تفوق لاتيني بنكهة برازيلية يناطح إنجازات أوروبا في المونديال

(MENAFN- Al-Bayan) تحمل منتخبات أمريكا اللاتينية تفوقاً كبيراً في منافسات بطولة كأس العالم، وذلك قبل إجراء قرعة النسخة رقم 23 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف العام المقبل.
وتجرى مراسم القرعة في مركز كينيدي للفنون بواشنطن، حيث سيتم توزيع المنتخبات الـ42 المتأهلة على 12 مجموعة، مضافاً إليها 6 منتخبات أخرى تتأهل عن المُلحق العالمي في مارس.
ولا تنسى منتخبات أمريكا الجنوبية التي قدمت العديد من المواهب والأساطير للكرة العالمية، أنها كانت مهد انطلاق كأس العالم، عندما استضافت أوروغواي النسخة الأولى من البطولة عام 1930، وهي التي فازت بلقبها أيضاً في حقبة ذهبية لهذا المنتخب.


ويمثل حضور منتخبات أمريكا اللاتينية في كأس العالم محوراً ثابتاً في تاريخ البطولة، إذ ارتبطت القارة دائماً بالمهارة العالية، والهوية الفنية الواضحة، والقدرة على فرض تأثير يتجاوز حدود النتائج، فلقد كانت هناك بعض البطولات التي لم يتوج فيها منتخب لاتيني باللقب لكنها تركت انطباعاً رائعاً عن نجوم بارزين مثل جيل منتخب البرازيل 1982، الذي لم يحصد لقب البطولة التي أقيمت في إسبانيا لكنه ترك انطباعاً رائعاً عن الكرة التي قدمها هذا المنتخب بقيادة زيكو وسوكراتيس.


ومنذ النسخة الأولى عام 1930، ظلّت منتخبات الجنوب شريكا أساسيا في رسم ملامح المونديال، سواء عبر التتويجات أو الأجيال التي تركت بصمتها في ذاكرة اللعبة.


وبمجموع 10 ألقاب مونديالية من أصل 22 لقباً، يظهر التأثير اللاتيني، والذي يطمح في النسخة الجديدة للاقتراب من عرش أوروبا التي حصلت منتخباتها 12 لقباً عبر التاريخ، كان آخرها فرنسا في 2018، وسيلعب عامل التقارب في الأجواء والمكان مع الولايات المتحدة والمكسيك دوراً في أن تكتسب المنتخبات اللاتينية جرأة أكبر للمنافسة على نيل اللقب.


وتتقدم البرازيل المشهد بوصفها البطل التاريخي الأول للبطولة، وصاحبة الرقم القياسي في عدد الألقاب برصيد خمس بطولات، وقد بنت حضورها العالمي عبر مسار طويل من الاستمرارية الفنية، بداية من لقب 1958 الذي أطلق عصر المهارة المنظمة، مروراً ببطولة 1970 التي مثلت ذروة الامتداد الهجومي المنسق داخل فريق واحد، وصولاً إلى تتويج 2002 الذي أعاد البرازيل إلى قمة العالم بتركيبة تجمع الإيقاع السريع والفعالية.


لكن منذ ذلك الحين يبقى المنتخب البرازيلي زعيم القارة فيما يتعلق بالألقاب المونديالية، بعيداً عن عرشه القديم، فمنذ آخر تتويج قبل نحو 23 عاماً، هيمنت أوروبا على 4 ألقاب، قبل أن تكسر الأرجنتين ذلك التفوق في النسخة الماضية بقطر.


وتمتاز مشاركات البرازيل في المونديال بكونها الأكثر ثباتًا، إذ لم تغب يوماً عن النهائيات، ووصلت إلى الأدوار المتقدمة في أغلب النسخ، محافظة على هوية هجومية تعتمد على الإبداع الفردي داخل منظومة مدعومة بالتنظيم والضغط العالي.


لكن غياب الجيل ذي الشخصية القيادية ربما يكون العائق أمام تحقيق إنجاز جديد، فمنذ اعتزال جيل رونالدو ورونالدينيو وكاكا، لم يتسلم نيمار الراية بالشكل المناسب، ولا تزال صدمة السقوط بسباعية ضد ألمانيا في نصف نهائي 2014 على ملعبها، بمثابة الغصة في حلق البرازيل.


الأرجنتين بدورها تعد أحد أهم أعمدة البطولة بثلاثة ألقاب، آخرها في 2022، وقد أثبتت عبر تاريخها قدرتها على العودة إلى الواجهة في اللحظات الحاسمة. وتعتمد هويتها على المزج بين القوة الذهنية والمرونة التكتيكية، وهو ما جعلها منافساً دائماً في الأدوار النهائية، حتى في الفترات التي شهدت تراجعاً في نتائجها.


أما أوروغواي، صاحبة أول لقبين في تاريخ المونديال، فكانت حجر الأساس في مشوار المنافسة العالمية، ويظل إنجازها في 1950 واحداً من أكثر لحظات البطولة تأثيراً، بالفوز على المضيف المنتخب البرازيلي في عقر داره، ورغم تراجع أدوارها في العقود الأخيرة، واصلت الحضور في مراحل متقدمة في نسخ مختلفة بفضل الاحتفاظ بهوية فنية مميزة، والشخصية ذات الطابع اللاتيني في المدارس التدريبية المتعاقبة أيضاً، مثل أوسكار تاباريز ومارسيلو بييلسا.


وبعيداً عن القوى الكبرى، قدّمت منتخبات مثل تشيلي وكولومبيا وباراغواي وبيرو مشاركات لافتة أسهمت في ترسيخ حضور القارة. فجاءت تشيلي بثالث العالم في 1962، وظهرت كولومبيا بصبغة هجومية قوية خلال التسعينيات، بينما حققت باراغواي أفضل إنجاز لها بوصولها إلى ربع نهائي 2010، واستمرت بيرو طوال عقود في تقديم أداء ممتع رغم محدودية الموارد.


بشكل عام، تمتلك أمريكا اللاتينية عشرة ألقاب في كأس العالم، إلى جانب عشرات المشاركات المتقدمة في نصف النهائي والنهائي، ما يجعلها أحد أهم المحاور المؤثرة في تاريخ البطولة. وتستمد هذه المنتخبات قوتها من تراكم الهوية الفنية وتنوع المدارس الكروية، لتبقى عنصرًا أساسيًا في تشكيل ملامح المونديال عبر كل العصور.

MENAFN04122025000110011019ID1110436046

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث