أشرف عبد العال يكتب: التمويل الدولي للمشروعات أصبح لاعبا أساسيا في زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر: دروس مهمة من الكوميسا
تقرير الاستثمار في الكوميسا 2025 الصادر عن الأونكتاد بالتعاون مع أمانة الكوميسا ووكالة الاستثمار الإقليمية (RIA)، بيقدم صورة واضحة جداً للتحول ده، وبيسلّط الضوء على جوانب إيجابية مهمة في المنطقة.
موضوعات متعلقة مؤمن سليم يكتب: مصر وصندوق النقد الدولي.. تاريخ وعِبَر (2) مؤمن سليم يكتب: مصر وصندوق النقد الدولي.. تاريخ وعِبَر (1) حسين عبدربه يكتب: رسالة لبعثة صندوق النقد..“المواطن يريد تنمية لا نموًا فقط” سنة فارقة في تاريخ التمويل الخارجي للكوميسافي 2024، تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للكوميسا وصلت لحوالي 65 مليار دولار، بزيادة ضخمة 154%، مقارنة بالسنة اللي قبلها، وده رغم إن الاستثمار الأجنبي عالمياً كان في تراجع، الاستثمار الأجنبي المباشر بقى لأول مرة أكبر مصدر للتمويل الخارجي للمنطقة، وعدّي تحويلات العاملين في الخارج، والمساعدات الإنمائية الدولية، واستثمارات المحافظ المالية.
صحيح إن صفقة رأس الحكمة في مصر كان ليها دور كبير، لكن الصورة الكاملة أوسع من كده بكتير. التقرير بيبين أن مشروعات التمويل الدولي في الكوميسا زاد بأكثر من 50٪، وده أعلى مستوى خلال 10 سنوات وحتى لو شيلنا مشروع رأس الحكمة من الحسابات، تدفقات الاستثمار للكوميسا سوف تظل مرتفعة حوالي 16٪ مقارنة بالعام السابق، يعني في زخم حقيقي على مستوى الإقليم كله، مش مجرد حالة استثنائية
اللافت كمان إن الكوميسا استحوذت في 2024 على حوالي 80٪ من إجمالي التمويل بالمشروعات في أفريقيا، ونحو 9٪ من التمويل العالمي بالمشروعات، في وقت التمويل ده كان بيتراجع عالمياً. ده مؤشر قوي على إن المنطقة أصبحت لاعبا مهما في استثمارات البنية التحتية والطاقة.
ليه التمويل بالمشروعات بيكسب أرض؟
فيه كذا سبب رئيسي ممكن يخلي التمويل بالمشروعات ياخد الدور ده في دول الكوميسا:
أولاً: التركيز الواضح على البنية التحتية والطاقة المتجددة.دول الكوميسا ركزت بشكل كبير على مشروعات الكهرباء، والطاقة الشمسية والرياح، وشبكات النقل، والإنشاءات الكبرى. القطاعات دي بطبيعتها محتاجة تمويل طويل الأجل وضخم، وده اللي بيخلي التمويل بالمشروعات هو الأداة الأنسب. التقرير بيأكد إن قيمة التمويل بالمشروعات في الكوميسا قربت من الضعف ووصلت لحوالي 79 مليار دولار في 2024، وده أعلى مستوى خلال عقد كامل، مدفوع أساساً بتمويل المشروعات في مجال الطاقة المتجددة والإنشاءات
ثانياً: تغيّر سلوك الشركات متعددة الجنسيات.شركات كتير عالمياً بقت أكثر حذر في إنشاء مصانع ضخمة جديدة، وبتتجه لنماذج أخف من حيث الأصول، وخدمات رقمية، وإعادة هيكلة سلاسل الإمداد. ده قلل دور الاستثمار الصناعي التقليدي، وفي المقابل زوّد أهمية الاستثمار في الخدمات والبنية التحتية. في الكوميسا، ده انعكس في تراجع نصيب التصنيع، مقابل صعود قوي للاستثمار المرتبط بالبنية التحتية، اللي التمويل بالمشروعات عنصر أساسي فيه.
ثالثاً: تطور دور شركاء التنمية.المساعدات التقليدية بقت أقل، وفي المقابل زاد الاعتماد على أدوات زي التمويل المختلط، والضمانات، والتأمين ضد المخاطر، والشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص. الأدوات دي بتشجع دخول رأس المال الخاص في مشروعات تنموية، وبتخلي التمويل بالمشروعات قناة رئيسية للاستثمار، خصوصاً في قطاعات مرتبطة بأهداف التنمية المستدامة.
نقاط قوة واضحة... مع تحديات لازم تتدارك
التقرير بيوضح نقاط إيجابية مهمة:. الكوميسا كانت أسرع تكتل إقليمي نمواً في الاستثمار الأجنبي المباشر عالمياً في 2024.
. الاستثمار في القطاعات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة زاد، وقيمة مشروعات الطاقة المتجددة تحديداً سجلت قفزات كبيرة.
. عدد وقيمة مشروعات البنية التحتية الممولة دولياً زادوا بنسبة 76٪ و62٪ على التوالي.
. المنطقة أظهرت مرونة عالية أمام الصدمات العالمية، مقارنة بمناطق تانية.
في نفس الوقت، فيه تحديات واضحة: تركّز الاستثمارات في عدد محدود من الدول، ومخاوف تتعلق بإدارة المخاطر والديون، وجودة حوكمة المشروعات. لكن دي تحديات إدارية ومؤسسية، مش ضعف في جاذبية الاستثمار نفسها.
التنافس على استثمارات المستقبللو الاتجاه ده استمر،التمويل بالمشروعات ممكن يبقى القناة الأساسية للاستثمار الأجنبي المباشر في دول كتير نامية. تجربة الكوميسا بتدينا لمحة مبكرة عن المستقبل ده.
النجاح في جذب استثمارات العقد الجاي مش هيعتمد بس على الحوافز، لكن على:
. إعداد قوي وجاهز للمشروعات،
. أطر واضحة لتقاسم المخاطر،
. تعاون أعمق بين الحكومات، ومؤسسات التمويل الإنمائي، والقطاع الخاص.
الخلاصة ببساطة: في عالم مليان عدم يقين، الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول النامية هييجي أكتر وأكتر في صورة مشروعات واضحة وممولة كويس. والكوميسا، بالأرقام والوقائع، بتثبت إنها واحدة من المناطق اللي ماشية في الاتجاه الصح
طيب... إيه المطلوب عشان الكوميسا تحافظ على الزخم ده؟
تقرير الاستثمار في الكوميسا 2025 مش بس رصد الأرقام، لكنه كمان طرح خريطة طريق واضحة إزاي المنطقة تحافظ على الأداء القوي ده وتحوّله لنمو مستدام وأكثر شمولاً
أول توصية أساسية: توسيع قاعدة الاستثمار وتقليل التركز.رغم الأداء القوي، التقرير بيشير إن حوالي 90٪ من تدفقات الاستثمار رايحة لخمس دول بس. المطلوب المرحلة الجاية هو مساعدة باقي الدول إنها تدخل خريطة الاستثمار، خصوصاً من خلال مشروعات متوسطة الحجم في الطاقة، والخدمات، والبنية التحتية المحلية. ده مش بس هيقلل المخاطر، لكنه كمان هيخلق فرص تنمية أوسع داخل الإقليم.
ثانياً: تعميق التكامل الإقليمي وزيادة الاستثمار البيني.الاستثمار داخل الكوميسا لسه ضعيف، وما بيتعدّيش 3٪ من عدد المشروعات وقرابة 6٪ من قيمتها. التقرير بيوصي بتمكين الشركات الإقليمية، خصوصاً الشركات الصغيرة والمتوسطة، إنها تستثمر عبر الحدود داخل الكوميسا. ده عنصر أساسي لبناء سلاسل قيمة إقليمية أقوى وأكثر مرونة.
ثالثاً: البناء على النجاح في الطاقة المتجددة والبنية التحتية.الطفرة اللي حصلت في التمويل بالمشروعات، خصوصاً في الطاقة والإنشاءات، محتاجة تتحوّل لاستراتيجية طويلة الأجل. التقرير بيوصي بتوسيع المحافظ الجاهزة للمشروعات، وتحسين إعدادها الفني والمالي، علشان تفضل الكوميسا وجهة مفضلة للتمويل الدولي، حتى في أوقات التشدد المالي عالمياً.
رابعاً: توسيع الاستثمار في القطاعات المرتبطة بالتنمية المستدامة.التقرير بيعتبر إن الزيادة في مشروعات الصحة، والتعليم، والمياه، والطاقة النظيفة نقطة قوة حقيقية. المطلوب هو استخدام أدوات زي التمويل المختلط والشراكات بين القطاعين العام والخاص علشان جذب استثمارات أكتر للقطاعات دي، اللي ليها أثر مباشر على النمو وفرص العمل وجودة الحياة.
خامساً: تحديث الإطار القانوني وتحسين بيئة الاستثمار.من النقاط الإيجابية إن دول الكوميسا، بدعم من الأونكتاد، شغالة على تحديث اتفاقية الاستثمار الإقليمية (CCIA)، ومواءمتها مع مفاهيم التنمية المستدامة. التقرير بيوصي باستكمال الإصلاحات دي، وتحديث اتفاقيات الاستثمار الثنائية، وتحسين الشفافية وتسهيل الإجراءات، خصوصاً من خلال الحلول الرقمية.
سادساً: الاستثمار في البيانات والمتابعة.التقرير بيؤكد إن فيه فجوات في بيانات الاستثمار بتقلل من تقدير الأداء الحقيقي للمنطقة. تحسين نظم البيانات، ومتابعة المشروعات، وتقييم الأثر، كلها عناصر ضرورية لصنع سياسات أفضل وجذب مستثمرين أكتر.
الخلاصة
رسالة تقرير الكوميسا واضحة:المنطقة حققت خطوات مهمة في وقت عالمي صعب، خصوصاً في التمويل بالمشروعات والطاقة والبنية التحتية. المرحلة الجاية مش محتاجة تغيير اتجاه، لكنها محتاجة تعميق الإصلاحات، وتوسيع المشاركة، وتحويل النجاح الحالي لمسار طويل الأجل.
لو ده حصل، الكوميسا مش بس هتحافظ على مكانتها كأحد أسرع الأقاليم نمواً في الاستثمار الأجنبي المباشر، لكنها كمان ممكن تبقى نموذجا عمليا.. إزاي الدول النامية
تستخدم التمويل بالمشروعات كأداة للتنمية، مش مجرد مصدر تمويل.
بقلم:د- أشرف عبد العالمسئول اقتصادي بمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية والقائم علي إعداد تقرير الاستثمار في الكوميسا 2025.
إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط
وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي
تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا
من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما
يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام
مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

Comments
No comment