(MENAFN) تشهد الساحة اللبنانية مستوى مرتفعاً من الاحتقان بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى سكنياً في منطقة حارة حريك ضمن الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي أسفرت عن اغتيال هيثم الطبطبائي، رئيس أركان "حزب الله" وثاني أبرز شخصية عسكرية في التنظيم بعد أمينه العام. ووفقًا لتقارير، نُفذت العملية باستخدام ثمانية صواريخ دقيقة في منطقة مكتظة، ما أدى إلى وقوع خمسة شهداء وعشرات الجرحى، إضافة إلى دمار كبير في الأبنية والسيارات المحيطة.

وجاء هذا الهجوم في ظرف سياسي حساس، إذ سبقته بيومين مبادرة طرحها الرئيس جوزيف عون خلال مناسبة الاستقلال، أبدى فيها استعداد لبنان للتفاوض المباشر مع إسرائيل، وتحدث للمرة الأولى بشكل واضح عن رغبة البلاد في الدخول ضمن المسار السلمي في المنطقة. ورغم ذلك، اختارت إسرائيل تنفيذ العملية في قلب العاصمة، في إشارة فسرتها التقارير على أنها تجاهل لأي مبادرات سياسية في الوقت الراهن.

كما ذكرت تقارير إضافية وجود تنسيق معلوماتي بين واشنطن وتل أبيب في العملية، خاصة أن الطبطبائي يُعد من الأسماء المدرجة على لوائح العقوبات الأميركية، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.

وفي أعقاب الهجوم، أعلنت المتحدثة باسم حكومة الاحتلال شوش بدروسيان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من أصدر الأمر بتنفيذ الغارة على الضاحية الجنوبية، في حين وصفت قناة 14 العملية بـ"الجمعة السوداء". ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع استمرار التحركات العسكرية الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، وسط حديث في الإعلام العبري عن استعداد الجيش لتنفيذ عمليات "غير تقليدية" داخل الأراضي اللبنانية، ما يرفع المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة.

MENAFN04122025000045017281ID1110434864