ترامب يرفع البطاقة الحمراء.. مونديال 2026 بين كواليس السياسة والملعب

(MENAFN- Al-Bayan) في الوقت الذي ينتظر فيه عشاق الساحرة المستديرة اكتمال عقد الـ48 منتخباً المشاركين في مونديال 2026، الذي يُقام صيف العام المقبل في أمريكا والمكسيك وكندا، بتأهل 6 منتخبات متبقية تسعى للحاق بالركب العالمي بعد خوضها الملحقين العالمي والأوروبي، اللذين يقامان في مارس المقبل، لتنضم إلى منتخبات 42 دولة حسمت بالفعل وجودها في كأس العالم الصيف المقبل.
فجأة، وكعادة بلاد العم سام، لا وقت للمفاجآت، ترفض الولايات المتحدة منح تأشيرات لعدد من أعضاء وفد اتحاد الكرة الإيراني لحضور قرعة كأس العالم 2026 في 5 ديسمبر المقبل في واشنطن، لتقرر دولة إيران مقاطعة مراسم القرعة ويخرج مهدي تاج، رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، قائلاً: ((أبلغنا الاتحاد الدولي لكرة القدم ((فيفا)) أن القرارات المتخذة لا علاقة لها بالرياضة، وأن أعضاء الوفد الإيراني لن يشاركوا في قرعة كأس العالم، كما أن الولايات المتحدة لم تصدر تأشيرات دخول لبعض أعضاء الوفد الإيراني، بمن فيهم أنا رئيس الاتحاد))، فقط حصل أربعة أعضاء من الوفد، بمن فيهم مدرب المنتخب الوطني، أمير قلعة نويي، على تأشيراتهم للسفر إلى الولايات المتحدة. رئيس الاتحاد الإيراني ندد بالقرار الأمريكي ووصفه بأنه موقف ((سياسي)) بحت، وأن على الفيفا الطلب منهم التوقف عن هذا السلوك.
الواقع يقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة في يناير 2025، أبدى اهتماماً كبيراً بكرة القدم، لدرجة حضوره نهائي كأس العالم للأندية بين تشيلسي الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي، وقام بتتويج ((البلوز)) باللقب، كذلك استقبل أيضاً أحد الأصدقاء المقربين له خلال الفترة الأخيرة السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ((فيفا))، في البيت الأبيض لإجراء مشاورات حول بطولة كأس العالم 2026.
الدون والمفتاح
وقبل أيام قليلة خص الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بتكريم خاص بمنحه ((المفتاح الذهبي للبيت الأبيض))، وذلك خلال زيارة قائد فريق النصر السعودي إلى واشنطن، واستقبل ترامب رونالدو وخطيبته جورجينا رودريغيز بحفاوة كبيرة، وخصهما بجولة داخل البيت الأبيض، وبعد انتهاء الزيارة، نشر ترامب في منصته ((تروث سوشيال))، فيديو معدلاً بالذكاء الاصطناعي يظهرهما وهما يلعبان كرة القدم داخل البيت البيضاوي. وقال ترامب في وصف الفيديو: ((رونالدو شخص رائع، أحببت لقاءه في البيت الأبيض، ذكي للغاية ورائع)).
السياسة والرياضة
قرار ترامب الأخير، أثار العديد من التساؤلات على الرغم من تصريحاته المتكررة أن الولايات المتحدة تعمل على إنشاء نظام لإعطاء الأولوية في تحديد مواعيد منح التأشيرات للمسافرين الأجانب الذين يحملون تذاكر مباريات كأس العالم لكرة القدم البالغ عددها 104 مباريات، وقال: ((وجهت إدارتي للقيام بكل ما في وسعها لجعل كأس العالم 2026 نجاحاً غير مسبوق)).
