الكويت - صانع الدمى عرض احترافي

(MENAFN- Al-Anbaa)

الدوحة - مفرح الشمري

ضمن عروض مهرجان الدوحة المسرحي 34، قدمت فرقة الدوحة عرضا مسرحيا بعنوان «صانع الدمى» يحمل بين طياته أبعادا فلسفية وتحولات تلامس واقعنا الذي نعيشه والمليء بالكثير من المآسي التي يكون ضحيتها الإنسان، فمن شدة تلك المآسي نجد بعض البشر يفقدون الاحساس نهائيا مهما كانت قوة الاحداث التي تمر عليهم.

في هذا الإطار تسير احداث المسرحية التي كتبها جمال عبدالله ومن بطولة واخراج فالح فايز بمشاركة الفنانة المميزة حنان صادق وتصدى لتصميم السينوغرافيا المخرج القدير عبدالرحمن المناعي، بينما كان مساعد مخرج إبراهيم محمد، وخليفة جمعان تصدى للمؤثرات الموسيقية وتم عرض المسرحية في مسرح الدراما في الحي الثقافي «كتارا».

تدور احداث المسرحية في زمن الحروب التي نراها حاليا في دول العالم ومايترتب عليها من آلام ومآس تفقد الطمأنينة والأمان للبشر الذين يلجأون الى السراديب للحماية من ويلات الحرب واسلحتها الفتاكة التي يروح ضحيتها مئات البشر.

بين البقاء ورفض الرحيل، دارت احداث المسرحية بين زوجين، فالزوج «صانع الدمى» يرفض الرحيل عن مكانه بينما زوجته ترغب في الرحيل لشدة القصف على منزلهما والمنازل القريبة، فيختار الزوج النزول في «السرداب» المليء بكراتين الدمى الذي يسترزق منها لعل وعسى ان يحميه هو وزوجته من القصف وعلى الرغم من تضرر السرداب واصرار زوجته على ترك البيت الا ان «صانع الدمى» يبقى صامدا حتى نهاية المسرحية التي تمثلت في موتهما معا في السرداب نتيجة القصف الوحشي الذي نراه في بعض الحروب التي تستهدف حياة الانسان وليس أماكن اخرى.

فكرة المسرحية جميلة جدا وتؤكد ان حب الوطن اغلى ما يمكن ان يحمله البشر في قلوبهم على الرغم من المعاناة في ظل هذه الحروب.

ونجح المخرج فالح فايز بتوصيل فكرة المسرحية لكونه بطل المسرحية ويعرف جيدا أبعاد شخصيته وساعده في ذلك فريقه الفني بقيادة القدير عبدالرحمن المناعي الذي اعطى للمسرحية اضافة اخرى بتصميمه للسينوغرافيا التي كانت متماشية مع احداث المسرحية من خلال الاضاءة الجميلة والمؤثرات الموسيقية التي اعطت المسرحية بعدا انسانيا قلما نراها في اعمال أخرى وذلك بسبب تكاتف الجميع لاظهار العمل بالشكل اللائق خصوصا في مشاهد سقوط الكراتين على «صانع الدمى» والتي تم تنفيذها بشكل احترافي لافت للنظر.

لحظات الصمت التي تكررت في مشاهد متعددة في المسرحية، جاءت مكملة لاحداث العرض الذي يتطلب مثل هذه اللحظات في ظل ما نعيشه من ويلات الحروب المستمرة حتى اليوم، هذه اللحظات الصامتة مطلوبة لنعرف الى اين نحن ذاهبون وما يحدث حولنا! ما يميز هذا العرض الاداء التمثيلي الذي كان بمثابة مباراة فنية بين فنان قدير بحجم فالح فايز وفنانة تعرف من أين تؤكل الكتف بحجم حنان صادق، هذا الاداء كان لافتا للجميع وذلك لتميزهما بسرعة البديهة والتعامل مع الحدث بكل ثقة وتحولهما من الاداء الكوميدي الراقي الى الاداء التراجيدي باسلوب جميل وغير متصنع وهذا التحول الجميل استحق عليه الفنانان فالح فايز وحنان صادق التصفيق من قبل الجمهور المتواجد في العرض.

فشكرا لاسرة المسرحية والشكر موصول لفرقة الدوحة العريقة على انتقائها مثل هذه النصوص التي تحاكي آلام البشر.

MENAFN25032022000130011022ID1103916131

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

آخر الأخبار