"بدون الإخوان" العالم سيكون أكثر استقراراً

(MENAFN- Al-Bayan) بدأت عملية تعرية تنظيم الإخوان الإرهابي عالمياً، انطلاقاً من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صدر مؤخراً، بتكليف وزيري الخارجية ماركو روبيو، والخزانة سكوت بيسنت بدراسة إمكانية تصنيف ((الإخوان)) منظمة إرهابية، فمكانة أمريكا وتأثيرها في السياسة الدولية لا يحتاج إلى نقاش وقادة تنظيم الإخوان يدركون ذلك لذلك بدأت تحركات واجتماعاتهم في بعض معاقلهم محاولة لمنع صدور القرار.

((خطوة في الاتجاه الصحيح)) هو أقل ما يقال عن هذا القرار لسبب بسيط أنه يعني: مواجهة بنية فكرية متطرفة أثبتت أن لديها القدرة على التكيف مع كل الأوضاع السياسية والأمنية والعيش، وكذلك الاستمرار في إعادة إنتاج التطرف والإرهاب. وبالتالي فالقرار سيعمل على فتح أعين حكومات العالم على طبيعة عمل هذا التنظيم وكذلك سيعمل على إعادة تقييم المحاذير التي قدمتها بعض الدول العربية التي عانت من هذا التنظيم ومقارنتها فيما يحدث في الدول الغربية.

كتاب ((الدائرة المغلقة.. للإخوان في الغرب)) لمؤلفه لورينزو فيدينو الصادر عن دار نشر جامعة كولومبيا والذي ترجمه إلى العربية مركز تريندز للبحوث والاستشارات((، وضح عن طريق المقابلات الشخصية قام فيها المؤلف الكثير من ممارسات هذا التنظيم التي خلقت عزلة بين أبناء الوطن الواحد بعد أن أقنعوهم بالدخول في الدين الإسلامي مما أدى تدمير المجتمعات الغربية. وكأن على المواطنين الغربيين أن يدفعوا ثمن استضافتهم لواحدة من أخطر الأفكار السياسية عرفتها الإنسانية، والسماح لمعتنقيها باستخدام بلدانهم منصة لمحاربة الدول العربية والإسلامية وقاعدة لجمع التبرعات والأموال والحصول على الدعم السياسي والشعبي لنشر فكرهم المتطرف عابر للحدود بل حتى القارات بواسطة بعمليات الذئاب المنفردة

باستخدام منهج الرصد، لم يكن الإرهاب المنسوب إلى الدين الإسلامي بعيداً عن منظومة أفكار تنظيم الإخوان المسلمين بمختلف مراحله التاريخية بدءاً من عملية اغتيال رئيس الوزراء المصري، محمود فهمي النقراشي في 1948، ومن ثم أفغانستان في السبعينيات من القرن الماضي وصولاً بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما تبعه من الأشكال والصورة المدمرة لاستقرار المجتمعات الإنسانية في العالم، إلى أن جاءت لحظة ما كان يسمى بـ"الربيع العربي" الذي فضحتهم أمام الرأي العام العربي والغربي بعد قرارات أصدرتها دول مسئولة بحماية الإنسانية وحفظ استقرار العالم وقامت بتصنيفها تنظيم إرهابي منها: دولة الإمارات، المملكة العربية السعودية، مصر، والبحرين، والأردن.

إن الرهان العالمي كبير على قرار الرئيس ترامب في وضع حد لظاهرة التطرف الفكري الناتج عن الدين باعتباره أنه أحد المغذيات الخطيرة في تهديد استقرار العالم، ولكن نجاح هذا القرار يعتمد على فهم أساليب التحايل أفراد هذا التنظيم ومواجهتها. وهي الطرق التي سمحت لهم بالهروب من الإدانة والملاحقة أبرز تلك الطرق أو الأساليب تتمثل في الآتي: 1- من حيث التنظيم المؤسسي: لديهم قدرة التهرب من الملاحقة القانونية من خلال تغيير المسميات للجمعيات بحيث لا تبدو أنها تابعة لهم ولكن فكرياً وأيديولوجياً هم يتغذون منها. 2- في لحظات الشعور بالخطر يغيرون اسماء القيادات المعروفة أمنياً بقيادات جديدة غير معروفة في الساحة.

تلك الطرق هي التي مكنت التنظيم من خداع حكومات العالم واكتساب ثقة مؤسسات سياسية خاصة في غرب، واستطاعوا بتلك الطرق من صناعة إرهابيين من داخل الدول تواجدوا فيها إلى درجة أن أوروبا أصبحت من الدول المصدرة للإرهابيين إلى الشرق الأوسط خاصة في فترة تنظيم داعش ، لذا بجانب الرهان على القرار الأمريكي في مواجهة التطرف الإخواني لا بد من التجديد المستمر لقائمة التصنيف للمؤسسات ولقيادات الإخوانية وإلا الملاحقة لن تقف.

أمريكياً وأوروبياً، لم يعد التعايش مع تنظيم الإخوان خياراً وفق مجموعة من التقديرات الاستخباراتية الأوروبية لعدد المتطرفين المنتشرين في دولها مثلاً ألمانيا يتواجد فيها (350) قيادياً حسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات (ECCi). أما فرنسا تقدر عدد المصنفين في قوائم الإرهاب (4500) أما النمسا فتقدر عددهم بـ1000 وكلهم من مواطنين متأثرين بخطابات الإخوان هناك. لهذا من السهل تفهم التغطيات المنحازة لصحف عريقة لقرار الرئيس الأمريكي.

فمثلاً مجلة "نيوزويك" الأمريكية عنونت إحدى مقالاتها "حان الوقت لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية"، وهو ما يمكن فهمه أن الرسالة التي يحملها العنوان تعكس أن واشنطن والغرب بأكمله تأخر كثيراً في التعامل مع واحدة من أخطر التنظيمات السياسية التي اعتادت على تفريخ جماعات متطرفة لزعزعة استقرار العالم من خلال اتباع استراتيجية تمزج بين الاستفادة من مناخ التسامح في الغرب الذي يستضيفهم هروباً من الملاحقة القانونية في بلدانهم الأصلية وزرع أفكار متطرفة في عقول الشباب في تلك المجتمعات المستضيفة لهم مع تصاعد تأثيرهم السياسي من خلال الوصول إلى دوائر صنع القرار في تلك المجتمعات وخاصة البرلمانات وكذلك المؤسسات الحقوقية هناك.

كما ناقش موقع "جاست ذا نيوز" الأمريكي المختص في الصحافة الاستقصائية أبعاد ما يمثله القرار على مستقبل هذا التنظيم الإرهابي خاصة في حاضنته الرئيسية منطقة الشرق الأوسط وكذلك في ناحية "وقوده" التقليدي وهو عنصر الشباب الذي يخرب تفكيرهم الديني بأيديولوجيته المدمرة للإنسان حيث اعتبر الموقع القرار قوية على التنظيم، والذي قد نفهمه أن مجرد صدور قرار التكليف هو في حد ذاته صدمة للتنظيم على اعتبار أن الرئيس ترامب بقراره حرك رمى حجرة في الماء الراكد لإثارة الآخرين للتفكير في القرار وهو بالتأكيد أمر سيء لكل أعضاء التنظيم في العالم وليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط.

هناك تفهم غربي بالكامل لمدى خطورة هذا التنظيم وبدأ ينمو تصاعدياً حيث وصف ذلك مستشار الرئيس ترامب لشؤون مكافحة الإرهاب سيباستيان غوركا على شبكة"نيوز ماكس" الجماعة (تحاول ان تقدم نفسها على أنها جمعية خيرية) وهو لديه حق في هذا فهي إحدى المداخل الإنسانية لكسب أفراد المجتمعات المسلمة ولكن في الحقيقة أن المراكز الجمعيات التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي يروجون للإسلام السياسي وليس للدين الإسلامي كما يدعون وقد وضح كتاب "الدائرة المغلقة" السابق الذكر ذلك. لذا نعتقد أن القرار سيمنح ليس المسلمين فقط بل العالم السلام والاستقرار بعدما أن يقل تأثيرهم السلبي على أفكار الناس في مقابل فتح الفرصة لأفكار التسامح والاعتدال الديني.

بعيداً عن التفسيرات التي يمكن يرافقها القرار الأمريكي سواءً من حيث مجيئه في هذا الوقت أو إمكانية تطبيقه، فإن الفكرة الأساسية التي ترسخت لدى حكومات العالم وشعوبها أن هذا التنظيم الذي يدعي التدين بالإسلام وأن أفراده هم ضحايا بات أمام رقابة مجتمعية وحالة الشك الأولى التي تبدأ من خلالها طرح الأسئلة البحثية لكشف المزيد من المعلومات عنه في جوانب: زرع الكراهية، وبث الأحقاد والاحتقانات بين الناس على أساس ديني، وقد تبدو أنها فكرة حالمة لبعض المتعاطفين مع هؤلاء المتطرفين إلا أن قطار محاربة التنظيم انطلق من واشنطن وبالتالي وإذا طبق القرار على عدد محدود من التنظيمات الموجودة في عدد من الدول العربية فإن هذا القطار لن يتوقف وإنما سيستمر دون توقف لحين القضاء على واحدة من أخطر التنظيمات في العالم.

MENAFN04122025000110011019ID1110435232

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث