الترفيه جودة تتصاعد وتنوع يصنع الفارق

(MENAFN- Al Watan) في السنوات الأخيرة، أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة إقليمية وعالمية للترفيه الحديث، بعد أن أحدثت هيئة الترفيه نقلة نوعية في مفهوم الفعاليات، وجودة التجربة المقدَّمة للزوّار. لم يعد الترفيه نشاطًا هامشيًا أو فعالية عابرة، بل أصبح صناعة متطورة تُسهم في بناء جودة الحياة، وترسم صورة جديدة للمملكة في الخارج، وعنصرًا مهمًا في الاقتصاد الوطني، وهذا يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
ومع كل عام، يتجدد هذا الحضور اللافت عبر موسم الرياض الذي بات هوية قائمة بذاتها، تُبهر الزائرين بتنوّع مواقع فعالياته، ودقّة تنظيمه، وابتكاره المستمر في خلق تجارب جديدة. ومن أبرز شواهد هذا التطور في الموسم الحالي اختيار الموقع المميز ((ذا جروفز – The Groves)) في حي الرفيعة اختيارٌ مدروس يبرهن على أن هيئة الترفيه تتجه إلى التنوّع في المواقع، والحرص على نشر الفعاليات في مناطق مختلفة من العاصمة، بما يحقق عدالة الوصول، ويمنح الأحياء القديمة مساحة من الاهتمام والضوء.
عند زيارتي موقع ((ذا جروفز))، وجدتُ نفسي أمام مشهد متكامل يجمع بين حسن التنظيم، وجودة الأداء، ورؤية فنية واضحة. كل شيء يشير إلى أن العمل لم يكن مجرد فعالية افتُتحت، بل تجربة مكتملة التفاصيل:
. تنظيم حركة الدخول والخروج بانسيابية عالية على الرغم من كثافة الزائرين.
وبعد الدخول، نجد أن ((ذا جروفز)) تجارب تصنع بصمة جديدة للترفيه السعودي.
فقد جاءت هذه الوجهة بتصميم يجمع بين الطابع الثقافي والضيافة الراقية والإبداع الفني، في أجواء ترفيهية ثرية تُدهش الزائر، وتُثري تجربته الحسية والفنية.
وتبرز داخل المنطقة مجموعة من المفاهيم الفريدة، مثل مطعم ((جلناز خانم)) الذي يمزج الإبداع المحلي بأصالة التراث الفارسي، مقدمًا تجربة فنية تجمع بين الديكور الفاخر والموسيقى الحيّة. كما يعيد مطعم ((حارة أبو عصام)) أجواء الشام القديمة عبر تصميم تراثي نابض بالحياة، وأداء تمثيلي يجعل الزائر جزءًا من القصة.
ولا تتوقف التجارب عند ذلك، إذ يقدّم Groves Village وجهة أنيقة في الهواء الطلق تجمع بين التسوّق والمقاهي والعروض الحية، بينما توفر Kashta Your Pick جلسات كشتة فاخرة بجانب البحيرة في أجواء مريحة وهادئة، في خطوة تعكس شموليّة التجربة الترفيهية، وحرصها على تلبية مختلف اهتمامات المجتمع
. مجسمات مصممة بعناية تعبّر عن روح موسم الرياض، وتحمل رسائل بصرية مرتبطة بالشتاء والبرد والثقافة المحلية، وأحيانًا بثقافات عالمية متعددة.
. مناطق تصوير مدروسة، وإضاءات تُكمل الهوية البصرية للمكان.
. أسلوب استقبال راقٍ من الموظفين والموظفات، يعكس الحفاوة والأخلاق السعودية الأصيلة.
لقد كان التعامل الراقي من أبناء وبنات الوطن أجمل ما يُستقبل به الزائر؛ ابتسامة، وترحيب، ومساعدة فورية، وانضباط مهني يليق بصورة المملكة الجديدة.
أحد أبرز التحولات التي لاحظتها خلال زيارتي هو تغير سلوك الجمهور، فبعد أن شهدت بعض الفعاليات في السنوات الماضية مظاهر فوضى أو ازدحام غير منضبط، يبدو أننا اليوم أمام جيل جديد من الزائرين أصبح أكثر وعيًا واحترامًا للتجربة الترفيهية، وتقديرًا للجهود الجبارة والعظيمة التي تبذلها الهيئة العامة للترفيه.
وعلى الرغم من كثافة الحضور في ((ذا جروفز))، كان المكان هادئًا ومنظمًا، وكأن الجميع أصبح يتعامل مع الترفيه بوصفه مساحة للاستمتاع المسؤول والاسترخاء، لا مكانًا للعشوائية.
هذه النقلة في الثقافة ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة:
. تنظيم احترافي.
. إدارة صارمة للموقع.
. تصميم مدروس يحفظ انسيابية الحركة.
. وعي متزايد لدى الزوار أنفسهم.
وعلى الرغم من كل الجمال التنظيمي، فإن الملاحظة التي لا يمكن تجاهلها هي ارتفاع أسعار المطاعم داخل الموقع، فرسوم الدخول ومواقف السيارات كانت معقولة ومقبولة جدًا، لكن أسعار المطاعم تجاوزت الحد المعقول؛ إذ قد تصل قيمة وجبة واحدة إلى أكثر من ضعفي سعر وجبة في فنادق الخمس نجوم، وهذا الأمر يتطلب من هيئة الترفيه الموقرة – وهي الجهة التي نثق في رؤيتها وعدالتها – أن تضع معايير واضحة لأسعار مقدّمي الخدمات داخل المواقع، بحيث تظل التجربة ممتعة وميسورة، دون استغلال أو مبالغة قد تسيء لصورة الموسم، وجودة الحياة التي تعمل الهيئة على تعزيزها.
لا يمكن الحديث عن هذا التطور دون الإشارة إلى الدور الكبير لهيئة الترفيه، بقيادة المستشار تركي آل الشيخ، الذي استطاع أن ينقل القطاع إلى آفاق جديدة، وأن يجعل من المملكة محط أنظار العالم، ونقطة جذب للترفيه الحديث المدروس بعناية، فالجهود المبذولة في:
. تنويع المواقع
. تحسين الجودة
. تنظيم الحشود
. استقطاب الفعاليات العالمية
. تطوير مستوى التعامل والتدريب
. خلق بيئات ترفيهية تعكس الهوية الوطنية
كلها تؤكد أننا أمام مشروع وطني ضخم يصنع جيلاً جديدًا من الثقافة والترفيه، ويُسهم في تشكيل جودة الحياة التي تستحقها المملكة وشعبها.
تجربة ((ذا جروفز)) ليست مجرد فعالية، بل دليل حي على أن الترفيه في المملكة يتطور عامًا بعد عام، ويتجه نحو العالمية دون فقدان الهوية المحلية.
وإذا ضُبطت أسعار الخدمات داخل المواقع بما يحقق العدالة، فسنكون أمام نموذج متكامل للترفيه العصري في وطنٍ يُعيد تعريف المستقبل كل يوم.
شكرًا لهيئة الترفيه.. وشكرًا لكل من يعمل ليصنع للناس لحظات فرح لا تُنسى.

MENAFN08122025000089011017ID1110453739

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث