية سنوات الغَضَبتم نشر هذا المحتوى على 07 نوفمبر 2021 القضية الغريبة ليوسف ندا، ودورُ سويسرا في“الحرب على الإرهاب”. إسترجاع للذكريات بعد عشرين عاما.
طالع المزيدسنوات الغَضَتحرير: إيموجين فولكس وسامويل جابيرغ
ترجمة: مصطفى قنفودي
التدقيق اللغوي: لمياء الواد

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
باش هاوس تعالج واحدة من أندر المشكلات التقنية على منصات ميتا لشركة بلاك أند الكويتية
شاهد.. وفاة حارس مرمى بعد تصديه لركلة جزاء
تزامنًا مع عمرة المولد النبوى الشريف.. ملايين المعتمرين فى صحن الطواف.. تسهيلات لمؤدى المناسك عبر نسك عمرة.. إمكانية تصميم الباقات وفق رغبات المعتمر.. والسعودية: أكثر من 15 مليون معتمر خلال الربع الأول 2025
واشنطن تكتفي بالتعازي... ولا قرار حول المساعدات بعد زلزال أفغانستان
وزارة الصحة: تراجع متوسط انتظار الحضانات من 20 ساعة إلى 7 ساعات
القنوات الناقلة لمباراة الأردن وتايبيه في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاما