
تكساس.. لماذا أصبحت إمبراطورية النفط التي تشعل اقتصاد أمريكا؟
تكساس ليست مجرد ولاية عادية في الولايات المتحدة، بل هي عملاق عالمي في إنتاج النفط، حيث تنتج حوالي 6.3 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، وهو ما يمثل أكثر من 40% من إنتاج النفط في الولايات المتحدة، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، يعود هذا التفوق إلى موقعها الجغرافي الفريد وخصائصها الجيولوجية.
يركز إنتاج النفط في تكساس بشكل رئيسي في منطقة تُعرف بحوض البرميان، التي تمتد عبر غرب الولاية ووصولًا إلى جنوب شرق نيو مكسيكو. يُعد حوض البرميان من أغنى الأحواض النفطية في العالم، وهو يعود إلى العصر البرمي الذي شهدته الأرض منذ حوالي 299 إلى 252 مليون سنة. خلال هذه الحقبة الزمنية، كان حوض البرميان مغمورًا تحت بحر داخلي واسع، غني بأنواع كثيرة من الكائنات البحرية مثل الطحالب والعوالق الدقيقة، والتي بعد موتها، تراكمت تحت طبقات رسوبية وأصبحت المصدر الرئيسي للنفط الحالي وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
ميزة حوض البرميان لا تقتصر فقط على تاريخه الجيولوجي، بل أيضًا على تركيبته الصخرية المعقدة التي تضم عدة طبقات نفطية في أعماق مختلفة، ما يسمح بانتاج النفط والغاز من عدة مستويات صخرية عبر نفس البئر. وهذا يعني أن الحفر في هذه المنطقة أكثر إنتاجية وأقل تكلفة مقارنة بمناطق أخرى (بحسب تقرير وول ستريت جورنال، 2025). بالإضافة إلى ذلك، أدت التقنيات الحديثة مثل التكسير الهيدروليكي (الهيدروفراكينج) والحفر الأفقي إلى فتح آفاق جديدة لاستخراج النفط من صخور صلبة كان يُعتقد سابقًا أنها غير صالحة للإنتاج.
لم يكن النجاح النفطي في تكساس وليد اللحظة الحالية فقط، بل يرجع إلى قرن من الزمن. في 10 يناير 1901، شهد حقل سبيندليتوب في تكساس تدفقًا غير مسبوق للنفط، حيث تفجرت نافورة من النفط ارتفعت إلى أكثر من 30 مترًا في الهواء، وبلغ إنتاج الحقل حوالي 100,000 برميل يوميًا لمدة تسعة أيام متواصلة. هذا الحدث أثار طفرة نفطية حقيقية في الولاية، وجذب موجة كبيرة من الاستثمارات والمستثمرين، وأسهم في تأسيس شركات كبرى مثل Gulf Oil وTexaco .
تصريحات دونالد ترامب حول صناعة النفط في تكساس
في السنوات الأخيرة، لم تغب صناعة النفط في تكساس عن الساحة السياسية، حيث تعتبر حجر الزاوية في الاقتصاد الوطني والسياسة الأمريكية للطاقة. في خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ولاية تكساس خلال يوليو 2025، أكد على أهمية صناعة النفط في الولاية، وقال: "منذ انتخابي، تضاعف إنتاج النفط والغاز في حوض البرميان أكثر من الضعف. نحن نعيد أمريكا إلى مكانتها كقائد عالمي في مجال الطاقة."
التحديات البيئية والاقتصادية
رغم النجاح الكبير الذي تحققه صناعة النفط في تكساس، إلا أنها تواجه تحديات بيئية جسيمة لا يمكن تجاهلها. يُعد حوض البرميان من بين أكثر الحقول النفطية تلويثًا في العالم، حيث أظهرت البيانات أن الحقل أنتج أكثر من 200 مليون طن من غازات الاحتباس الحراري في عام 2022 فقط، وهو رقم يثير مخاوف نشطاء البيئة حسب تقرير لنيويورك تايمز.
علاوة على ذلك، فإن عملية استخراج النفط والغاز تولد كميات ضخمة من مياه الصرف الصناعي التي قد تحتوي على ملوثات خطيرة، حيث تنتج حقول النفط في تكساس أكثر من 12 مليار برميل من مياه الصرف سنويًا، منها حوالي 4 مليارات برميل فقط تأتي من حوض البرميان.
هذا الوضع يجعل من الضروري تطوير استراتيجيات وتقنيات أكثر استدامة للحد من تأثيرات الصناعة النفطية على البيئة، خصوصًا مع تصاعد الحديث العالمي حول التغير المناخي والضغط المتزايد على الحكومات والشركات لتحويل مصادر الطاقة إلى البدائل النظيفة.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.
الأخبار الأكثر تداولاً
الأردن.. ضبط سائقي شاحنة تبادلا القيادة أثناء السير في المفرق...
تفوق إماراتي وكوري في الجولة الافتتاحية لدوري أبطال آسيا للنخبة...
كسوف الشمس.. كيف تعرف ناسا الزمان والمكان بدقة مذهلة؟...
خبير تقني يحذر : ميزة على جميع مستخدمي آيفون وخاصة الفتيات تعطيلها...
الأردن يفوز برئاسة الهيئة الاستشارية لجمعيات البنوك العربية...
الاحتلال يستولي على 140 دونما من أراضي عناتا شمال القدس المحتلة...