ظنه الغواصون ورقة شجر.. فكان شيئاً أغرب بكثير

(MENAFN- Al-Bayan) شهد ساحل نوفا سكوشا في كندا اكتشافا لافتا أثار دهشة الغواصين والباحثين على حد سواء، بعد رصد أعداد من حلزون بحري نادر يعرف باسم Elysia chlorotica أو "الإليزيا الزمردية الشرقية"، وهو كائن يمتلك قدرة فريدة على استخدام التمثيل الضوئي لإنتاج الطاقة، في ظاهرة لا تزال تحيّر العلماء حتى اليوم.

وبدأت القصة عندما كانت الغوّاصة إيلي أوف ذ نورث، المشرفة على مجموعة Snorkel Nova Scotia، تمارس الغوص قرب هاليفاكس، وفي تصريح لهيئة الإذاعة الكندية CBC، قالت إنها ظنّت في البداية أنها ترى ورقة شجر متعفّنة تطفو على الصخور البحرية، لكن مرورها المتكرر بجانب الكائن دفعها للتدقيق أكثر لتكتشف أنه حلزون بحري: "بدأت أصرخ: هناك حلزون بحري هنا! لم أصدق ما رأيته".

ويُعرف هذا النوع بقدرته على سرقة البلاستيدات الخضراء من طحلب Vaucheria litorea الذي يعد غذاءه الرئيسي، وما إن يلتهم الحلزون الطحلب، حتى تستقر البلاستيدات الخضراء في جسمه وتبدأ بالعمل داخله لإنتاج الطاقة عبر التمثيل الضوئي، وهو ما يمنحه لونا أخضر لامعا وشكلا يشبه الورقة تماما، مع تفاصيل دقيقة تشبه العروق، ما يوفر له تمويها طبيعيا فعالا، إلا أن هذا اللون لا يدوم طويلا، إذ يتحول تدريجيا إلى الرمادي.

هانتر ستيفنز، عالم الأحياء في جمعية المتنزهات البرية الكندية وعضو في مجموعة أوف ذ نورث، شبّه الظاهرة بما لو أن "الإنسان تناول كمية كبيرة من السبانخ ثم جلس تحت الشمس لساعة واحدة دون حاجة للطعام لأيام".

وأضاف أن هذه الحلزونات تقوم عمليا بالأمر ذاته، ما يجعلها واحدة من أغرب الكائنات البحرية المكتشفة.

واللافت أكثر أن الحلزون يتغذى على الطحالب فقط في المراحل الأولى من حياته، فيما تستمر البلاستيدات في العمل طوال حياته، ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن E. chlorotica قد تقضي فترات طويلة دون تعرّض للشمس، ما يجعل آلية اعتمادها على التمثيل الضوئي غير مفهومة بالكامل.

وبعد اكتشاف أوف ذ نورث، خرج ستيفنز للبحث في الموقع نفسه وعثر على مئات الأفراد من هذا الكائن، في مشهد نادر الحدوث.

وأشار في منشور على وسائل التواصل إلى امتلاك الحلزون قدرات تجديدية مدهشة، إذ أظهرت دراسات مخبرية أنه قادر على إعادة تكوين جسمه كاملا حتى بعد قطع الرأس.

ورغم انتشار هذا النوع على طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية من نوفا سكوشا حتى جنوب فلوريدا، يؤكد الباحثون أن تجمعاته "عابرة" وتظهر وتختفي دون نمط واضح، ما يصعّب على العلماء دراسته، سواء في بيئته الطبيعية أو في المختبر، خاصة أنه يتطلب ظروفًا بيئية وغذائية محددة للغاية.

ويرى العلماء أن فهم آليات التمثيل الضوئي لدى هذا الحلزون قد يفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية في مجالات التكنولوجيا النظيفة، والعلاجات الدوائية، وتجديد الأنسجة. لكن "هذه الملائكة الزمردية"، كما يصفها ستيفنز، لا تزال تحتفظ بالكثير من أسرارها.

MENAFN09122025000110011019ID1110456674

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث