لا ينبغي لسويسرا الإذعان لشركات التكنولوجيا العملاقة

(MENAFN- Swissinfo) يقول أحد الخبراء في مجال السيادة الرقمية، يمكن أن تكون سويسرا أكثر استقلالية في مجال الذكاء الاصطناعي، عن شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل مايكروسوفت. تم نشر هذا المحتوى على 04 ديسمبر 2025 - 08:19 11دقائق

أحلل المخاطر والفرص والتأثيرات الملموسة للذكاء الاصطناعي على الحياة اليومية. منذ انضمامي إلى سويس إنفو في عام 2020، أقوم بترجمة تعقيدات العلوم والتكنولوجيا إلى قصص تخاطب الجمهور العالمي, وُلدت في ميلانو لعائلة إيطالية مصرية، وكنت شغوفة بالمعرفة والكتابة منذ الطفولة. عملت بين ميلانو وباريس كمحررة متعددة اللغات لمجلات تكنولوجية، لأنتقل بعد ذلك إلى الصحافة الدولية مع سويس إنفو.

  • مقالات أخرى للكاتب
  • القسم الإيط
  • English en 'Switzerland must not give in to the Big Tech narrative' طالع المزيد'Switzerland must not give in to the Big Tech narra
  • Deutsch de KI in der Schweiz: Alternativen zu Big Tech sind möglich طالع المزيدKI in der Schweiz: Alternativen zu Big Tech sind mö
  • Français fr ((La Suisse ne doit pas céder au discours des Big Tech)) طالع المزيد((La Suisse ne doit pas céder au discours des Big T
  • Italiano it “La Svizzera non deve cedere alla narrazione delle Big Tech” الأصلي طالع المزيد“La Svizzera non deve cedere alla narrazione delle Big
  • 中文 zh 科技巨头永久垄断AI市场?瑞士坚决说“不!” طالع المزيد科技巨头永久垄断AI市场?瑞士坚决

تعتمد سويسرا اعتمادًا كبيرًا على التقنيات الرقمية، والذكاء الاصطناعي (IA) الأجنبي. وتستخدم حوالي 75% من شركات البلادرابط خارجي منصات الذكاء الاصطناعي، مثل“شات جي بي تي” (ChatGPT) و”كوبايلوت” (Copilot) (المملوكتين لشركة مايكروسوفت) بشكل أساسي. وذلك لتنفيذ مهام، من قبيل إعداد النصوص، والبرمجة، وتحليل البيانات. وتتوافق هذه النسبة مع الاتجاهات العالميةرابط خارجي.

كما تعتمد الحكومة السويسرية وإدارتها بشكل كبير، على التطبيقات الرقمية لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، وخاصةً مايكروسوفت. وفي بيانرابط خارجي صدر عام 2023، ذكرت الإدارة الفدرالية أنّ تغيير مزود الخدمة يُعتبر“مخاطرةً كبيرةً ومكلفةً للغاية”، معلنةً الانتقال إلى نظام التشغيل مايكروسوفت 365.

لكن اليوم، يتزايد الوعي، بانطواء الاعتماد على تقنيات“شركات التكنولوجيا الكبرى”، على غرار مايكروسوفت، وأمازون، وأوبن إي آي، على مخاطر. وقد حذّر قائد القوات المسلحة السويسرية، طوماس سوسلي، مؤخرًا من المخاطر المترتبة على الأمن القومي، جراء استخدام تلك التكنولوجيا. وذلك في مراسلة داخلية للحكومة، نشرتها صحيفة“ريبوبليك” الإلكترونيةرابط خارجي.

ويؤكّد ماتياس ستورمر، مدير معهد تحول القطاع العام، بجامعة برن للعلوم التطبيقية، والخبير في السيادة الرقمية:“طالما أنّ وثائقنا مخزنة في سحابة مايكروسوفت، فبإمكان الحكومة الأمريكية الوصول إليها”. ومع بداية الدورة الثانية لرئاسة ترامب، ازدادت المخاطر الجيوسياسية، لأن“الإدارة الأمريكية الحالية لم تعد تلتزم بالقواعد”.

وفي نهاية العام الماضي، أعلنت الحكومة الفدرالية السويسرية، عزمها إنفاق 140 مليون فرنك سويسريرابط خارجي لتجديد تراخيص مايكروسوفت لمدة ثلاث سنوات. ويعتقد ماتياس ستورمر، أنّ الكنفدراليّة ستتمكّن من تحقيق السيادة الرقمية بسهولة لو استثمرت 10% فقط مما تنفقه على حلول تكنولوجيا المعلومات من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى.

ويقول:“ليس من المستحيل الخروج من“القفص الذهبي” للخدمات الرقمية باهظة الثمن، التي ترغب شركات التكنولوجيا العملاقة في حبسنا فيه”.

وبمناسبة تجديد عقدها الأخير مع شركة مايكروسوفت، أعلنت الإدارة الفدرالية عزمها على استكشاف بدائل مفتوحة المصدر، من أجل تقليص“اعتمادها الكبير” على البرمجيات المملوكة للعملاق الأمريكي.

ظروف مثالية للسيادة الرقمية

وفقًا لماتياس شتورمر، تتمتع سويسرا بوضع جيد لتطوير بنيتها التحتية الرقمية بفضل جامعاتها، ومجتمعها القوي من مهندسي·ات الكمبيوتر، ونظامها البيئي المُنمّي للحلول مفتوحة المصدر.

محتويات خارجية

وبالفعل، شرعت الحكومة السويسرية في الاستثمار في البنية التحتية الوطنية، لتكنولوجيا المعلومات وتقنياتها. وأنفقت الدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، أكثر من 100 مليون فرنك سويسري على حاسوب جبال الألب العملاق، ومبادرة الذكاء الاصطناعي السويسرية، مُطلِقة برنامج أبيرتوس (Apertus) في شهر سبتمبر الماضي. وهو أول نموذج لغوي كبير (LLM) مفتوح بالكامل، وعام في سويسرا.

ولتعزيز الشفافية الرقمية، يُلزم قانونرابط خارجي سويسري بإتاحة جميع البرامج المملوكة للحكومة للعموم. ووصف محللو الاتحاد الأوروبي هذا التطوّر بأنه “إنجاز قانوني”رابط خارجي ، على المستوى الأوروبي.

ووفقًا لماتياس ستورمر، يعد أبيرتوس، في حد ذاته، مثالًا على قدرة الكنفدرالية على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي سيادية، متوافقة مع اللوائح التنظيمية الأوروبية. وهو ما يُوفر بديلًا عمليًا لأدوات شركات التكنولوجيا العملاقة. ويؤكد قائلًا:“يريدوننا أن نعتقد أنهم الوحيدون القادرون على إنشاء الذكاء الاصطناعي وإدارته، لكن هذا غير صحيح. يجب ألا تذعن سويسرا لهذه الرواية”.

لكن لا يتفق الجميع على ذلك. إذ يعتقد مارسيل سالاثي، المدير المشارك لمركز الذكاء الاصطناعي في المعهد التقني الفدرالي العالي في لوزان (EPFL)، تمثيل نماذج مثل أبيرتوس، خطوةً للأمام. ولكنها ليست ثورةً في هذا المجال. فلا تزال موارد بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي الأساسية، مثل قوة الحوسبة، والرقائق، والبيانات تحت سيطرة عدد قليل من عمالقة التكنولوجيا. ويؤكد ذلك قائلاً:“لا سيادة للذكاء الاصطناعي، لأن هذه التكنولوجيا في أيدي الصين، والولايات المتحدة”.

لمعرفة المزيد عن الأسباب التي تجعل بعض الأصوات الناقدة تعتقد أن سويسرا لا تزال بعيدة عن السيادة في مجال الذكاء الاصطناعي:

المزيد المزيد الذكاء الاصطناعي السويسري سويسرا تطمح إلى سيادة رقمية... لكن الطريق مازال طويلًا

تم نشر هذا المحتوى على 19 نوفمبر 2025 استثمرت سويسرا ملايين الدولارات لتقليل اعتمادها على عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين. لكن بالنسبة للكثيرين.ات، لا تزال السيادة الحقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي بعيدة المنال.

طالع المزيدسويسرا تطمح إلى سيادة رقمية... لكن الطريق مازال ط إدارة البيانات الحساسة

يرى ماتياس شتورمر ضرورة إطلاق مبادرات مثل أبيرتوس، حتى لو لم تكن قابلة للمقارنة من حيث الحجم مع مبادرات مثل تشات جي بي تي-5 (GPT-5)، لتحول البلاد الرقمي في جميع القطاعات، بما فيها القطاع الطبي. ويقول:“لا يمكننا استخدام تشات جي بي تي للبيانات الطبية الحساسة. أبيرتوس ضروري لأنه شفاف، ومستقل عن المصالح السياسية والتجارية”.

وبالإضافة إلى أبيرتوس، يستشهد الخبير بمئات من برامج المصادر المفتوحة، والمنصات الرقمية، المستخدمة والمطورة في سويسرا، أو في بلدان أوروبية أخرى، والممكن حلولها محلّ أدوات من الولايات المتحدة، وتعزيزها استقلال البلاد التكنولوجي.

ومن الأمثلة على ذلك“أوبن ديسك” (openDesk)،رابط خارجي بديل برنامج مايكروسوفت أوفيس، وقد طوّره مركز السيادة الرقمية في ألمانيا. ولزيادة العلم بهذه الحلول، ساهم ماتياس ستورمر في إنشاء شبكة سويسرا الرقمية السياديةرابط خارجي ، رابطة المؤسسات السويسرية، من القطاعين العام والخاص.

لم تعد السيادة في مجال الذكاء الاصطناعي مجرد حلم

اليوم، جرى نشر أكثر من مليوني نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر، على منصات التجميع، مثل“هغين فيس” (Hugging Face)، حيث يمكن مشاركتها وتنزيلها.

من بين هذه النماذج، يبرز النموذج السويسري أبيرتوس، والذي يعتبره جوشوا تان، مهندس الكمبيوتر المقيم في الولايات المتحدة، ومؤسس مجتمع أبحاث الاستقلال الرقمي (Metagov)،“النموذج الأوروبي الوحيد من بين العشرة الأوائل في العالم في مجال هغين فيس”.

ويضيف:“يثبت أبيرتوس إمكانية بناء نموذج ذكاء اصطناعي عالي المستوى، دون سرقة البيانات من الإنترنت”.

ويُعتقد أيضًا أن الرواية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى تخفي الإنجازات التي تحققت في مجال السيادة الرقمية. حيث تشير إلى أنه لا يمكن لأحد أن ينافس أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وأن الذين يحاولون ذلك سيتخلفون عن الركب.

وبالإضافة إلى سويسرا، اتخذت العديد من البلدان الأخرى بالفعل خطوات لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وذلك من خلال التعاون مع مختبرات الأبحاث الوطنية، أو المنظمات الممولة من القطاع العام.

وتشمل هذه الدول، سنغافورة، وإسبانيا، والسويد. ويعتقد جوشوا تان، أنّ دولًا أخرى ستحذو حذوها. ويدعو إلى تحالف بين الحكومات الوطنية، لتعزيز تطوير حلول الذكاء الاصطناعي السيادية بشكل أكثر فعالية:“نحن أقرب إلى تحقيق الهدف مما يتصوره الكثيرون والكثيرات. فمع تطبيقنا لهذه النماذج، سيبدأ الناس في إدراك أنّ هذا ليس مجرد حلم، بل هو أمرٌ قادرٌ اليوم على تغيير حياتهم.ن بشكل حقيقي”.

تحرير: فيرونيكا دو فوري

ترجمة: مصطفى قنفودي

مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

التدقيق اللغوي: لمياء الواد

MENAFN04122025000210011054ID1110435481

إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

البحث