وتابع بأن مباريات كرة القدم قد تدر 30 مليار دولار على الولايات المتحدة، وتوفر نحو 200 ألف فرصة عمل. قبل أن يعود ويصدر قراراً بمنع رعايا 12 دولة من السفر إلى الولايات المتحدة، وفرض قيوداً على سفر رعايا سبع دول أخرى، ومن هؤلاء بالطبع من يرغب في مشاهدة المونديال حتى لو غابت منتخباتهم، تلك الخطوة بررها برغبته في ((حماية)) مواطنيه من ((إرهابيين أجانب))، موضحاً أن إدراج هذه الدول على هذه القائمة يعود إلى ميل رعايا بعض منها إلى البقاء في الولايات المتحدة بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم، ويُستثنى من هذه القيود حملة تأشيرات معيّنة والأفراد الذين ((يخدم سفرهم إلى الولايات المتحدة المصلحة الوطنية)).
الحظر -كما قال- لا يشمل لاعبي كرة القدم الذين سيشاركون في كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، ولا يشمل أيضاً الرياضيين الذين سيشاركون في دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها لوس أنجلوس في 2028، عقب القرار سارعت فنزويلا إلى التنديد بقرار ترامب.
تدخل حكومي
بعيداً عن السياسة وكواليس البيت الأبيض، الاتحاد الدولي لكرة القدم ((فيفا)) ومنذ زمن بعيد يحذر من التدخلات الحكومية في الشأن الرياضي الكروي بكل أشكاله، قراراته الصارمة في مثل هذه الحالات، عاقبت دولاً وشخصيات وكيانات بسبب التأثير غير المبرر للعبة واعتبرته انتهاكاً خطيراً لقوانين ((فيفا)).
برافول باتيل، رئيس الاتحاد الهندي لكرة القدم، قرر البقاء في منصبه على الرغم من انتهاء مدته، مدعوماً من الحكومة ومن دون إقامة انتخابات جديدة، ليقرر ((فيفا)) تعليق عضوية الاتحاد الهندي لكرة القدم بسبب تأثير غير مبرر من طرف ثالث، وهو ما يشكل انتهاكاً خطيراً لنظام فيفا الأساسي، كما أوقف النشاط الرياضي في مالي، وتم حرمان الاتحاد المالي لكرة القدم من المشاركة في كل البطولات القارية والدولية، لمخالفته المادة 13 من لائحة النظام الأساسي في الفيفا والذي يحرم على الحكومات التدخل في الشأن الرياضي.
الاتحاد السيراليوني لم يسلم هو الآخر من قرار الإيقاف وتعليق العضوية، والسودان كذلك لم يسلم من الأمر ذاته، والأمر نفسه حدث مع اتحاد الكرة في زيمبابوي ونظيره في كينيا، لتدفع تلك الاتحادات ثمن التدخل الحكومي أو السياسي في عالم كرة القدم.
العم سام
الآن، مع ما فعله الرئيس الأمريكي برفض منح التأشيرات لبعض من ينتمي لكيانات المنتخبات المتأهلة للمونديال، تحت أي مسمى خاص بأمن بلاد ((العم سام))، في تلك الحالة هل يستطيع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم التدخل وفرض عقوبات أسوة بما حدث قبل ذلك مع كل الاتحادات أو المؤسسات التي تتدخل من أجل اتخاذ قرار أو التأثير على اللعبة بشكل مباشر أو غير مباشر؟
كرة القدم هي الدولة الوحيدة التي يحكمها مليار رئيس، هي المتنفس والملاذ بعيداً عن صراعات الكراسي ولعبة الانتخابات وصفقات ((وول ستريت))، ماذا لو قرر ترامب أن يتخذ الخطوة نفسها مع اتحادات أخرى؟
الفكرة ليست دفاعاً عن كيان لكنه سؤال لمَ لم يعلق السويسري إنفانتينو؟ وهل ستشهد الأيام المقبلة ضحايا جدداً قد يشاهدون المونديال من منازلهم بعيداً عن المدرجات والتيفو ولحظات الفوز والخسارة؟

MENAFN28112025000110011019ID1110411166

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث