أصداء على مقالة جلالة الملك حول حل الدولتين

(MENAFN- Alghad Newspaper)
د. شهاب المكاحلة







في مقالة رأي نشرتها صحيفة الـ "واشنطن بوست" في 14 نوفمبر 2023، طالب جلالة الملك عبدالله العالم الالتزام بالمعايير الإنسانية قبل الوصول الى نقطة الانهيار الأخلاقي للجميع، وهي إشارة إلى الدول الكبرى من أجل الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها السافر على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
الرسالة الثانية التي حملتها مقالة الملك عبدالله الثاني تتمثل في حق الشعب الفلسطيني والإسرائيلي بحياة كريمة وبمجتمع آمن، مؤكدا وقوف الأردن الى جانب الفلسطينيين في العيش مثلهم مثل باقي شعوب المنطقة بأمن وسلام في دولة مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة.
ففي عالم تسوده الصراعات والانقسامات، ظهر جلالة الملك عبد الله الثاني كصوت العقل والأمل بدعوته مجددا إلى حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين ليس فقط لأهمية ذلك من الناحية الجيوسياسية، بل لان ذلك يعد انتصارا لإنسانيتنا المشتركة كونه يتجاوز تعقيدات السياسة الإقليمية، ويؤكد على القيمة العالمية للعدالة، والتعايش، والرخاء المشترك. ولا يعتبر الملك عبدالله هذا الحل ضرورة سياسية فحسب، بل يعتبره ضرورة أخلاقية تعكس تطلعات الناس في جميع أنحاء العالم.
وتتردد أصداء كلمات الملك على مستوى العالم وهو يرسم رؤية يصبح فيها حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي رمزا لقدرة الإنسانية على التغلب على العداوات العميقة الجذور. إن الدعوة إلى حل الدولتين هي بارقة أمل في عالم غالبا ما تلقي فيه الانقسامات بظلالها على القرارات الدولية خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وتمثل دعوة الملك عبدالله إلى حل الدولتين شهادة على القيادة الحكيمة إذ يظهر الالتزام بمستقبل تعطي فيه الدول الأولوية للحوار على الخلاف، والتعاطف على العداوة. ومن خلال التأكيد على الإنسانية المشتركة في هذا الصراع، يطالب الملك القادة في جميع أنحاء العالم للتفكير فيما هو أبعد من المصالح المباشرة والنظر في الصالح العام للإنسانية جمعاء.
فحل الدولتين يتماشى مع الفهم بأن الأمن المستدام للإسرائيليين والحياة الكريمة للفلسطينيين مترابطان وهذا أمر أكده جلالته في أكثر من مناسبة: الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن أن يزدهرا إلا من خلال التعاون والتعايش.
ومن خلال تأطير حل الدولتين باعتباره انتصارا لإنسانيتنا المشتركة، يتحدى الملك عبدالله بشكل غير مباشر قوى التطرف والكراهية. فوفق أراء عدد من صناع القرار في واشنطن فإن الملك عبدالله يعتبر شخصية عالمية مؤثرة وتأتي كلماته بمثابة جرس إنذار للجميع للاطلاع بواجباتهم الإنسانية بغض النظر عن انتماءاتهم الجيوسياسية، للعب دور حاسم في تشكيل عالم يكون لانتصار الإنسانية المشتركة الأسبقية على الخلافات السياسي ولقطع الطرق على قوى التطرف.
خطاب الأردن وجلالته عقلانيان لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي تحول في العقدين الماضيين الى صراع إسرائيلي فلسطيني. فالطريق إلى حل الدولتين محفوف بالتحديات، ولكن رؤية الملك عبدالله هي بمثابة المنارة لبناء جسور الثقة بين الشعوب لأنها تختصر إجراءات بناء الثقة لإنهاء الصراع الذي امتد لأكثر من 75 عاما، وفق ما يقوله صناع السياسة الأميركيين.

MENAFN16112023000072011014ID1107437310

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار